كان مبارك أثناء ثورة 25 يناير يطرح سيناريو الفوضى كبدبل له ,, وتستمر العقلية العسكرية في اتباع نفس المنهج التخويفى ,, برز هذا المنهج في الكثير من المواقف ,, كان آخرها تفجيرات مديرية أمن الدقهليةبالمنصورة ,, ويأتى هذا الحادث الإجرامى كحلقة في سلسلة من الأعمال الإجرامية منذ ثورة 25 يناير المجيدة ,, بدأت تلك السلسلة بفتح السجون وإطلاق البلطجية في البلد أثناء ثورة يناير ,, ثم توالت الفوضى بعد تخلى مبارك عن السلطة فكانت أحداث محمد محمود ثم كانت أحداث مجلس الوزراء ,, ثم كان قتل جنودنا في رفح بعيد فوز الدكتور مرسي ,, ثم كان ظهور البلاك بلوك وغلقهم للشوارع وتعطيل المترو والكبارى وحرق لمقرات الإخوان المسلمين ,, ثم كان الإتقلاب العسكرى الدموى ,, ثم كانت تفجيرات سيناء المتتابعة ,, ثم تفجير مديرية أمن الدقهلية الأول,, ثم تفجير مبنى المخابرات الحربية بالإسماعيلية ,, ,, ثم كان اغتيال المقدم محمد مبروك ,, ثم كان تفجير مديرية أمن الدقهلية الأخير ,, ثم اليوم تفجير حافلة مدينة نصر , فدعونا نأخذ تفجير المنصورة الأخير كمثال ,, ونقف مع هذا الحدث الإجرامى بشئ من التحليل .. فمن المستفيد ؟ وما هى دوافعه ؟؟ وما هوالحل ؟؟ أولا : من المستفيد ؟ تسبب : 1- أداء الحكومة الفاشل في كل المجالات الأمنية والإقتصادية والإجتماعية ,, وصلت نتائج هذا الفشل إلى المواطن العادى الغير معنى بأمور السياسة ,, كمشاكل إرتفاع الأسعار ,, وأنبوبة الغاز ,, وانقطاع الكهرباء المتكرر ,, ورغيف الخبز ,, والقمامة ,, والمرور ,, 2- ثبات الكتلة الصلبة للمتظاهرين ,, أمام عنف وإجرام قوات الأمن المدعومة بالبلطجية (المواطنون الشرفاء ) 3- التخبط الواضح في القرارات الغير مدروسة والتى تنبئ عن تفكك واضح فى رأس الإنقلاب داخليا ,, كان آخرها قرار تجميد أموال الجمعيات الإسلامية الخيرية والتى تخدم فقراء ومعدومى هذا الوطن . 4- البطش والإنتقام من كل القوى التى خرجت في ثورة 25 يناير ,, حتى ممن أيدوا الإنقلاب العسكرى كرموز حركة 6 إبريل كأحمد ماهر ,, ودومة وعلاء عبد الفتاح وغيرهم ... 5- القدرة العالية وحسن وإبداع قيادات التحالف لإدارة الصراع مع الإنقلابيين ،،حيث تعلو نبرتهم المتدرجة فى غير تنطع ،، وتتقدم خطاهم فى ثبات وإتزان ،،، فى تناسق دقيق مع الحركة الثورية على الأرض ,, وتواز مع رفع قضايا دولية أمام محكمة الجنايات الدولية ضد الإنقلابيين . تسببت كل تلك العوامل المتقدمة في زيادة أعداد المتظاهرين ,, وانضمام شرائح ومناطق جغرافية جديدة إلى صفوف الثوار ,, فكانت تلك التفجيرات الأخيرة في المنصورة ومدينة نصر ,, وكذا قرار رئيس وزراء الإنقلاب بإدراج جماعة الإخوان المسلمين ,, كجماعة إرهابية ومصادرة أموال قيادتها . بمثابة قبلة الحياة لهذا النظام الإنقلابى الآخذ في السقوط ,, وكحل اعتيادى في إطار ما درجوا عليه من حلول أمنية تفجيرية ,, أو استئصالية ,, وما ذكرنا سابقا ,, أنا أو الفوضى ... ومن المنطقى جدا ,, أن لا يكون التحالف هو الفاعل لتلك التفجيرات ,, لسبب بسيط جدا ,, حيث إنه أكثر المتضررين من هذه التفجيرات والحوادث الإرهابية . نظرا لنجاح الإعلام الإنقلابى وسحرته من توجيه الرأى العام لإلصاق تلك الجريمة للإخوان المسلمين ,, وقدرته الفائقة مع المخابرات في توجيه البلطجية والمغيبين من الشعب لإحراق بيوت الإخوان وأنصارهم والفتك بعناصرهم ,, مما يعرقل أو يقلل من حالة المد الثورى المتصاعد . ثانيا : الدوافع ... 1- وقف تلك الحالة من المد الثوري ،، ووضع حد لإنضمام جماهير وشرائح جديدة للثورة , 2- عودة لطريقة الصدمة ،، وفرض واقع جديد بها علي الأرض كما كان ليلة الإنقلاب الأولي. 3- نهب أموال الإخوان والجمعيات الخيرية لسد العجزالمالى ,, وتوفير رواتب ديسمبر ,, 4- الرغبة الشديدة في تمرير الإستفتاء على الدستور يومى 14 و 15 يناير المقبل ,,لما يمثله من الورقة الأخيرة لبقاء الإنقلاب بل والإعتراف الخارجى به ,, وهذا يلزمه ,, تهيئة الأرض والأجواء بالقضاء على المسيرات والثورة لما تمثله من تهديد مباشر لهذا الغرض , 5- إعادة ترتيب المشهد للإنقلابيين ،، وإعادة مسك الدفة ،، والخروج من خانة رد الفعل إلي خانة الفعل ،، وإلقاء للكرة في ملعب التحالف ،، خاصة بعد ،، التغيير التكتيكي للمتظاهرين علي الارض لمفهوم السلمية ،، إلي السلمية الإيجابية ،، كالجري للأمام عند التلاحم مع الأمن ,, والثبات الرجولي أمام بلطجة الأمن والبلطجية ،،وحرق عربات الشرطة ومدرعاتها ,, والتغير النوعى للمتظاهرين إزاء بلطجة بعض المواطنين ,, كما حدث من ردة فعل فورية بقتل سائق تاكسى المنصورة الذى قام بدهس المتظاهرين ,, ونتج عن جرمه ,, إستشهاد إحدى الحرائر ,, وإصابة أخريات . 6- العمل على رفع الروح المعنوية المتدنية لقوات الأمن والبلطجية ومدبرى ومشجعى الإنقلاب ,, خاصة بعد إنهاك قوى الأمن والبلطجية أمام عدد وثبات وتنوع المسيرات . 7- الوفاء بالوعد الذى قطعه كبار رجال الإنقلابيين على أنفسهم ,, بالثأر لمقتل سائق تاكسى المنصورة . 8- إلقاء حجر في مياه عدم الإعتراف بالإنقلاب الراكدة ،، في تواز مع شغل الشركة الصهيونية لتحسين وجه الإنقلاب الدموي. بدعوى أن المحرك الأساسى للمسيرات ورفض الإنقلاب هم إرهابيون ,, يجب محاربتهم . ثالثا : الحل ... 1- يجب إستمرار وتصاعد الفاعليات الثورية بصورة صادمة بالمقابل للإنقلابيين ,, في إتجاه رفع الروح المعنوية للصف الثورى ,, والتأثير السلبى على الحالة المعنوية للإنقلابيين , 2- تصاعد مفهوم السلمية الإيجابية ,, بمعنى : أ- الرد القوى و العنيف على البلطجية ,, بإيذاهم جسديا . ب- الثبات ,, والجرى للأمام ,, أمام قنابل الغاز الملقاة من الشرطة . ت- الرد العنيف على الشرطة ,,( ومركباتها ). 3- توزيع الأعداد على مساحات جغرافية أكبر ,, بمعنى ,, لو أن هناك مسيرة من عشرة آلاف ,, فالأفضل أن نجعلها مسيرتين ,, كل مسيرة خمسة آلاف ,, وهكذا ,, لما يمثله من : أ- غلق للمساحات الجغرافية البينية ,, ب- إظهار حالة الرفض للإنقلابيين بصورة أوضح ,, و أِشمل ,, ووصول المسيرات لأحياء أكثر . ت- تنوع نقل الصورة للإعلام . ث- إرهاق للشرطة والبلطجية . 4- الإستمرار بقوة في ملف رفع القضايا الدولية ضد الإنقلابيين ,, لما يمثله من : أ- ضغط نفسى على الإنقلابيين ,, ينتج عنه باللزوم , قرارات متوترة .وانحصار الخيارات . ب- عزلة دولية ,, تساعد في التعجيل بسقوط الإنقلاب . وأخيرا أحبابى ,, أنا أثق كل الثقة في سقوط الإنقلاب قريبا بإذن الله ,, كل ما تبقى هو إعلانهم عن موعد السقوط .