كالرجال حين تنكسر الروح على حافة العتمة.. تموت المقاهى، وكالعيال حين الصرخة الكاشفة.. تولد مرة أخرى على خارطة المدن.
وكلحظة انتهاء العلاقات العابرة فى زمن الخوف والفجيعة، تنتهى مقاهى الإسكندرية الآن على حافة الذاكرة المهاجرة. تلك المقاهى التى تظل مثل محطات القطارات المسافرة دوما، حيث ينتظر الغرباء العابرون آخر النهار، صافرة الرحلة العابرة، ثم يختبئون خلف النوافذ الزجاجية، أو المفتوحة على الريح، والحقول التى ترجع دائما للوراء، لا تلويحة وداع تفر منها الدموع، ولا كلمة عابرة تختصر المسافة، محطات ضائعة بين وقتين، تائهة بين عربتين، طالعة بين حزنين، مشروخة بين صافرتين.. هل يغسل ماء البحر دم العصافير التى كانت تغنى على حافة قلبى ؟
ومثل بدايات الحلم الطالع كحبة التوت.. تطلع مقاهى القاهرة، كبيوت الوسعاية القديمة،' مفتوحة على ضحكات الرجال، وتأوهات النسوة تحت وطأة الأجساد الصاعدة الهابطة، وصراخ العيال ساعة الظهيرة. وهم يجرون خلف الحناطير وعربات الرش.. مقاهى الوطن والمنفى.. العشق والهجر.. الفصول الأربعة، الخناقات الليلية، وتقبيل الرؤوس فى بدايات الصباح، وباعة الجرائد حين يحطون على الموائد كالنوارس المتعبة، المأوى.. حين تحدفك المدينة القاسية من شارع إلى شارع، ومن.. غربة إلى غربة، ولحظة الفرار حين يداهمك المخبرون فجأة آخر الليل، فترحل من عتمة إلى عتمة، ومن أزقة إلى أزقة، حتى تختبئ فى عربة التروللى العجوز، الذى انتهى من طقوس الغسل الليلى، وبدأ رحلته الأولى. مقاهى القاهرة..
غير مقاهى الدنيا كلها.. فحين تضيع فى زحمة النهار الذى لا يحفظ الملامح ولا الأسماء، وحين تنكسر روحك مثل زجاجة الخمر القديمة الفارغة، فوق مواقيت الليل الذى لا ينتهى، تجلس فوق مقاعدها الخشبية، كمحارب عجوز جاء يبحث عن عنوان قديم كتبه ذات مرة، فوق المفرش المتسخ، تشرب كوباً من القهوة السادة، تنتظر لحظة العناق والدهشة، حين تنط من الذاكرة المتعبة وجوه الرفاق فوق المقاعد المجاورة، يدخنون السجائر الرخيصة، ويشربون الشاى، يتحدثون عن اعتقالات سبتمبر الشهيرة. والموت الذى يسكن أسوار المدينة الحجرية، ويخطف العيال من الغرف البيضاء الضيقة، عن النهارات المشنوقة فوق باب زويلة وباب الفتوح، ثم ينتقلون إلى مقهى البرابرة وسط الميدان، حيث ترى ما تريد، تسمع آخر القصائد، وحكايات المدينة المختبأة خلف المشربيات القديمة، والكتل الحجرية العالية، وعندما يحط الصمت ويموء التعب، تقترض قروشا قليلة، لتركب آخر أتوبيس، حتى أطراف المدينة، حيث تستند البيوت الكالحة على بعضها، خشية السقوط، والمطاردة الليلية التى تظل تنبح فى مداخلها حتى بدايات الصباح، ويسكنها دائماً الفقراء والقادمون من القرى والبلاد البعيدة، ليختبئوا من عيون الوحش الواقف خلف أبواب المدينة، حتى لا تحولهم إلى تماثيل حجرية تصفر فيها الريح.
كان يفر من مقاهى الإسكندرية التى تشبه المخبرين آخر الليل، وتنهش روحه، وتطير القلب اليمامة، فى فضاء شتائى غامض بارد مطارد، فتنكسر الأجنحة، ويتناثر الريش فى أرض الحزن والوحشة والألم، فصار الآن.. يدمن مقاهى القاهرة، التى تمنحه الصحبة والدفء وبعض المعرفة، وحين يجلس فى مداخلها، ويتحسس المائدة الرخامية اللامعة، يرف فوق قلبه طائر الوداعة، وتحط بقايا الأيام الضائعة كالفراشة على حافة فنجان القهوة السادة، فيشرب آخر ما تبقى دفعة واحدة، ويغنى بصوت هامس
لو كان قلبى معى، لاخترت غيركم
ولا رضيت سواكم، فى الهوا بدلا
لكنه راغب فيمن يعذبه
وليس يقبل لا لوما ولا عزلا.. يمر على المقاهى آخر الليل.. دائما نفس المقاهى، كأنه يمارس طقسا يوميا مقدسا، ليسرق مفاتيح المدينة المطلسمة، ويفك شفرتها الجامحة، تلك المدينة التى تظل تغوى عشاقها، فيطاردونها حتى آخر العمر، لكنها.. لا تمنحهم أبدا جسدها.. ولا حتى عناق عابر من خلف سيوف الحرس، لا شىء.. غير وعد.. مجرد وعد لا يتحقق أبدا، فتظل رحلة المطاردة والاشتهاء، حتى لحظة الاحتراق، ويظل العشاق ضائعون على حافة الوجد واللهفة، وانتظار ما لا يأتى.
يدرك الآن.. وهو يرسم ملامح المقاهى التى تقارب ملامح البشر، فى فضاء طقسه اليومى، حتى ذلك المقهى الصغير، المختبئ فى قلب المقابر البعيدة، حيث يشربون الحشيش حتى بدايات الفجر، إن تلك المدينة محطته الأخيرة، حيث تنكسر أيقونة العمر فوق أسوارها الحجرية، ويسقط طائر النار الضائع ما بين السماء والأرض على حافة النهر، دون أن يبعث عن الرماد مرة أخرى، يظل الرماد.. مجرد رماد تطيره الريح فوق المقاهى والشوارع التى لا تحفظ الملامح والعناوين، والغرف الضيقة فوق أسطح العمارات، وعربات الترام والتروللى باص، التى تلفظ أنفاسها آخر الليل، فوق القضبان الحديدية القديمة، يدرك تلك النهاية، منذ أن ركب القطار ذات نهار، يتلاشى الآن من حدود الذاكرة، بلا حقيبة، ولا أوراق قديمة انطفأت فوق أسطرها الروح، أو أوراق مازالت تشتهى بداية الأبجدية، كما كان يدخلها من قبل، لا شىء..
غير الوحل الملتصق بنعل الحذاء، والوصل الذى يجف ويتشقق فوق القلب، وبقايا حكايات تقف على مشارف البكاء، أو مشارف الألم، كأنه ينزل ذات النهر مرتين، أو كأنه يقف بين موتين.. ويموت بين سطرين ضائعين.. ويضيع بين وقتين مهاجرين، وقت بنى عشه فوق قمة الصهريج الحديدى العالى واستراح، ووقت يتحنجل الآن كطائر اللعنة الكسيح، فى محطة مصر، ويمضى بساقه العرجاء من حلمية الزيتون، إلى خارطة أبوالسعود فى مصر القديمة، وبين السرايات حتى يتمدد فوق سرير خشبى ضيق، فى تلك الغرفة التى تقع بين غرفتين، فوق سطح إحدى العمارات الجديدة الواطئة، فى شارع صغير ليس به غير دكان بقالة وحيد، وينفلت خلسة من جسد شارع الهرم الطويل المزدحم.
يدرك الآن.. أن مدينة الرحلة الأخيرة، غير مدينة اللحظات المسروقة من عباءة الأيام، عندما كان يركب قطار الصحافة من سيدى جابر فى الحادية عشرة مساء، ويدخل المدينة فى بدايات النهار، الذى مازال يتثاءب، يحاول أن يختبئ بين الملامح، التى تلهث خلف عربات الترام، والأتوبيسات التى لا تتوقف فى المحطات، والوجوه التى تبحث عن بوابة الرحيل والبراح، يدخلها هارباً من مطاردة المخبرين فى شوارع الإسكندرية، ومحطة الرمل، وذلك المقهى الصغير فى غيط العنب، الذى كان يخبئ فيه الولد حسنى المنشورات، من وراء أبيه المشغول بعد الماركات وراء المكتب الخشبى الصغير، يدخل الآن المدينة التى تغسل وجهها فى النهر، فتتساقط المساحيق الليلية، بقعا من الألوان والدم، بعد أن عقد معها اتفاقاً سرياً، ألا تقتله فى لحظة مباغتة من الوراء، أو تسلمه للمخبرين الذين يفتشون دفاترها كل ليلة، مقابل ألا يلعنها فى قصائده، وفوق الموائد الرخامية فى مقاهى إيزافيتش والبرابرة، ألا يفتح قميصها الحريرى، تحت أعمدة الإنارة العالية، فيبدو صدرها الناشف كحبة الرمان عارياً، معلقاً على باب زويلة، منفرطاً فوق سور مجرى العيون، متدحرجاً حتى أقدام المماليك الغليظة فى منيل الروضة، ألا يرفع من فوق أسوارها طلاسمها الفاطمية، فيتشقق الجسد على حافة النهر، ويغطى دمها الشهرى، ملاءات الليل وأرصفة النهار، فتنكسر تحت وطأة الحزن والفضيحة.
يدرك الآن.. وهو جالس فوق تلك الدكة الخشبية القديمة، التى تتأرجح، وتصدر صوتا أشبه بصرير جنادب الليل الرخو، كلما حرك ساقيه المتعبتين، فوق الأرضية الترابية المبللة بالماء، وبقايا الفحم والمعسل، فى ذلك المقهى الصغير المدفون بين مقبرتين، وسط الجبانة الكبيرة، التى تقع على أطراف المدينة، وترتعش تحت وطأة العتمة والسكون الذى يجرحه نباح الكلاب بين الحين والآخر، وتختنق بالسعال والدخان ورائحة الحشيش، أن ذلك الوجه الذى طلع فجأة كزهرة رائقة على حافة الموت، من خلف الباب الحديدى للمقابر المقابلة، ثم أخذ يطفو فوق العتمة، والممرات الترابية الضيقة، ويرف على حواف الشواهد الحجرية، تحت الضوء الشاحب المرتعش، كأن أطياف الموتى تنهى رقصتها الأخيرة، استراح قليلاً فوق مئذنة الجامع القريب، ثم اختفى تحت ظلال الجبل، هو وجه البنت جميلة، التى اصطدمت به مثل قطار سريع، لا يعرف غير محطة وحيدة على حافة الدنيا، ذات مساء خريفى، يغتسل تحت أضواء الميدان الكبير، فيتساقط عالمه القديم فى لحظة خاطفة، كما تتساقط أزهار البانسيانا الحمراء، فوق رصيف شارع محب، فيصرخ من الألم، وتمسح الأقدام العابرة، دم العذارى ليلة الزفاف الدامى، تناثرت أيامه فوق قضبان العمر الصدأة، التى نسيها قطار الوقت الوحشى، وحين قبلته لأول مرة..
فى مقهى الشاى الهندى، لحظة استدارة الجرسون العجوز، طارت أحلامه التى مازال وحل الوسعاية، يغطى ساقيها الضامرتين، كالوشم الريفى، فوق الأرصفة، وتحت العربات المسرعة، لم يعد بعد تلك القبلة غناء الكروان حزينا على حافة المدى، بل صار يردد أغنية البهجة فى الملكوت، وحين طارت اليمامتان الصغيرتان، من فتحة القميص الحريرى الضيق، وحطت فى وداعة على وجهه، راحت مناقيرها البنية تخمش جلده بنعومة وشبق، وقفت فوق جسده آلاف الطيور البيضاء، أخذت تفك أكفانه القديمة الثقيلة، فبدا عارياً.. نقياً.. كلحظة الميلاد الأولى، انشقت السماء.. هبطت الملائكة من مساحة البرق، ورفت على كتفه..
غسلته بالنور مرة أخرى، بعد أن تعبت من ضياعه الطويل، فأخذت نبوءة جده، وطارت إلى آخر الدنيا، فظل واقفاً ما بين عمامة الولى القديم، التى وضعها جده الشيخ فوق رأسه، ذات يوم بعيد فى ساحة القرية، وهم ينشدون قصائد المديح النبوية، وبين عباءة الموت الكافر، التى لفتها حول روحه الأيام الضائعة بين وقتين على ساحل البحر، الذى هاجرت منه النوارس، والمراكب الراحلة.
يدرك الآن.. وهو يحاول أن يدارى دموعه عن العيون التى انطفأت مثل المصابيح الشاحبة القديمة، تحت وطأة الدخان الأزرق، والليل الطويل التائه، بين أحواش المقبرة، كشيخ عجوز أعمى، عن صاحب المقهى الذى لا يتوقف عن رص المعسل، وتحريك المصفاة الحديدية فى الهواء بقوة، فتتوهج الجمرات، وتهج من المصفاة كالفراشات المحترقة، ثم تنطفئ فى ذلك الفضاء الضيق، الذى يترنح ويصطدم بالجدران الحجرية، يدرك.. أن تلك الجملة التى قالها الولد جودة ذات مساء، وهو يضحك ضحكة تنكسر على بدايات السعال الحاد، كانت بداية الكفن.. أول بيت فى قصيدة الرثاء الطويلة، التى سيكتبها الحزن فوق بحيرة الدموع، وتنشدها الأيام فوق شاهد حجرى وحيد.. كان الولد جودة، قد رسم نصف وجهها الجميل، خلفه نصف نافذة مفتوحة على العراء، يقف على حافتها نصف طائر أسود صغير، سألته البنت جميلة عن تلك اللوحة النصفية، قال وهو يشرب آخر نفس فى سيجارة الحشيش.
- نصف حياة.. ونصف روح ضائعة فى الملكوت، وموت ينتظر لحظة الانكسار. قالت البنت جميلة، وقد هاجر الحزن من آخر الدنيا، واستراح فى براح العينين السوداوين.
- لم تنكسر روحى فوق جدران الزنزانة الحجرية الضيقة، التى رسم العيال فوقها فضاء بديلاً، وغيمة حمام فوقها سماء أخرى، بل.. لعلها رفرفت قليلا على حافة الباب الحديدى، ثم طارت حتى آخر المدى، لكنها.. تنزف الآن يا صاحبى، فوق أسلاك العالم الشائكة، تحاول أن تختبئ من الموت، الذى يأتى دائمًا فى العتمة حتى لا نراه، كانت روحى لى وحدى.. فصارت غريبة عنى.. ثم.. سرقتها الدنيا، وطيرتها حمامة جريحة، فى فضاء الموت والمطاردة، صار النهار خوفى وضياعى، والليل انكسارى وموتى.
حاول أن يهش طائر الحزن الذى حط فوق المفرش الجلدى اللامع، وراح ينقر حواف المائدة، فقال وعلى شفتيه نصف ضحكة، ونصف ارتعاشة غضب. - ما تخليش جودة ياخدك فى توهة الحشيش المضروب اللى بيشربه.
رفرف طائر الحزن فوق شفتيه فضاع الصوت، انكسر تحت ظل عينيها، كأن الحزن لا يريد إلا صوتها، وكأن الموت الذى يجلس فوق تلك المائدة البعيدة، لا يريد أن تهدأ تلك الروح، حتى تبنى عشها على صوته وحده، وترحل فى المدى، فراحت البنت جميلة تواصل قداسها الليلى، وتطفو على حافة الأفق كقوس قزح، تتداخل الألوان، حتى تكاد تصبح لونًا واحدًا يقطر دمًا.
- رغم رعب الأيام الأولى فى سجن القلعة، الذى مازالت تنط فيه أشباح المماليك المذبوحة، وصهيل الخيل الهارب الذى لا يتوقف، رغم ارتعاشة الروح تحت دبة جزم العساكر فى الممرات الضيقة، الدبة التى تهج تحت وطأتها الأيدى العصافير، من فوق القضبان الحديدية، همسات الأجساد المتعبة فى تلك العتمة التى لا تنتهى.. كانت البنات تغنى فى الليل، غناء يعبر حدود النواح، ويعلق أيقونة الحياة فوق الأبواب الحديدية، ويطير الأحلام بعيدًا عن الزنازين، ثم ينام الغناء فى علب السجائر، انتظارًا لذلك العسكرى الريفى الطيب الذى يهرب لهم الغناء والكلمات والسجائر، وعندما صارت الدبة عادة.. اكتشفت أن الزنزانة الضيقة، أكثر رحابة من ذلك العالم الذى لم يعد يغتسل فى النهر، أن الوجوه محددة واضحة، لا ترتدى ملامح جديدة كل صباح.. يبدو أن روحى مازالت محبوسة فى سجن القلعة، أو أن الوطن هاجر منا.. صمتت قليلا.. ثم بدأت تغنى بصوت هامس:
مرقوا الخلان ع الخيل
تركونى وراحوا
لا وقفوا ولا ارتاحوا
معهم حبيبى ما سمعنى
بعدوا.. وبعد البيت
وأنسانا يا ليل مسحت دموعها.. ارتسمت على شفتيها نصف ابتسامة، ومضت دون أن تنظر للوراء.. ولم يرها أحد لعدة شهور.
يدرك الآن وهو يمضى وحيدًا بين الصحو والإغماء وسط المقبرة، أن البنت جميلة، التى تسكن الريح على مشارف صوتها، وتطلع فوق ضحكتها شقائق النعمان، كانت تريد أن تسرق سر الحياة والموت، من الآلهة الجالسة فوق قمة الجبل، فأطلقت خلفها خيول لعنتها الأبدية، ظلت الحياة تصل وراءها فى الشوارع والمقاهى ومداخل البيوت، وحتى غرفة النوم، لكن البنت عود الخيزران، لم تنكسر تحت سنابكها الوحشية، ولم تطيرها الريح الباردة، إلى الأرض الخراب، فطاردها الموت كل ليلة، وحين تعب من المطاردة، حط على حافة النافذة، بجوار المزهرية التى تطلع منها زهرة حمراء وحيدة، حتى استرد سره ذات مساء، وعاد فى زورقه الليلى، إلى قمة الجبل.
هل استرد الموت سره فعلاً دون أن تراه، حمل ما تبقى من الجسد الرقيق ومضى آخر الليل منتصرًا؟! أم أن البنت جميلة أيقونة الدنيا- كما يطلقون عليها هزمت الموت، الذى تدرك أنه لن يرحل من فوق النافذة دونها؟! فأخذت السر الذى سرقته من فوق قمة الجبل، وطارت إلى آخر المدى، حيث تحولت إلى نجمة لامعة، تضىء عتمة الحزن والألم، صارت روحها فراشة ملونة، ترف على صوت المغنى؟!
فى إحدى الصباحات.. وجدوا البنت جميلة نائمة فوق مقعدها أمام النافذة، على شفتيها نصف ابتسامة، وبجوارها.. زهرة حمراء وحيدة. يكتبها: محمد الرفاعى يرسمها: سامى أمين