شكلت حادثة ثقب المستوطنين إطارات جيب قائد لواء شمال الضفة الغربيةالمحتلة في جيش الاحتلال الصهيوني "يوآف يروم" أمس الجمعة صفعة أخرى للجيش في ختام أسبوع زاخر بعمليات "دفع الثمن" التي نفذتها عصابات المستوطنين. وتجعل الحادثة علاقة جيش الاحتلال بالمستوطنين على المحك أكثر من أي وقت مضى، حيث تساءل أحد الجنود الذين يخدمون في منطقة شمال الضفة المحتلة مستهجنًا "كيف من الممكن أن تمس بمن يحميك بشكل مباشر ويخاطر بحياته لأجلك؟".
وقال الجندي في حديث لموقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني صباح السبت: "إنك تخدم هؤلاء المستوطنين 24 ساعة في اليوم و7 أيام في الأسبوع وتقوم بحمايتهم ونعتقل المطلوبين لأجلهم وفي النهاية نتلقى بصقة كهذه في وجوهنا".
وأشار جنود آخرون يخدمون في المنطقة إلى أن تعامل الجيش مع المستوطنين سيتغير كثيرا بعد هذه الحادثة وحادثة قصرة الأخيرة؛ وذلك عقب نشر منظمة "بيتسيلم" الصهيونية شريط فيديو يظهر مجموعة من الجنود ترافق المستوطنين أثناء إلقائهم الحجارة على الفلسطينيين في قرية عوريف جنوبي نابلس دون تدخل.
ولفت أحد الجنود إلى تعمد قادته عرض فيديو عوريف مرة تلو مرة أمام الجنود "حيث بدا ذلك سيئًا"، وقال: "عندما يأتي الضابط الكبير إلى يتسهار للحديث مع المستوطنين ويقطع إجازته يتم مكافئته بثقب إطارات جيبه وفي وضح النهار!".
ونوه الجندي إلى أن عدداً من رفاقه يرفضون الذهاب إلى النقاط الاستيطانية كونهم قد ضاقوا ذرعًا بتصرفات المستوطنين الأخيرة، مشيرًا إلى أن "البرودة التي تعامل بها الجيش مع حادثة احتجاز المستوطنين في قصرة دليل واضح على تغير نهجه تجاههم".
وأضاف "للمرة الأولى منذ عشرات السنين نرى فلسطينيين يوجهون لكمات للمستوطنين على مرأى من الجنود دون حراك".
أما وزير الجيش الصهيوني المقرب من المستوطنين موشيه يعالون فأدان حادثة الأمس بأشد العبارات، مشيرًا إلى أنه يقف خلف قائد الجيش في شمال الضفة.
ووعد يعالون باستئصال هذه الظاهرة من جذورها، وشاطره الموقف رئيس حكومته بنيامين نتنياهو.
وكان مستوطنون من مستوطنة يتسهار جنوبي مدينة نابلس بشمال الضفة المحتلة ثقبوا أمس الجمعة إطارات الجيب العسكري التابع لقائد لواء شمال الضفة الغربية في الجيش الصهيوني "يوآف يروم" أثناء اجتماعه مع قادة المستوطنين للوقوف على آخر التطورات.