في عملية ناجحة للمقاومة العراقية، استطاع استشهادي أن يقُتل خمسة جنود أمريكيين على الأقل، ويصيب ثلاثة آخرين، في هجوم استهدف دورية للجيش الأمريكي غربي العاصمة العراقية بغداد، بعد ظهر الاثنين. ويرفع هذا الهجوم عدد القتلى الذين تكبدهم الجيش الأمريكي في العراق، خلال مارس الجاري، إلى سبعة قتلى، بينما ترتفع الحصيلة الإجمالية لخسائر القوات الأمريكية منذ بدء الحرب على العراق قبل نحو خمس سنوات، إلى 3980 قتيلاً حسب زعم الاحتلال الأمريكي. وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن أربعة جنود قُتلوا في الهجوم، الذي استهدف عدداً من الجنود، كانوا يسيرون على أقدامهم في العاصمة العراقية، بينما لفظ الخامس أنفاسه متأثراً بجراحه. وأسفر الهجوم، الذي نفذه استشهادي يرتدي حزاماً ناسفاً على وسطه، في حوالي الثالثة بعد ظهر الاثنين، عن إصابة الجنود الأمريكيين إضافة إلى مترجم عراقي، ولم يتم التعرف على الفور ما إذا كان المهاجم رجلاً أم امرأة.
وكان الجيش الأمريكي قد أعلن السبت الماضي مقتل أحد جنوده وإصابة آخر جراء انفجار وقع الجمعة، أثناء تنفيذ الجيش الأمريكي لعملية عسكرية في محافظة ديالي، شمالي العاصمة العراقية، بغداد.
وفي وقت سابق أكدت قوات التحالف تحطم طائرة مروحية تابعة للجيش العراقي، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص كانوا على متنها، بينهم أحد جنود الاحتلال، وهو أول جندي أمريكي يقضي نحبه الشهر الجاري.
مقتل أحد زعماء الصحوة وكانت مصادر في الشرطة العراقية قد قالت إن إمرأة تمكنت من قتل أحد زعماء مجالس الصحوة وثلاثة آخرين في محافظة ديالى شمال شرقي العاصمة بغداد. وقالت الشرطة إن المرأة طرقت باب الشيخ ثائر تعبان الكرخي في ناحية كنعان التي تقع الى الجنوب الشرقي من مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، طالبة من حرسه التحدث اليه. وعندما جاء الكرخي الى الباب فجرت نفسها فقتلت الكرخي وثلاثة من حرسه واصابت 2 بجراح.
تكلفة حرب العراق
وعلى الصعيد العراقي أيضا فقد كشف الاقتصادي الأمريكي البارز، الحائز على جائزة نوبل للسلام، جوزيف ستيغليتز، في كتاب جديد أن تكلفة حرب العراق، التي تدخل عامها السادس في 2008، تضاعفت ثلاثة مرات عن الأعوام السابقة، لتصل إلى 12 مليار دولار شهرياً في العام الحالي. وتوقع سيتغليتز، والكاتبة المساعدة، ليندا بيلميز، أن تكلف حربا العراق وأفغانستان، بالإضافة إلى التواجد العسكري طويل الأمد في الدولتين، الخزانة الأمريكية ما بين 1.7 تريليون دولار إلى 2.7 تريليون دولار، أو أكثر بحلول عام 2017، وذلك في أفضل الأحوال وإذ ما تم تطبيق سيناريوهات واقعية ومعتدلة ، كما أوردت الأسوشيتد برس. وقد تضيف الفائدة على قروض تمويل الحرب تلك وحدها مبلغ 816 مليار دولار إلى التكلفة، وفق المصدر، وتفوق تلك التصورات توقعات مكتب الموازنة بالكونغرس الذي رجح أن تصل تكلفة الحربين إلى ما بين 1.2 - 1.7 تريليون دولار بحلول عام 2017، سيذهب ثلاثة أرباعها للعراق. وقال مكتب المحاسبة الحكومي الأمريكي في هذا السياق: رغم تباين التوقعات إلا أن التكلفة ستكون هائلة. وأوضح الكاتبان- ستيلغيتز من جامعة كولومبيا وبيلميز من جامعة هارفارد، في كتابهما: حرب الثلاثة تريليونات دولار أن الحربين كلفتا الخزينة الأمريكية عام 2007 وحتى نهاية سبتمبر القادم، 845 مليار دولار، علماً أن الأرقام شاملة ولا تقتصر على العمليات العسكرية فقط.
وذكر مكتب موازنة الكونجرس أنه رغم تراجع معدلات الخسائر البشرية بين المدنيين العراقيين والعسكريين الأمريكيين خلال الشهور القليلة الماضية، إلا أن معدل الإنفاق في تصاعد. مشيراً إلى أن موازنة الحرب لعام 2008 أعلى بواقع 155 في المائة عن عام 2004، وعزا الارتفاع إلى أسباب ضخمة منها: زيادة حجم القوات الأمريكية في العراق بقرابة 30 ألف جندي إضافي، ارتفاع أسعار الوقود، واستبدال المعدات العسكرية البالية أو المتضررة. ويشار إلى أن البنتاغون خصص قرابة 17 مليار دولار هذا العام لتزويد القوات الأمريكية هناك بمركبات مدرعة حديثة لحماية الجنود من القنابل التي تزرع على جانبي الطرق. واستمد التقريران أرقامهما من سيناريوهين اثنين مختلفين: توقع في الأول مكتب الموازنة بالكونغرس خفض حاد لمعدل القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان ب30 ألف جندي في أواخر 2009، و 55 ألف جندي بحول العام 2012 في تقرير ستيليغيتز.