(1) ها هو الموت يحتسى قهوته ويدخن نرجيله فى المقاهى يوزع الفوضى على البيوت ويلقى فى شوارع القلب أسياخ الهموم يكسر كل قوانين الحب يجرجر أحلام الصغار فوق إسفلت المفاجأة ويخدش كل الأغانى بأظفاره الجارحة (2) الصغار يستيقظون هذا الصباح دون ماما كان النوم يرشق الوسائد بخناجر الحزن فيتقلب الصغار ذات اليمين وذات الشمال , وحزنهم باسط ذراعيه بالوصيد يتحسس الصغار بأناملهم خيال ماما لكنه يهرب فى لحظة التلامس يخرج وحش الحقيقة يطأ الفراشات يدوس الوسائد بقدميه ويبلع كل الأغانى (3) يبدو أن ماما كانت متعجلة أكثر مما ينبغى هى متعبة جدا وتود لو أنها تستريح لكن كان يمكن أن تتحمل ماما أكثر وكان يمكن أن تؤجل مشوارها الأبدى لإجازة الصيف فشتاء هذا العام بارد جدا والوقت يرشق فى الضلوع ما يستطيع من سكاكين وعيون الصغار أفرغت كل ما ادخرته من دموع لا أحد بعد اليوم يمشط شعر الصغيرة وماما لن تجهز السندوتشات أبدا (4) لماذا يبعثر الموت فوق البلاط كل أغانى الصغار ولماذا يصر على أن يضع فوق السرير كل تلك الأحجار المكدسة كى لا يناموا كبقية الأطفال ؟ ها هو يخنق كل العصافير فى الحجرة يخنق هاتف ماما ليصبح جثة هامدة صوت ماما داسته عجلات الموت وهى تشير إليهم بأصابعها الخمسة : اعذرونى يا أحبائى لن أستطيع أن أجهز حقيبة المدرسة بعد اليوم (5) باص المدرسة يأتى عابس الوجه ممتلئا بالدمامل والصغار لا يهرولون كالأمس الأمهات جميعا واقفات يلوحن لصغارهن وماما لا تلوح ماما لا تقف وسطهن والموت يحتسى قهوته ويدخن نرجيله فى المقاهى يوزع الفوضى على البيوت ويكسر كل قوانين الحب يجرجر أحلام الصغار يشق قلوبهم نصفين ويلقى بها فى صناديق القمامة