أكد المحلل الإسرائيلي للشئون العربية "منشيه شاؤول"، "إن السعودية غاضبة لإبداء إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مرونة تجاه إيران فقط، بسبب التصريحات المعتدلة لرئيسها حسن روحاني، دون أن يحدث تغيرا جوهريا في سياسة إيران الطامحة لفرض سيطرتها على المنطقة، معتبرا أن ما تهدد به السعودية من تجميد العلاقات مع واشنطن والبحث عن مصدر بديل للسلاح أمر لا يمكن تحقيقه، في ظل استفادة السعودية من الحماية الأمريكية على مدى سنوات طوال". وقال "شاؤول" في بداية تحليله على موقع" المرآة" :" تلوح في سماء العلاقات بين السعودية ومصر وحلفائهما في العالم العربي وبين الإدارة الأمريكية غيوم قاتمة. فقد أثارت محاولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتقارب مع طهران صدمة السعودية وباقي الدول العربية". استجابة للملالي ويضيف موضحا: "وتزايدت التوترات بينهم وبين الولاياتالمتحدة بعد انسحاب أوباما من تهديداته بتوجيه ضربة لنظام بشار على خلفية استخدامه للسلاح الكيماوي ضد شعبه. وقد اعتبرت الدول العربية أن هذا التحول هو استجابة لرغبة نظام الملالي في طهران. إضافة إلى ذلك تزعم الدول العربية وعلى رأسها السعودية أن الإدارة الأمريكية قد تخلت عن الشعب السوري؛ من أجل إرضاء إيرانوروسيا". أوباما والإخوان واعتبر المحلل الإسرائيلي، أن هذا ليس كل ما في الأمر، وأن الغضب العربي تزايد على إدارة أوباما لعدم دعمها السلطات الجديدة في مصر، وتأييدها للإخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي. واتهم " شاؤول" الإخوان بشن هجمات" إرهابية" على مؤسسات الدولة والأهداف العسكرية المصرية، مستغلا التصريحات المجتزأة للقائد الإخواني محمد البلتاجي - التي قال فيها، "إن الهجمات لن تتوقف على سيناء إذا لم يعد مرسي للحكم- في التدليل على وجهة نظره". لقاءات وغضب وتطرق الكاتب إلى اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره السعودي سعود الفيصل بداية الأسبوع الأخير من أكتوبر الماضي في لندن، والذي استمر ساعتين في محاولة لبحث سبل وقف تدهور العلاقة بين الدولتين، وكذلك إلى زيارة كيري للسعودية مؤخرا، مضيفا أن ذلك لم يكن كافيا لحل الخلافات الصعبة بينهما. وأكد "شاؤول"، أن تنازل المملكة عن مقعدها غير الدائم في مجلس الأمر جاء معبرا عن غضبها إزاء سياسة أوباما الجديدة، الأكثر انفتاحا على طهران. وتناول المحلل تصريحات الأمير بندر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية، والتي اتهم فيها أوباما بمساعدة نظام بشار في ارتكاب المجازر ضد الشعب السوري. كما تطرق إلى تصريحات الأمير تركي الفيصل التي هاجم فيها أوباما لتراجعه عن وعود قطعها سابقا، بدعم المتمردين في المعارضة السورية بالسلاح، قبل أن ينكث بتلك الوعود. الورقة السورية ومضى " شاؤول" قائلا: "كذلك تزعم الدول العربية المعارضة لنظام بشار، أن الحل السياسي للأزمة الذي اقترحته روسيا وتبنته الولاياتالمتحدة، معيب، إذ يسوي بين بشار الذي ارتكب الكثير من المذابح وبين ضحاياه. بذلك استغل النظام الأمريكي الورقة السورية للضغط على إيران بشان ملفها النووي. وتتمحور صفقة أوباما حول إبطال التأييد للمتمردين السوريين، وإلغاء العقوبات على إيران، مقابل تنازلها عن تخصيب اليورانيوم المخصص لإنتاج السلاح النووي". تهديدات في الهواء ويذهب الصحفي الإسرائيلي إلى، أنه رغم تهديدات السعودية بتجميد علاقاتها بالولاياتالمتحدة، والبحث عن مصادر بديلة لشراء السلاح والتوقيع على معاهدات دفاعية، فإنه سيكون من الصعب للغاية على الرياض ودول الخليج التخلي عن علاقتهم بأمريكا. وأضاف محاولا تفسير ذلك: "تتمحور العلاقات بين الجانبين منذ سبعة عقود حول صيغة بسيطة: الولاياتالمتحدة تمنح تلك الدول مظلة حماية في مواجهة تقلبات الشرق الأوسط، وتحديدا ضد التهديد الإيراني، وتلك الدول الخليجية والسعودية تمد الولاياتالمتحدة بالنفط وتشتري منها السلاح بعشرات المليارات الدولارات". نفط وحماية وزاد "شاؤول" بالقول: "تدرك السعودية ودول الخليج أهمية الوجود الأمريكي بالمنطقة. وتجدر الإشارة إلى أن الولاياتالمتحدة تشتري من السعودية ودول الخليج 15% من منتجاتها، وتقوم الولاياتالمتحدة بحماية كل طرق النفط في محيط الخليج. وليس هناك إمكانية معقولة لإيجاد بديل لحماية الولاياتالمتحدة التي أثبتت نفسها في مطلع التسعينات من القرن الماضي في إنهاء الاحتلال العراقي للكويت". قواعد عسكرية ويتابع المحلل الإسرائيلي مستعرضا المزيد من الأسباب التي قد تجعل من حدوث طلاق أمريكي سعودي أمرا بالغ الصعوبة، والتعقيد بالنسبة للرياض، مرجحا أن تكون تهديدات السعوديين مجرد زوبعة في فنجان، فيقول إن السعودية وباق دول الخليج مكتظة بالقواعد الجوية الأمريكية، ومن الصعب محو هذا كله ما بين ليلة وضحاها، مضيفا أن فوق كل هذا فإن جيوش السعودية ودول الخليج يعملون وفقا للعقيدة العسكرية الأمريكية، وأن الوقت لن يكون مناسبا لتغييرها، لاسيما مع تزايد التهديد الإيراني على سيادة تلك الدول. صفقات سلاح ويردف: "الحقيقة هي أنه ورغم الغضب حيال سياسة أوباما، فإن السعودية ودول الخليج قد وقعوا مؤخرا على صفقات سلاح مع الولاياتالمتحدة بقيمة 10.8 مليار دولار. لن تتخلى الولاياتالمتحدة بسهولة عن صفقات الأسلحة والأرباح الضخمة التي تحققها جمعياتها الاقتصادية في منطقة الخليج. بناء على ذلك فإن الواقع يقضي بأن عودة العلاقات بين الجانبين لمسارها الصحيح هي مصلحة مشتركة وضرورة ملحة".