سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الاثنين 12 مايو 2025    تعرف على أسعار الخضار والفاكهة في أسواق البحيرة    تعرف علي موعد مباراة بيراميدز وصن داونز في نهائى دوري أبطال أفريقيا والقناة الناقلة    تمثيلية يؤديها مدمن كوكايين.. صحفية أمريكية تعلق على تصريحات زيلينسكي حول وقف إطلاق النار    إغلاق ميناء العريش البحري بسبب سوء الأحوال الجوية    إصابة طالب بحروق إثر حادث غامض في البراجيل    في حوار خاص.. رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير يتحدث عن التحديات والرهانات والنجاح    جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة: الهلال والنصر.. مصر وغانا في أمم إفريقيا للشباب    حقيقة تعاطي قادة أوروبا الكوكايين خلال عودتهم من أوكرانيا    برلماني أوكراني يشير إلى السبب الحقيقي وراء الإنذار الغربي لروسيا    «إسكان النواب» تستمع لمستأجري الإيجار القديم اليوم.. ووزير الأوقاف السابق يوضح موقفه من القانون    جريمة زوجية وجثة حسناء في سهرة حمراء وانتقام للشرف.. أكتوبر على صفيح ساخن    أسعار سبائك الذهب 2025 بعد الانخفاض.. «سبيكة 10 جرام ب 54.851 جنيه»    أغنية مش مجرد حب لرامي جمال تقترب من تحقيق مليون مشاهدة (فيديو)    المطورين العقاريين: القطاع العقاري يُمثل من 25 إلى 30% من الناتج القومي    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب جنوب غربي الصين    أمن الإسماعيلية: تكثيف الجهود لكشف لغز اختفاء فتاتين    النصر يتطلع للعودة إلى الانتصارات بنقاط الأخدود    المجلس الوطني الفلسطيني: قرار الاحتلال استئناف تسوية الأراضي في الضفة يرسخ الاستعمار    لبنى عبد العزيز لجمهورها: الحياة جميلة عيش اليوم بيومه وماتفكرش فى بكرة    يارا السكري ترد على شائعة زواجها من أحمد العوضي (فيديو)    تزامنا مع زيارة ترامب.. تركيب الأعلام السعودية والأمريكية بشوارع الرياض    حكم اخراج المال بدلا من شراء الأضاحي.. الإفتاء تجيب    أمريكا تعلق واردات الماشية الحية من المكسيك بسبب الدودة الحلزونية    وفري في الميزانية واصنعيه في البيت، طريقة عمل السينابون    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الاثنين 12 مايو    أصالة تدافع عن بوسي شلبي في أزمتها: "بحبك صديقتي اللي ما في منك وبأخلاقك"    توجيه مهم من السياحة بشأن الحج 2025    حقيقة وفاة الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق    مدير الشباب والرياضة بالقليوبية يهنئ الفائزين بانتخابات برلمان طلائع مصر 2025    جيش الاحتلال ينفذ عمليات نسف كبيرة فى رفح الفلسطينية جنوبى قطاع غزة    عمرو سلامة عن مسلسل «برستيج»: «أكتر تجربة حسيت فيها بالتحدي والمتعة»    تكليف «عمرو مصطفى» للقيام بأعمال رئيس مدينة صان الحجر القبلية بالشرقية    المهندس أحمد عز رئيسا للاتحاد العربى للحديد والصلب    حبس وغرامة تصل ل 100 ألف جنيه.. من لهم الحق في الفتوى الشرعية بالقانون الجديد؟    خاص| سلطان الشن يكشف عن موعد طرح أغنية حودة بندق "البعد اذاني"    عاجل- قرار ناري من ترامب: تخفيض أسعار الأدوية حتى 80% يبدأ اليوم الإثنين    ندوة "العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في فتاوى دار الإفتاء المصرية" بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي    تبدأ في هذا الموعد.. جدول امتحانات الصف الأول الثانوي بمحافظة أسوان 2025 (رسميًا)    وزيرا خارجية الأردن والإمارات يؤكدان استمرار التشاور والتنسيق إزاء تطورات الأوضاع بالمنطقة    عاد إلى إفريقيا.. الوداد يحسم مشاركته في الكونفدرالية بفوز في الجولة الأخيرة    مشاجرة عائلية بسوهاج تسفر عن إصابتين وضبط سلاح أبيض    3 أبراج «مكفيين نفسهم».. منظمون يجيدون التخطيط و«بيصرفوا بعقل»    «انخفاض مفاجئ».. بيان عاجل بشأن حالة الطقس: كتلة هوائية قادمة من شرق أوروبا    عاصفة ترابية مفاجئة تضرب المنيا والمحافظة ترفع حالة الطوارئ لمواجهة الطقس السيئ    بسبب ذهب مسروق.. فك لغز جثة «بحر يوسف»: زميله أنهى حياته ب15 طعنة    منافسة رونالدو وبنزيما.. جدول ترتيب هدافي الدوري السعودي "روشن"    نجم الزمالك السابق: تعيين الرمادي لا يسئ لمدربي الأبيض    مع عودة الصيف.. مشروبات صيفية ل حرق دهون البطن    حسام المندوه: لبيب بحاجة للراحة بنصيحة الأطباء.. والضغط النفسي كبير على المجلس    خبر في الجول - جاهزية محمد صبحي لمواجهة بيراميدز    مواعيد عمل البنك الأهلى المصرى اليوم الاثنين 12 مايو 2025    الاعتماد والرقابة الصحية: القيادة السياسية تضع تطوير القطاع الصحي بسيناء ضمن أولوياتها    هل هناك حياة أخرى بعد الموت والحساب؟.. أمين الفتوى يُجيب    جامعة بنها تطلق أول مهرجان لتحالف جامعات القاهرة الكبرى للفنون الشعبية (صور)    الإفتاء توضح كيف يكون قصر الصلاة في الحج    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي، أم يجوزُ لي تأجيلُه؟.. الأزهر للفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجدي حسين يكتب: انتصر الشعب فى معركة إسقاط الدستور المزور.. ويستعد للمواجهة الكبرى فى 25 يناير
نشر في الشعب يوم 16 - 01 - 2014

الاصطفاف عاد كما كان.. كل قوى الشعب ضد كل مكونات نظام مبارك
لن تحكمنا الدبابات.. وسنظل نحاصركم بالملايين حتى تسقطوا
سنصبر على الموت.. حتى ينضم إلينا شرفاء الجيش
أمريكا تكشف عن وجهها القبيح وتنضم إلى عرس التزوير الدموى
لا بد من محاصرة وكر الجواسيس الأمريكى الذين سرقوا مع العسكر البترول والذهب وكل المعادن وتركونا نتسول الملابس الداخلية من الأعراب.. لنخرج جميعا يوم 25 يناير للنصر أو الاستشهاد.. وهذه هى الخطة الإلهية
أكتب هذه السطور فى وقت لم تعلن أرقام رسمية لاستفتاء الدستور، ولكنها ستكون كما ذكرت مرارا لوسائل الإعلام أكثر من 70% فى نسبة الحضور، وأكثر من 95% فى قول «نعم». ولا قيمة لهذه «البلاهة»؛ فقد انتصر الشعب نصرا مؤزرا، ولم نجد كل هذا النجاح فى حملة مقاطعة منذ أن بدأنا عملنا السياسى منذ عشرات السنين. وعادت اللحمة من جديد إلى الشعب، وعادت جماهير 25 يناير بل وأكثر منها متحدة ضد جبروت العسكر، بعد أن أصبح الأعداء واضحين للجميع. نسبة الحضور الحقيقية لا ترتفع أكثر من 8%، وإذا تم خصم ما يسمى «المغتربون» الذين يصوتون فى كل مكان وعدة مرات حسب «التسعيرة»، فإن نسبة الحضور القانونية والحقيقية تدور حول 2 و3%. والذين ذهبوا هم: عناصر الحزب الوطنى بمن فيهم لصوص رجال الأعمال وعبيدهم والذين يصوتون بأجر - الخاضعون لتعليمات الكنيسة من المسيحيين - أعضاء أحزاب جبهة الإنقاذ، وهؤلاء لايشكلون أكثر من صندوق أو اثنين. أى أن الذين ذهبوا نحو 2 إلى 3 ملايين، وهذا عدد كاف جدا للتصوير التلفزيونى على مسطح الوطن، ولكنه لم يكن كافيا للتصوير بالطائرات هذه المرة لأنهم مبعثرون، وأغلبيتهم الساحقة تنتخب وتنصرف، ومن ثم لا يتشكل أى طابور كبير، ولم يكن بالإمكان استخدام رجال الجيش والشرطة بملابس مدنية على نطاق واسع لأنهم كانوا مطلوبين لقمع المظاهرات وتأمين اللجان باللبس الميرى. ويبدو أن الإمارات لم ترسل حقائب المال المتفق عليها، وهى متورطة مع تركيا فى فضائح جنسية عظمى. من الواضح أن الأموال المخصصة للحشود كانت شحيحة وكان الفتور هو سيد الموقف فى معسكر الانقلابيين، فهم أقرب إلى اليأس منهم إلى الرجاء فى نجاح الانقلاب. وإعلام الانقلاب الذى طالما اعترفنا له بالحرفية، كان هذه المرة بدون أية حرفية، بل بالأكاذيب فحسب بدون أية مهارة فى إخفائها، فامتلأ فضاء «فيسبوك» بفضائحهم، واتجهت فضائيات العهر إلى السقوط الفاحش، بسرعة صاروخية، وانفض أغلب الناس من حولها، وتكتلوا فى «فيسبوك» أو أمام القنوات القليلة المؤيدة للشرعية.
ساعدت معركة الاستفتاء على توسيع وتوحيد الصف الوطنى، فالمعركة لم تعد قاصرة على التيار الإسلامى، فتزايد الشرفاء والوطنيون من الأطياف والاتجاهات كافة: مسيحيون، وناصريون وقوميون، ويساريون وليبراليون، وشرفاء شباب ثورة 25 يناير. معظم لجان وائتلافات ومنسقيات شباب الثورة كانت مخترقة أمنيا، لذلك اختفت ولم تبلور شيئا حقيقيا على أرض الواقع، ولذلك نرى أن من أهم أبعاد الفرز الذى حصل بعد الانقلاب، تبلور حركات شبابية أكثر نظافة وتطهرا وجدية وأكثر ابتعادا عن الاختراق الأمنى أو الخارجى.
والأهم من كل ذلك أن عامة المواطنين استفاقوا من هلوسة ثورة 30 يونيو، وبدأت اللحمة تعود إلى الشعب.. الكل يتجه لرفض الانقلاب. أما عبيد العسكر فهم هم الذين كانوا مع نظام مبارك أثناء ثورة 25 يناير. والذين كانوا يتصلون بالفضائيات ويشتكون من الثورة التى عطلت مصالحهم، ومنعت أولادهم من طلب ال(هوم ديلفيرى)، وهم البلطجية الذين كانوا يعتدون علينا على أطراف التحرير أو فى الأحياء. وهم عناصر الداخلية التى يصل تعدادها إلى أكثر من مليون. كل نظام فاسد له المستفيدون المباشرون ولكنهم يكونون أقلية ضئيلة متحكمة فى أدوات القمع وعلى رأسها الجيش ثم الشرطة ثم الإعلام ثم القضاء، حتى حزب النور فقد عاد إلى موقعه الطبيعى مساندا نظام مبارك الجديد كما كان طوال عمره، فهو لم يعارض إلا نظام مرسى! ومن ثم لم تفتقده الحركة الإسلامية والوطنية بل تطهرت منه، ومن دور الفتن الذى كان يلعبه وأصبح مفضوحا غير مؤثر.
إن أكثر من 80% من الشعب يتوحدون الآن ضد هذا الحكم العسكرى الغاشم ولن يسمحوا له بأن يستقر أبدا بإذن الله. إن ورقة مزيفة جديدة اسمها «دستور» لن تعطى شرعية لحكم العسكر؛ البندقية لا تصنع شرعية، وستظل الفكرة فوق القوة، والحق فوق الدبابة. لقد أعدم الإيطاليون «عمر المختار» وقتلوا آلاف الليبيين، ولكن ليبيا تحررت واندحر الاحتلال الإيطالى. كل الأسلحة الأمريكية التى معكم لن تغير مجرى الأحداث فى مصر.. ستتحرر مصر منكم ومن أوزاركم. سنموت ونحن نحمل رايات الحرية التى أودعها الله فى عقولنا وأفئدتنا وستكمل صفوف أخرى من بيننا. نحن الذين نحاصركم بالحق، وبحقوق هذه الأمة المضامة التى تعذبت بأيديكم، ولن تجدوا عاصما لكم من الله: «قُلْ مَن ذَا الَّذِى يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ أن أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أو أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً ۚ وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا» (الأحزاب: 17).
بيننا وبينكم الله «قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ» (العنكبوت: 52).
سنظل نناجزكم لنصرة الحق ولنصرة هذا الشعب المظلوم، الذى تتصورون أنكم ستستمرون فى امتصاص دمائه لتعيشوا أنتم فى جنات النعيم الأرضى، وتسرقون أمواله لتضيع فى حسابات سرية فى يد الغربيين.
ستنتصر الكلمة على المدفع، بانضمام المزيد من الملايين إلينا بما فى ذلك من تبقى من ضباط لهم ضمائر ولديهم بقايا من خشية الله، لقد بعتم شرف الأمة لتحصلوا على معونة أمريكية، لتستخدموها بتسليح أمريكى لاحتلال مدارسنا وسحل بناتنا العفيفات المسلمات، ولتتمرغوا أنتم فى أحضان البغايا. وتخربون البلد منذ 3 سنوات لإفساد الثورة، لتعيدوا نظام مبارك بدون شخص مبارك. لقد أفلحتم من الناحية الظاهرية ولكن كما قال الله: «وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا» (الأحزاب: من الآية 16).
سنصبر على الموت حتى نجد وحدة من الفرسان تنضم إلى الشعب لاقتحام «الباستيل»، كما حدث فى الثورة الفرنسية، وسنصبر على الموت حتى تنضم إلينا كتيبة أو اثنتان من الجيش وتذهب لإلقاء القبض على المجلس العسكرى، كما حدث فى ثورة إيران، وسنصبر على الموت حتى نجد «سوار الذهب» السودانى قائدا للجيش يسلم الحكم إلى المدنيين بانتخابات نزيهة، وسنصبر على الموت حتى يقوم «عمر مكرم» بإقناع بعض القوات بمحاصرة القلعة التى يعيش فيها الوالى العثمانى (خورشيد أو البرديسى).. سنصبر حتى ينضم الجيش المصرى إلى الشعب بحق وحقيقة كما فعل الجيش الروسى ضد القيصر.
ولكننا لن نعطى الدنية فى ديننا، سنحيا مرفوعى الرأس، حتى ونحن تحت أعواد المشانق، نحن تحركنا الأشواق إلى الله وهى نعمة لم تعرفوها ولن تعرفوها لأنكم قد طبع الله على قلوبكم وسمعكم وعلى أبصاركم غشاوة. ونحن لا نسأل الله إلا خلوص النية له وحده، ونسأله السداد «وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ» (الصف: من الآية 13).
إن الانقلابيين استعانوا بكل قوى الشر، وأول من أمس كانت هناك انتفاضة إعلامية فى الغرب، تقول إن مصر عاشت فى عرس ديمقراطى. «بى بى سى» تحولت إلى محطة من محطات ماسبيرو، واكتشفت فى اللحظة نفسها أن إذاعة «سوا» الأمريكية الموجهة بالعربى تقول الكلام نفسه، ويقول الإعلام الغربى أشياء متفقا عليها، وهى أن مندوبين من الغرب حضروا كمراقبين واكتشفوا نزاهة الاقتراع، واكتشفوا الحشود الجماهيرية المروعة التى زحفت للتصويت. وهو درس جديد لمن لم يفهم بعد أن الديمقراطية الغربية هى أكذوبة كبرى، ولو كانوا يؤمنون بها حقا لتمنوا أن تسود العالم، ولكنهم يريدون مسرحيات ديمقراطية لا تنتج إلا عملاء لهم.
إن الغافلين الذين يركزون على الإمارات و«خلفان» والسعودية، لا يريدون أن يعلموا، ومن يعلم لا يريد أن يقول إن أمريكا هى التى دبرت الانقلاب بالتعاون مع الموساد، وإن الإمارات كانت ولا تزال مجرد مكان للاجتماع ومصدرا للتمويل وأخيرا: توريد الملابس الداخلية المستعملة.
سأقولها حتى الموت أو السجن: لن ننتصر فى هذه المواجهة إلا إذا قمنا بثورة عاتية ضد الوجود الأمريكى والصهيونى وتجسيده فى المجلس العسكرى الحاكم.
لا بد أن نقتلع وكر الجواسيس (السفارة الأمريكية)، هذه القلعة الحصينة المشيدة بالصلب الذى يستخدم فى تصنيع الدبابات، وتحميها قوات المارينز، وبها مطار فى أعلى السطح، ويمكن أن يستخدم فى الهروب كما حدث فى السفارة الأمريكية فى «سايجون» عاصمة فيتنام الجنوبية، عندما اقتحمت قوات الثوار العاصمة وحاصرت السفارة.
وكر الجواسيس هذا هو الذى تدار منه مصر منذ 33 سنة، وليس القصرالجمهورى وليس مجلس الوزراء ولا حتى وزارة الدفاع.. لاحظوا كيف يحمى العسكرالسفارة بأكثر مما يحمى القصر الجمهورى أو مجلس الوزراء أو وزارة الدفاع.
ستضيعون وقتا آخر ولكنكم ستعرفون أنكم تحرثون فى البحر، الثورة يجب أن تكون أساسا ضد الشيطان الأكبر: أمريكا وإسرائيل وضد الطغومة العسكرية التى رضعت اللبن المسموم فى واشنطن وعاشت بالأموال الحرام وباعت وطنا بحجم مصر لم نسترده بعد. وكل ما كشف عنه من سرقة بترولنا وغازنا وذهبنا ومعادننا، فهو للشركات الأمريكية (أو الإنجليزية والأسترالية، لا فرق كلهم أمة واحدة أنجلو سكسون)، والعسكر يحصلون على الفتات، ونحن نحصل على الحصرم!!
هل علمتم أن شرق العوينات الواقعة تحت قبضة العسكر بها عشرات من مناجم الذهب، سيكون مصيرها هو مصير منجم السكرى المنهوب نفسه.
اخرجوا من بيوتكم يوم 25 يناير القادم.. اسالوا الله النصر.. لا تعودوا إلا منتصرين وإلا فلنذهب جميعا إلى مقابر الغفير أو الإمام الشافعى محفوفين بالملائكة، وكل هذه الدنيا لا تساوى جناح بعوضة بالمعنى العلمى والواقعى للكلمة.
وأقسم بالله العظيم إن إخوانى يمنعوننى من تقدم المظاهرات التى تتعرض للرصاص، بحجة أننى أقوم بمظاهرة ضخمة فى صحيفة «الشعب». والآن أقول إذا كان مدادى لا يصنع ثورة فربما دمى يساهم فى إذكائها، أعلم أن الثورة قامت يوم 25 يناير 2011، ولكننا الآن فى أهم وأدق مرحلة: مرحلة استئصال نظام الاستبداد والتبعية والفساد من جذوره (المجلس العسكرى والسفارة الأمريكية).
ألا يوجد أشعث أغبر فى هذه الأمة المسكينة حتى يقسم على الله فيبره.. ابحثوا عنه وارجوه أن يقسم على الله.. نحن أكثر من 80 مليون مسلم.
«رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره» حيث صحيح رواه مسلم والترمزى.
لن أدعى أننى هذا الأشعث الأغبر، ولكننى سأقول لكم خطة النصر:
أولا: (كونوا أولياء الله) لا تضعوا فى أنفسكم وعقولكم إلا مرضاة الله وإلا الاعتماد والتوكل عليه مع الأخذ بالأسباب. والله أمرنا بالعزة ورفض الصغارأمام الكافرين أو المنافقين.. توقفوا عن حكاية الحسابات مع الطاغوت الأمريكى، وتأجيل مضايقة إسرائيل بعدم الإعلان عن إلغاء كامب ديفيد، وعدم الإعلان عن ضرورة تفكيك قيادة الجيش العميلة، فهذه ضرورة لجذب مزيد من الملايين لهذه المنازلة الكبرى. «أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ»، كونوا أولياء الله ولن تهزموا أبدا بنص القرآن. ودعكم من حكاية الابتلاء (فى غير موضعها)، فكلما نهزم لسوء مواقفنا وتدبيرنا نقول «ابتلاء»!! القرآن لم يسم الانكسار الذى حدث فى أحد أو حنين ابتلاء!
(أَلا أن أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) أى إن أولياء الله الذين يتولونه بإخلاص العبادة له وحده والتوكل عليه ولا يتخذون له أندادا يحبونهم كحبه، ولا يتخذون من دونه وليا ولا شفيعا يقربهم إليه زلفى -لا خوف عليهم- فى الآخرة مما يخاف منه الكفار والفساق والظالمون من أهوال الموقف وعذاب الآخرة كما قال تعالى: «لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» من لحوق مكروه أو ذهاب محبوب، ولا يعتريهم ذلك فيها، لأن مقصدهم نيل رضوان الله المستتبع للكرامة والزلفى، ولا ريب فى حصول ذلك ولا خوف من فواته بموجب الوعد الإلهى.
وكذلك فى الدنيا لا يخافون مما يخاف منه غيرهم من الكفار وضعفاء الإيمان وعبيد الدنيا من مكروه يتوقع كما قال تعالى: «فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ».
ثانيا: «الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» (يونس: 62 و63) وهذا مزيد من التوضيح لمعنى أولياء الله.
التقوى -هى اتقاء كل ما لا يرضى الله من ترك واجب وفعل محرم، واتقاء مخالفة سنن الله تعالى فى خلقه من أسباب الصحة والقوة والنصر والعزة وسيادة الأمة، أى أولياء الله الذين جمعوا بين الإيمان الصحيح بالله وملائكته وكتبه، وملكة التقوى له عز وجل وما تقتضيه من عمل.
أى لهم البشرى فى الحياة الدنيا بالنصر وحسن العاقبة فى كل أمر -وباستخلافهم فى الأرض ما أقاموا شرع الله وسننه ونصروا دينه وأعلوا كلمته، وبإلهام الحق والخير كما ورد من حديث ابن مسعود مرفوعا عند الترمذى والنسائى: «إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم».
«لَا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ» أى لا تغيير ولا خلف فى مواعيده تعالى، ومن جملتها بشارة المؤمنين المتقين بجنات النعيم والخير العميم.
«ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» أى ذلك الذى ذكر من البشرى بسعادة الدارين هو الفوز الذى ليس بعده فوز، لأنه ثمرة الإيمان الحق والتقوى فى حقوق الله وحقوق الخلق.
ثالثا: بعد المقدمات السابقة النصر مضمون بإذن الله «وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ» أى لا تحزن لقولهم ولا تبال بما يتفوّهون به فى شأنك مما لا خير فيه.
«إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا» أى لأن الغلبة والقهر لله تعالى لا يملك أحد من دونه شيئا منها، فهو يهبها من يشاء ويحرمها من يشاء وليست للكثرة دائما كما يدعون «كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ»، وقد وعد الله بها رسله والذين آمنوا بهم واتبعوهم من أوليائه كما قال: «كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِى أن اللَّهَ قَوِى عَزِيزٌ».
إذن هذه خطتنا للنصر المبين: «أَلا أن أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِى الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ أن الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» (يونس: 62 - 65).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.