كشفت مصادر إسرائيلية أن المخابرات الإيرانية تحقق في إنشاء تحالف إلكتروني بين الموساد الإسرائيلي والمخابرات السعودية، لتطوير فيروس فتاك بهدف تدمير البرنامج النووي لطهران، كاشفة النقاب عن لقاءات جمعت رئيس المخابرات السعودية بنظيره الإسرائيلي في تل أبيب والعقبة الأردنية لمرات عديدة مؤخرًا. واعتبرت أن تسريب طهران لهذه الأخبار يهدف إلى تعميق الخلاف المتصاعد في العائلة المالكية السعودية، بين ولي العهد الأمير سلمان، الذي يعارض التقارب مع إسرائيل ورئيس المخابرات بندر بن سلطان الذي يقود جناحًا من الأمراء للانقلاب على الأمير سلمان. فيروس وزيارة وقال موقع "ديبكا" الإسرائيلي، إن مصادر استخبارية في طهران تتحدث عن جهود موحدة للموساد والمخابرات السعودية، لتطوير فيروس أشد فتكا من Stuxnet, سيكون قادرًا على ضرب البرنامج النووي الإيراني. وأشار الموقع، إلى أن ذلك يأتي في الوقت الذي يقوم فيه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بجولة خليجية، محاولاً رأب الصدع وتجاوز الخلافات العميقة بين الشيعة والسنة، ومعلنًا عن رغبته في تحسين العلاقات مع السعودية. وأوضح "ديبكا" المتخصص في التحليلات الأمنية والعسكرية، أن Stuxnet بنسخته المعروفة هو فيروس أمريكي – إسرائيلي، تم استخدامه في استهداف النظام الإداري لمواقع تخصيب اليورانيوم الإيرانية ومفاعل بوشهر منتصف عام 2010 وتسبب في إبطاء ملحوظ في عملية التخصيب. لقاءات فيينا وكشف الموقع عن رواج أخبار داخل منظومة الاستخبارات الإيرانية تتحدث عن قيام رئيس المخابرات السعودي الأمير بندر بن سلطان ورئيس الموساد الإسرائيلي تامير بردو، بعقد لقاء سري في 24 نوفمبر في فيينا، بحضور وفدين من خبراء الحرب الإلكترونية، أحدهما سعودي والآخر إسرائيلي، وذلك فور توقيع الاتفاق النووي في جنيف بين الغرب وطهران. وقال إن تلك الوفود بحثت خلال أيام تكثيف التعاون السعودي – الإسرائيلي، لتنفيذ عمليات تخريبية تستهدف البرنامج النووي الإيراني بهدف شله تمامًا. وتابع أن الاجتماعات بين الوفدين ركزت على تطوير فيروس أشد فتكًا من Stuxnet بإمكانه التجسس على البرامج المشغلة للبرنامج النووي الإيراني وتدميرها في الوقت المناسب (to spy on and destroy the software structure of Iran's nuclear program). أسرار العقبة وبحسب المعلومات التي أوردها "ديبكا"، المعروف بقربه من المخابرات الإسرائيلية، فإن السعودية تعهدت بتمويل تطوير الفيروس الجديد والمصروفات المتعلقة بشن هذا الهجوم. وأضاف أن الأمير بندر ورئيس الموساد التقوا مؤخرًا عدة مرات في العقبة الأردنية، وأن هذه اللقاءات أصبحت "سرًا مكشوفًا" في الشرق الأوسط إلى درجة دفعت ولي العهد السعودي الأمير سلمان للكشف عن مخاوفه المتزايدة - من التقارب السريع بين رئيسي الموساد والمخابرات السعودية - في أذن مسؤولين كبار في العائلة المالكة. في تل أبيب ونقل "ديبكا" عن المصادر الإيرانية، أن الأمير بندر وصل إلى تل أبيب سرًا خلال زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لإسرائيل في الفترة بين 17 و18 نوفمبر بعد أيام قليلة من بدء المحادثات بين الغرب وإيران في جنيف، وشارك في المشاورات السياسية والاستخبارية التي أجريت بين كبار المسؤولين الفرنسيين والإسرائيليين حول كيفية وقف برنامج إيران النووي. بندر يقود انقلابًا وحددت المصادر الخاصة بالموقع الإسرائيلي، عدة أهداف، حول تسريب الإيرانيين لمثل هذه الأخبار، وقالت: "الأول: لفت انتباه ولي العهد السعودي الأمير سلمان إلى العلاقات المتجذرة بين الأمير بندر وتامير بردو". وأضاف: "تقول مصادرنا في الخليج إن هناك صراعًا داخليًا يتصاعد في البيت الملكي السعودي، يسعى خلاله عدد من الأمراء الكبار إلى الإطاحة بالأمير سلمان من منصب ولي العهد، وأن أحد قادة مجموعة الأمراء هذه هو رئيس المخابرات الأمير بندر". وتابع: "حقيقة نشر خبر كهذا من الممكن أن تعمق الشكوك والشروخ بين سلمان وبندر، بكلمات أخرى يسعى الإيرانيون لتصعيد الصراعات الداخلية في البيت الملكي السعودي بهدف إضعافه". قلق ويقظة ومضى "ديبكا" يقول: "ثانيًا نشر هذه المعلومات يشير إلى قلق متصاعد في طهران من التعاون الاستخباري السعودي الإسرائيلي، ومن إمكانية قيام الدولتين بتنفيذ سلسلة من الهجمات السرية، بما فيها حرب إلكترونية ضد البرنامج النووي الإيراني، كما أريد من هذا النشر وضع الرأي العام الإيراني، وكذلك السعودي والإسرائيلي، على حقيقة أن النظام وأجهزة استخباراته متيقظون لما يحدث، وعلى استعداد لصد مثل هذه الهجمات". واختتم الموقع تقريره بالتأكيد على أن نشر وسائل الإعلام الروسية لهذه المعلومات بشكل موسع، الاثنين، وعدم التطرق إليها من قريب أو بعيد في وسائل الإعلام الغربية، يشير إلى التعاون الوثيق بين أجهزة المخابرات الروسية والإيرانية.