قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للامم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاعات المسلحة السيدة راديكا كوماراسوامي ان أطفال العراق هم الضحايا الصامتون للعنف الدائر في البلاد وان 50% فقط من طلاّب المدارس الابتدائية يرتادون المدارس. ونقل بيان لمكتب الممثل الخاص للأمين العام لشؤون الأطفال والنزاعات المسلحة الجمعة عن السيدة راديكا كوماراسوامي قولها لدى اختتام زيارتها الجمعة للعراق التي استمرت ستة أيام: إن أطفال العراق هم الضحايا الصامتون للعنف الدائر. وأضافت كوماراسوامي ان العديد من الأطفال العراقيين باتوا لا يرتادون المدارس، وجرى تجنيد العديد منهم في نشاطات تتسم بالعنف أو هم رهن الاعتقال، كما أنهم يفتقرون لمعظم الخدمات الأساسية، وتظهر عليهم العديد من الأعراض النفسية جراء أعمال العنف التي يشهدونها يوميا. وأردفت قائلة إن هذا الحال لا يمكن السكوت عليه. وقال البيان ان السيدة راديكا كوماراسوامي ناشدت الزعماء الدينيين والسياسيين والعسكريين وقادة المجتمعات كافة إرسال رسالة واضحة لأطفال العراق مفادها (تجنبوا العنف، وعودوا إلى مقاعد الدراسة). وأشارت السيدة راديكا كوماراسوامي بحسب البيان إلى أن حوالي 50% فقط من طلاّب المدارس الابتدائية يرتادون المدارس، وهي نسبة متدنية مقارنة بالعام 2005 اذ كانت النسبة 80%، وأنّ حوالي 40% فقط يحصلون على مياه نظيفة للشرب، ولا يزال الاحتمال قائما لتفشي مرض الكوليرا. وتابعت قائلة انه منذ عام 2004 تنامت أعداد الأطفال الذين يجري تجنيدهم في العديد من الميليشيات والجماعات المسلحة للقيام بعمليات منها شن الهجمات الانتحارية، ويقبع زهاء 1,500 طفل في مرافق الاعتقال. وقالت ان العديد من العقبات تعترض المساعدات الإنسانية التي يجري تقديمها للمجتمعات المحلية في أرجاء متباينة من البلاد لتحول دون حصول الأطفال على هذه المساعدات، لافتة الى ان أكثر من نصف النازحين داخلياً واللاجئين هم من الأطفال الذين يتعرضون لصعوبات جمة في الأماكن التي يعيشون فيها سواء داخل العراق أو في دول الجوار. وأشارت الى انه يتعين على المجتمع الدولي تقديم المساعدات للبلدان المضيفة لضمان حماية حقوق هؤلاء الأطفال وحصولهم على الخدمات الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية. وحثت السيدة راديكا كوماراسوامي أطراف النزاع في العراق كافة على الامتثال التام للمعايير الإنسانية الدولية من أجل حماية الأطفال وإطلاق السراح الفوري لكل الأطفال دون سن الثامنة عشرة المنخرطين في قواتهم بأية طريقة كانت. كما دعت جميع الأطراف الى الامتثال للمعايير الدولية لحقوق الإنسان المعنية بأحكام عدالة الأحداث والتحول إلى تدابير بديلة للاعتقال بما فيها عمليتا العدالة الوقائية والإصلاحية. ودعت الممثلة الخاصة للأمين العام لشؤون الأطفال والنزاعات المسلحة ايضا كل الأطراف إلى منح الحرية والاستقلالية لعمّال الإغاثة وتقديم المساعدات للقيام بمهامهم. كما دعت السيدة راديكا كوماراسوامي حكومة المالكي وحكومة الولاياتالمتحدة التي تحتل قواتها العراق والمجتمع الدولي إلى المشاركة في مبادرات سياسية ودبلوماسية لتأمين وصول آمن للمساعدات الإنسانية، وذلك ليتسنّى لوكالات مثل اليونيسيف ومفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وبرنامج الأغذية العالمي الوصول للأطفال في أرجاء العراق كافة دون أن تعترضهم أية عقبات. وذكر البيان ان السيدة كوماراسوامي حثّت جميع الوكالات الإنسانية على الوجود في العراق وممارسة نشاطاتهم بحسب الأوضاع الأمنية. وأكّدت مجدداً على دعوتها للزعماء الدينيين وقادة المجتمعات المحلية في العراق لإقناع مجتمعاتهم بإبقاء الأطفال خارج نطاق النزاع.