زعم موقع ديبكا الاستخباراتي الإسرائيلي أنه في الوقت الذي ينشغل فيه بنيامين نتنياهو -رئيس الوزراء الإسرائيلي- بإقناع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالموافقة على توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية في ظل الرفض الأمريكي لمثل هذا الأمر، يجري على الجانب الآخر من الطاولة السياسية بالمنطقة تنسيق مصري سعودي بين كل من الرئيس محمد مرسي وولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز ورئيس جهاز المخابرات العامة السعودية الأمير بندر بن سلطان بشأن إيران. وادّعت مصادر موقع ديبكا أن الجولة الخارجية التي من المقرر أن يقوم بها الرئيس المصري نهاية الأسبوع الحالي، والتي ستشمل كلا من الصين وإيران، تهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين لمصر تم تنسيقهما مع السعودية، هذان الهدفان هما: - يرغب مرسي في الحصول على أسلحة وصواريخ نووية من الصين لصالح الجيش المصري. - يريد التوصل إلى تفاهمات مع إيران لإحداث تعاون إقليمي مشترك. ويشير الموقع الإسرائيلي إلى أن هذا هو سبب اقتراح مرسي قبيل جولته هذه إقامة منتدى رباعي يضم كلا من مصر والسعودية وتركيا وإيران للتوصل إلى حل بشأن الأزمة الناشبة في سوريا، بعيدا عن الولاياتالمتحدة. وزعمت المصادر الاستخباراتية لموقع ديبكا أن خطوة الرئيس مرسي هذه سبقتها خطوة سعودية مشابهة قام بها ولي العهد السعودي في شهر مارس الماضي، حيث توجه إلى بكين ونجح في الحصول على تعهدات من الرئيس الصيني هو جين تاو بأن تبيع الصين للرياض صواريخ باليستية نووية قصيرة المدى طراز CSS-5 , MRBM ballistic missiles - the Dong-Feng 21-DF-21, NATO code name CSS-5. بالإضافة إلى موافقة الصين على إرسال مهندسين وفنيين نوويين صينيين لمساعدة السعوديين في تخصيب اليورانيوم وتطوير أسلحة نووية سعودية ضمن المشروع النووي السعودي المقام في مدينة الملم عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا الواقعة بالقرب من الرياض. في الوقت نفسه بدأ الأمير سلمان في إجراء سلسلة اتصالات مع طهران، محاولا التوصل إلى اتفاق مع الزعماء الإيرانيين بعدم مهاجمة أي من الدولتين الأخريين، بالإضافة إلى سلسلة من التفاهمات المشتركة التي تمكن السعودية من العمل المشترك مع إيران في الشرق الأوسط، لذا يرى الموقع الإسرائيلي أن سباق التسلح الشرق أوسطي الذي يدّعي كل من أوباما ونتنياهو أنهما لن يسمحا بحدوثه، قد بدأت أولى خطواته بالفعل، وهو ما لا يجرؤ أي من الزعيمين أن يعلنه للرأي العام في أي من الولاياتالمتحدة وإسرائيل. هذا وتقول العناصر الاستخباراتية الإسرائيلية أن هذه الخطوات السعودية - المصرية المشتركة تحمل 3 تداعيات حاسمة بالنسبة إلى تل أبيب: 1- حتى إن كانت المفاوضات بين كل من الرياض والقاهرة وطهران في مراحلها الأولى، فإن هناك واقعا يؤكد حدوث تقارب مصري سعودي إيراني. 2- تسعى كل من السعودية ومصر وتركيا إلى التسلّح بالأسلحة النووية، وإن السعودية أصبحت قريبة جدا من تحقيق هذه الخطوة، بينما بدأت مصر في اتخاذ الخطوة الأولى في هذا الطريق. 3- هناك لقاء مرتقب بين كل من الرئيس أوباما ونتنياهو سيجرى على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في السابع والعشرين من سبتمبر المقبل- وترى العناصر الاستخباراتية الإسرائيلية أن كلا من الصين وإيران ومصر والسعودية سيعملون بعزم شديد طوال هذه الأسابيع الخمسة القادمة على دفع سياساتهم الاستراتيجية والعسكرية النووية، بينما يغرق كل من أوباما ونتنياهو في الجدال اللانهائي الدائر بشأن هل يجب ضرب إيران أم لا؟! وما هو الوقت المناسب لتوجيه مثل هذه الضربة؟ من جهة أخرى يقول المستشرق الإسرائيلي دوري جولد -المستشار السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الحالي لمركز القدس لشئون المجتمع والدولة- إن الرئيس المصري محمد مرسي خلال زيارته لطهران -التي تعدّ أول زيارة يقوم بها رئيس مصري لإيران منذ 33 عاما- سيعمل على إحداث تصالح وتقارب بين التيارين السنّي والشيعي، ويزعم دوري جولد أن انتماء الرئيس مرسي إلى جماعة الإخوان المسلمين قد يُسهّل من حدوث هذا التصالح بين التيارين السنّي والشيعي في الشرق الأوسط؛ لأن الإمام محمد البنا كان يتطلع إلى إحداث مثل هذا التصالح عند تأسيس الجماعة في عام 1928. في المقابل يدّعي جولد أن القيادات الدينية الإيرانية نظرت إلى فكر وأيديولوجية الإخوان المسلمين كمصدر إلهام، فآية الله علي خامنئي ترجم مؤلفات سيد قطب من اللغة العربية إلى الفارسية. لذا يتوقع المستشرق الإسرائيلي دوري جولد أن ينجح الرئيس المصري محمد مرسي -رئيس أكبر دولة سنية- خلال زيارته لإيران -راعية التيار الشيعي- في تحقيق مصالحة بين التيارين الإسلاميين بعد عقود من الصراع والصدام.