ذكرت وكالة أسوشيتيد برس في تقرير جديد لها أن عدد الجنود الأمريكيين الذين أصيبوا بجراح في حرب العراق أصبح هو العلامة الأبرز والسمة الأهم في هذه الحرب التي تدخل عامها الخامس. وكشفت الوكالة عن حقيقة أن هناك حوالي 15 جنديًا أمريكيًا يصابون بجراح مع كل حالة وفاة في صفوف جنود قوات الاحتلال الأمريكية، وهذا المعدل يزيد بشكل رهيب عن معدل الإصابات في حرب فيتنام التي كانت الإصابات فيها 2.6 مقابل كل حالة وفاة، وكذلك حرب كوريا التي كان معدل الإصابات فيها 2.8 مقابل كل حالة وفاة. وذكرت الوكالة أن جماعات الدفاع عن حقوق المحاربين السابقين في الولاياتالمتحدة تندد بالإنكار الحكومي الرسمي من الإدارة الأمريكية لمعدلات الإصابات في صفوف القوات المشاركة في احتلال العراق تهربًا من دفع مبالغ التعويضات المستحقة. الحكومة الأمريكية تتخلي عن مسئولياتها تجاه المصابين: ونقلت الوكالة عن محللين تأكيدهم أن هناك عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين أصيبوا في حرب العراق دون أن يتم إدراجهم، وذلك في سياق لعبة سياسية الهدف منها تقويض أية محاولة للاهتمام بشئون هؤلاء الجنود. وأوضحت أسوشيتيد برس أن الإحصاءات الرسمية تتحدث عن إصابة 29.320 جندي أمريكي أصيبوا بجراح خلال معارك في العراق، ولكن هناك 31.325 من الجنود الآخرين يتلقون العلاج حتى الآن بسبب إصابات وأمراض لحقت بهم أثناء الخدمة في العراق. وقالت ليندا بلايمس الأستاذة في جامعة هارفارد: "من المهم للغاية الوقوف على الأعداد الحقيقية والكاملة للإصابات التي لحقت بالجنود في العراق؛ لأن الحكومة مسئولة تمامًا عن تعويض العجز في دفع التعويضات لهؤلاء الجنود وتقديم العناية الطبية الشاملة بغض النظر عن طبيعة الإصابات التي لحقت بهؤلاء الجنود وما إذا كانت قد وقعت أثناء معارك أم لا". وأكدت بلايمس أن الحكومة الأمريكية لا توفر المصادر الكافية للاهتمام بأولئك الجنود الذين يتوقع أن تزداد أعدادهم بسبب حربي العراق وأفغانستان في عام 2009، وقالت: "في الحقيقة هذا هو الأسلوب الذي اتبع من جانب الحكومة طوال السنوات الثلاث الماضية". تفاقم حالات الانتحار والإصابات العقلية: وفي سياق متصل كشف بحث حصلت عليه وكالة أسوشيتيد برس أن 144 حالة انتحار في صفوف جنود قوات الجيش الأمريكي العائدين من العراق وأفغانستان حتى عام 2005. وألمحت الوكالة إلى أن الدّكتور جيرالد كروس المسئول في منظمة شئون المحاربين السابقين صرح بأن 120 ألفًا من الجنود الذين خدموا في العراق وأفغانستان يعانون من مشاكل في الصحة العقلية، بينهم 68 ألفًا يعانون من لوثات عقلية بسبب الإجهاد الشديد الذي عانوا منه أثناء خدمتهم.