اعترف الجيش الصهيوني ومسؤولو خدمات الطوارىء بأن صاروخا أصاب مركزا تجاريا في بلدة عسقلان شمالي قطاع غزة مساء يوم الأربعاء وأصيب 75 صهيونيا على الأقل بجروح متفاوتة جراء سقوط الصاروخ على المركز التجاري، يأتي توقيت هجوم المقاومة الفلسطينية أثناء زيارة السفاح بوش ومشاركة الكيان بالاحتفال بالذكرى السنوية الستين لقيام دولة الاحتلال. وقالت مصادر في خدمة الإسعاف الأولي الإسرائيلية إن ثلاثة مصابين في حالة خطيرة وإن اثنين أصيبا بجروح متوسطة، وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية إن العشرات من الموجودين بالسوق أصيبوا بالهلع وإن عددا من المصابين جسديا نجمت إصاباتهم عن حالة الفوضى التي سادت المكان بعد سقوط الصاروخ الذي أصاب الطابق الثالث من المركز التجاري.
كما أشار شهود عيان إلى أن أجهزة الإنذار لم تعمل للتحذير من سقوط الصاروخ، ويقدر الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ أطلق من منطقة بيت لاهيا في شمال القطاع وهو من نوع غراد وأدى إلى إلحاق أضرار بالغة بالمجمع التجاري.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قد قال في وقت سابق اليوم أثناء لقاء مع الرئيس الأميركي جورج بوش الذي يزور المنطقة إن إسرائيل "لن تتحمل مقتل المزيد من المدنيين الأبرياء".. كما هدد أولمرت باستخدام القوة العسكرية "على نطاق غير مسبوق إذا استمرت الهجمات الصاروخية".
أربعة شهداء جاءت تلك التطورات عقب استشهاد أربعة فلسطينيين في ثلاث هجمات إسرائيلية منفصلة على قطاع غزة، وذكرت المصادر الطبية الفلسطينية أن مقاوما استشهد في ضربة جوية إسرائيلية أثناء توغل بري قرب خان يونس في جنوب القطاع.
كما قتل جنود إسرائيليون بالرصاص شابا فلسطينيا عمره 18 عاما في عملية توغل قرب مخيم جباليا للاجئين بشمال القطاع. في الوقت نفسه أسفرت غارة جوية إسرائيلية في شمال القطاع عن استشهاد ناشط من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إضافة إلى مدني.
تراجع الحكومة اللبنانية
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه مصادر سياسية لبنانية أن الحكومة اللبنانية المدعومة من الولاياتالمتحدة وافقت على إلغاء قراريها بخصوص شبكة اتصالات حزب الله ومدير أمن المطار، وفي المقابل وافقت المعارضة على إلغاء كل المظاهر التي نشأت بعد صدور القرارين، وهو ما يعني انتصارا كبيرا للمقاومة والمعارضة اللبنانية، كما تلقى الجانبان عرضا باستضافة حوار بينهما في الدوحة.
وقال أحد المصادر السياسية "يمكنك ان تقول انها مسألة محسومة ولكن نحن ننتظر الاجتماع." ويعقد رئيس الوزراء فؤاد السنيورة اجتماعا لمجلس الوزراء في السادسة والنصف مساء.
ويعتبر الغاء قراري الحكومة تفكيك شبكة اتصالات حزب الله واقالة مدير جهاز أمن المطار المقرب من الحزب احد مطالب حزب الله لرفع حصاره عن مطار بيروت ووقف حملة العصيان المدني.
وقتل ما لا يقل عن 81 شخصا في المواجهات التي بدأت في السابع من مايو عقب صدور قرارات الحكومة ضد حزب الله. واعتبرت هذه أعنف اشتباكات بين اللبنانيين منذ الحرب الاهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
واجتمع السنيورة في وقت سابق مع وفد اللجنة العربية التي تحاول التوسط لايجاد حل للازمة، ويرأس الوفد الذي يضم ثمانية وزراء خارجية رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني بالاضافة الى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وقد أجرى الوفد فور وصوله مباحثات مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
وقال السنيورة بعد اجتماعه مع الوزراء العرب "كل شيء جيد" لكنه لم يعط المزيد من التفاصيل، وقال النائب في الائتلاف الحاكم وائل ابو فاعور "الاتجاه العام لدى الحكومة اللبنانية هو تغليب حماية السلم الاهلي على اي اعتبار اخر ومنها القرارات الاخيرة."
واذا نجح الوفد في تخفيف حدة التوتر فمن المتوقع ان يدعو الزعماء اللبنانيين المتنافسين الى طاولة حوار في قطر تهدف الى حل صراعهم السياسي المستمر منذ زمن.
وقال مصدر سياسي آخر أن الزعماء الموالين للحكومة يريدون ضمانات بان حزب الله سينسحب من الشوارع وان يتعهد بانه لن يستخدم السلاح ضد خصومه قبل اي حوار.
وكان بري قد اعتبر في تصريحات صحفية أن تراجع الحكومة عن قراراتها يمثل "المدخل إلى الحل" والذهاب إلى الحوار ووقف العصيان المدني الذي قال إنه سيستمر لحين الذهاب إلى الحوار. وأضاف "البديل من الحوار يجعل الخيارات الصعبة متاحة وهذا ما لا نريده".
فتح الطرق في هذه الأثناء نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني لم تسمه أن العمل بدأ بعد ظهر اليوم الأربعاء على فتح الطريق الدولية التي تربط شرق لبنان بسوريا والتي كان مناصرون للحكومة قد قطعوها منذ نحو أسبوع في إطار المواجهات بين الحكومة والمعارضة.
وقال المصدر إن الأهالي استقدموا جرافات وبدأوا إزالة السواتر الترابية التي وضعت بين بلدة بر الياس ومعبر المصنع الحدودي. وقال شهود عيان إن أنصار الموالاة الذين قطعوا الطريق هم أنفسهم من يقومون بإزالتها.
يأتي ذلك بينما لا يزال طريق المطار وطرقات رئيسية في بيروت مقطوعة. وقد فتحت طريق المطار مؤقتا في وقت سابق لعبور الوفد العربي الذي وصل للمساعدة على حل الأزمة التي توصف بأنها أسوأ جولة عنف في لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990. وقد قتل ما لا يقل عن 81 شخصا في المواجهات التي بدأت في السابع من مايو/ أيار الجاري.
الموقف السوري في غضون ذلك وفي دمشق أعلن مصدر مسؤول بالخارجية السورية عن دعم سوريا اللجنة الوزارية العربية حول لبنان، ودعوة كل الأطراف اللبنانيين إلى الحوار.
وقال المصدر المسئول في أول رد فعل سوري رسمي على مهمة الوفد العربي إن سوريا تحث "كافة الأطراف اللبنانية على التعاون البناء مع اللجنة والتوجه إلى الحوار الوطني من أجل التوافق في ما بينها بما يؤدي إلى خروج لبنان من أزمته وضمان استقراره".
يشار إلى أن زيارة الوفد العربي تأتي في إطار تنفيذ قرار مجلس وزراء الخارجية العرب الذي انعقد في القاهرة الاثنين الماضي وقرر إيفاد اللجنة لمحاولة حل الأزمة والعمل على تطبيق المبادرة العربية حول لبنان الصادرة في يناير كانون الثاني الماضي.
وتنص المبادرة العربية على انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا وتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون فيها للرئيس الصوت الوازن ووضع قانون جديد للانتخابات النيابية.
كما أكد مجلس وزراء الخارجية العرب "رفض استخدام العنف المسلح لتحقيق أهداف سياسية خارج إطار الشرعية الدستورية والتأكيد على ضرورة سحب جميع المظاهر المسلحة من الشارع اللبناني".
في هذه الأثناء قال الرئيس الأميركي جورج بوش الذي بدأ جولة بالشرق الأوسط اليوم إنه سيناقش مسألتي لبنان وإيران أثناء جولته وتعهد بتقديم مزيد من العون للجيش اللبناني في دفاعه عن الحكومة.
كما حذرت السعودية أمس إيران من دعم حزب الله, وقالت "إذا أيدت إيران تصرفات حزب الله فان ذلك سيلحق الضرر بعلاقاتها مع الدول العربية". في المقابل حملت إيران الدول العربية مسئولية الأزمة اللبنانية.