أكدت أن مصر لا تتحمل ازدواجية السلطة.. الجماعة الإسلامية تتهم الكنيسة باغتصاب دور الدولة وتحملها مسئولية الفتنة الطائفية

فيما يعد دليلا قويا على عودتها لممارسة نشاطها بعد خروج قادتها من السجن عقب المراجعات الفقهية، أصدرت الجماعة الإسلامية بيانا شديد اللهجة اتهمت فيه الكنيسة القبطية بقيادة البابا شنودة بطرح نفسها كبديل للدولة والنظام الحاكم ، ومحاولة لعب دور مواز لدور الدولة.
وشدد البيان على أن البابا شنودة عمل على تغذية هذا الأمر وتكريسه منذ جلوسه على كرسي البابوية قبل أكثر من 30 عاما حتى الآن، وأن هذا السلوك من جانب البابا والكنيسة هو الذي جعل الأقباط يرفضون اللجوء للدولة ويذهبون للكنيسة لحل مشاكلهم والاحتماء بها وإعلان العصيان من خلف جدرانها، وهو الأمر الذي تكرر في مواقف ومناسبات عديدة في السنوات الأخيرة.
وأشار إلى أن الكنيسة ساهمت بهذا السلوك في تعميق الهوة بين المواطن القبطي والدولة ، وأنها تمارس لعبة خطيرة اعتمادا على الظروف الدولية والإقليمية لاغتنام الفرص وكسب أرض لها.
واتهم البيان الكنيسة ورجالها بالانغماس حتى النخاع في العمل السياسي والخروج عن وظيفتها الأساسية في الإرشاد الروحي والوعظ ، مشيرا إلى أنها بهذا السلوك تكون قد خالفت تعاليم الكتاب المقدس التي تدعو إلى أن "يترك ما لقيصر لقصير ، وما لله لله".
وحملت الجماعة الإسلامية بعض رجال الكنيسة القبطية ومن أسمتهم بغلاة العلمانيين وبقايا التيار اليساري إلى جانب أقباط المهجر المسئولية عن تأجيج النزعة الطائفية ، وذلك من خلال تأليبهم الدائم للأقباط ضد الدولة المصرية وتغذية الشعور لديهم بالاضطهاد.
واتهم البيان الكنيسة بأنها تجاوزت دورها الإرشادي والوعظي وسعت إلى لعب دور الدولة بعد أن تضخمت "الأنا" لديها ، حتى باتت تعد نفسها فوق الدولة وفوق القانون، وهو ما ظهر جليا في رفض البابا لأحكام قانون الأحوال الشخصية وإعلانه أنه غير ملزم بتنفيذ أحكام القضاء الصادرة بهذا الشأن.
واعتبر أن شعور الأقباط بأن الكنيسة فوق الدولة وفوق القانون كان الدافع الرئيسي وراء المظاهرات التي شهدتها كنيسة ملوي بسبب التحقيق مع أسقف الكنيسة، محذرا من أن استمرار هذا السلوك من جانب الكنيسة والأقباط يعد لعبا بالنار.
واتهمت الجماعة الإسلامية أقباط المهجر بالسذاجة لاعتقادهم بأن أمريكا هي الحضن الدافئ الذي يلجأون إليه، مشددة على أن أمريكا لا تحركها إلا مصالحها.
واستشهد البيان على ذلك بأن أمريكا تتحالف مع الشيعة في العراق ضد السنة، وتناصبهم العداء في لبنان وتتحالف مع السنة ، وهو ما يؤكد أن أمريكا لا يهمها سوي مصلحتها فقط، والتي تتحالف من أجلها مع الشيطان.
واتهم الكنيسة القبطية بدعم أقباط المهجر والسكوت على تجاوزاتهم المشينة في حق مصر وشعبها، مدللا على هذا بأن الكنيسة لم تصدر بيانا قوي الألفاظ محكم العبارات يتبرأ من افتراءات أقباط المهجر في حق مصر وشعبها.
واستنكرت الجماعة الإسلامية موقف من أسمتهم بغلاة العلمانيين وبقايا اليسار، الذين أعطوا لأنفسهم الحق في التحدث باسم الأقباط ، وسكوتهم على ما حدث في دير أبو فانا بملوي ، مشيرا إلى أن المظاهرات التي شهدها الدير للتنديد بالتحقيق مع أحد القساوسة لو كانت حدثت بالأزهر وخرجت المظاهرات في الجامع الأزهر تنديدا بالتحقيق مع أحد شيوخه ، لكان العلمانيون أقاموا الدنيا ولم يقعدوها دفاعا عن القانون والدولة المدنية في مواجهة سطوة رجال الدين.
ونصحت الجماعة الإسلامية الأقباط بأن يعوا الحقائق وألا يلهثوا وراء السراب ، مشيرة إلى مقولة المؤرخ جمال حمدان بأن مصر غير قابلة للتجزئة وأنها ستظل موحدة وقلبا نابضا للإسلام والعروبة، وأن الحملة الفرنسية والاحتلال الإنجليزي فشلا في تغيير هذه الحقائق.
وشددت على أن محاولة العبث من أجل تغيير هوية مصر الحضارية كبلد عربي إسلامي سيكون مصيرها الفشل، وأن الأفضل للأقباط الاحتماء بحضن مصر الدافئ، وخاصة أن أحدا لن ينازع القبط حقهم في الحياة الآمنة، محذرة من اتخاذ الأحداث العارضة للنيل من مصر واستعداء الآخرين عليها.
وكانت الجماعة الإسلامية قد استهلت البيان بالتأكيد على أن الحوادث الأخيرة في الزيتون واللبان وملوي هي حوادث عادية وليس وراءها أي توجه ديني أو طائفي، مشيرة إلى أن أجهزة التحقيق أثبتت أن مجموعة بلطجية كانوا وراء حادث اللبان بالإسكندرية.
وأعربت عن عدم دهشتها من أن يستولي الأعراب على أراضي الدولة في حادث دير أبو فاتا بملوي، ولكنها تستغرب أن يقوم رجال الدين بالاستيلاء على هذه الأراضي والتنازع عليها، وعندما يتصدى لهم الأعراب يقوم قساوسة الكنيسة بتصوير الأمر على أنه اضطهاد طائفي ضدهم من المسلمين.