لقد ارتكب الفريق عبد الفتاح السيسي من الجرائم ما يندى له الجبين من خيانة وقتل واعتقال وتعذيب غير مسبوق ، ومع ذلك فأنا أدعوه للتوبه النصوح وأضمن أن يغفر الله له ويبدل سيئاته حسنات . وأنا لا أتألى على الله ولكنني عندما سجنت في سجن وادى النطرون عام 1995 في عهد الرئيس المخلوع مبارك ووضعوني في الحبس الانفرادي حيث عذبوني تعذيباً شديداً جعلني أقول لهم أنتم أشر وأكفر من اليهود لأن اليهود قتلوا الاسرى المصريين أما أنتم فتعذبون من يقول لا إله إلا الله ويطالب بتطبيق شرع الله ، والقتل أهون بكثير من هذا التعذيب البشع الشنيع ، ويكفي أن من يقتل في سبيل الله سيكون مصيره جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، أما الذي تعتقلونه وتعذبونه فربما يفتن ويترك دينه فيخسر الدنيا والآخرة . وهذا مايفعله الآن عبد الفتاح السيسي بقصد أو بدون قصد لا فرق . وعندما قرأت في كتاب الله وتدبرت قوله تعالى في سورة الفرقان الآيات التي يصف فيها الله سبحانه عباده الصالحين من الآية 63 الى الآية 70 والتي يقول الله عز وجل في آخرها ( والذين لا يدعون مع الله الهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما . يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً . الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً ) الفرقان 68 : 70 كنت أقرأ هذه الآيات وأبكي وأقول يارب ما أعظمك ما أرحمك أبعد أن يقتلوا ويزنوا اذا تابوا واعترفوا بذنوبهم وندموا على مافعلوا تبدل سيئاتهم حسنات . ان هذا مالايفهمه ولا يستسيغه الجهلاء الذين ييئسون العصاة من رحمة الله فيزيدونهم عصياناً وكفراً كالعابد الجاهل الذي سأله الرجل الذي قتل 99 نفساً هل لي من توبة ؟! فأفتى بغير علم وقال له لا فقتله وأكمل به المائة . ولكن هذا الرجل بعد ذلك آراد أن يتوب فدلوه على عالم قال له عندما سأله هل لي من توبة ؟! فقال له ومن الذي يحول بينك وبين التوبة وبين له أن للتوبة شروطا اذا نفذتها سيقبل الله توبتك . وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى أن الله الغفور الرحيم قبل توبته وغفر له . وأنا أقول للسيسي أنت قتلت الآلاف . ومن قتلتهم لم يخسروا شيئاً لأنهم اذا كانوا خرجوا ضد انقلابك على رئيسك وعلى الشرعية جهاداً في سبيل الله سيكون مصيرهم الجنة فيكونوا قد ربحوا وفازوا . أما عشرات بل مئات الآلاف الذين يؤيدونك في جرائمك وخيانتك لرئيسك وقتلك المخالفين لك وفيهم للأسف قطاع عريض من الذين كنا نظنهم على خير كبعض قيادات حزب النور وبعض أتباعهم وبعض المنشقين على جماعة الاخوان الذين فجروا في الخصومة فعموا عن الحق فكنت سبباً في زيادة ضلالهم وتمردهم على رئيسهم الشرعي فهؤلاء اذا أنت تبت ورجعت ستكون سبباً في رجوعهم للحق فتثاب على ذلك ثواباً عظيماً وحينئذ ان لم يسامحك أهل من قتلتهم وسجنتهم وعذبتهم سيسامحك الله يقيناً كما وعد بل وسيبدل سيئاتك حسنات . فتب وأصلح ولا تتردد وليكن لك في خالد بن الوليد رضي الله عنه أسوة حسنة . وأخيراً أذكرك بأن العلماء لم يروا من الأعمال مافعله كفر الا القتل العمد وأنت فعلت . فخف من الله وسارع بالتوبة *أمين عام حزب الاستقلال بالمنيا