متحدث الصحة بغزة: لم نستطع توفير وجبة غذائية للمرضى والعاملين بالقطاع الصحى    مستشار أوكراني: روسيا لا ترغب في السلام وتواصل هجماتها على الجبهة الشرقية    بعد صعود منتخب مصر.. المنتخبات المتأهلة إلى ربع نهائي كأس أمم إفريقيا للشباب    مصرع سيدة سقطت من شرفة منزل وإصابة 3 بانقلاب سيارة في حوادث متفرقة بالقليوبية    ناشرًا بطاقتها على الهواء.. عمرو أديب يعلق على أزمة بوسي شلبي مع أسرة محمود عبد العزيز    انقطاع المياه بعدد من مناطق مركز الخانكة    المصري الديمقراطي ينظم تدريبًا حول تحليل الموازنة العامة    إنقاذ حالة ولادة نادرة بمستشفى أشمون العام    ما حكم من ترك طواف الوداع في الحج؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    قصص «أقفل المحضر في ساعته وتاريخه» لوئام أبوشادي ترصد الصمود الإنساني في وجه الأزمات    وزير الثقافة يصطحب نظيرته الفرنسية في جولة بالجناح المصري في بينالي فينيسيا للعمارة    بوليانسكي: روسيا ترحب بإصلاح متزن لدور الأمم المتحدة    منظومة الدفاع الجوي الصينية HQ-9.. قوة ردع باكستانية أمام الهند    فريق طبي بسوهاج الجامعي ينجح في استخراج «دبوس» من معدة طفل    «أنوكا» تشيد بتنظيم مصر للمنتدى الإقليمي للتضامن الأولمبي بالقاهرة    تكريم رئيس هيئة قضايا الدولة في احتفالية كبرى ب جامعة القاهرة    خطيب الجامع الأزهر: الحديث بغير علم في أمور الدين تجرُؤ واستخفاف يقود للفتنة    ستيف ويتكوف: ترامب يؤمن بالسلام عبر القوة ويفضل الحوار على الحرب    عمرو سلامة عن تعاونه مع يسرا: «واحد من أحلام حياتي تحقق»    "بنقول للضحايا إحنا مباحث".. اعترافات عصابة الشرطة المزيفة ب"عين شمس"    الدوري الألماني.. توماس مولر يشارك أساسيا مع بايرن في لقائه الأخير بملعب أليانز أرينا    النيابة تصرح بدفن جثة شاب غرق بترعة أبيس في الإسكندرية    فريق طبي بمستشفى سوهاج الجامعي ينجح في استخراج دبوس من معدة طفل    شهادات مزورة ومقر بدون ترخيص.. «الطبيبة المزيفة» في قبضة المباحث    مصرع عنصرين إجراميين في مداهمة بؤرًا خطرة بالإسماعيلية وجنوب سيناء    موعد بدء العام الدراسي الجديد وتفاصيل الخريطة الزمنية والإجازات    ارتفاع توريد القمح المحلى إلى 128 ألف طن وزيادة التقاوى ل481.829 طن بالدقهلية    محافظ الشرقية يطمئن على نسب تنفيذ أعمال مشروعات الخطة الإستثمارية للعام المالي الحالي بديرب نجم    خبر في الجول - الزمالك يحدد موعدا جديدا للتحقيق مع زيزو    «المستشفيات التعليمية» تنظم برنامجًا تدريبيًّا حول معايير الجودة للجراحة والتخدير بالتعاون مع «جهار»    "موسم لا ينسى".. صحف إنجلترا تتغنى ب محمد صلاح بعد جائزة رابطة الكتاب    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    رئيس الوزراء يؤكد حِرصه على المتابعة المستمرة لأداء منظومة الشكاوى الحكومية    التموين تعلن آخر موعد لصرف الدعم الإضافي على البطاقة    جامعة مصر للمعلوماتية تعلن إطلاق هاكاثون 17 .. غدًا    أحمد داش: جيلنا محظوظ ولازم يوجد صوت يمثلنا    مروان موسى: ألبومي الأخير نابع من فقدان والدتي    المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تواجه أوضاعا خطيرة بسبب القيود الإسرائيلية    إعلان نتائج بطولة ألعاب القوى (طلبة - طالبات) للجامعات والمعاهد العليا المصرية    عقب أدائه صلاة الجمعة... محافظ بني سويف يتابع إصلاح تسريب بشبكة المياه بميدان المديرية    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    جامعة القاهرة: أسئلة امتحانات الترم الثاني متنوعة لضمان العدالة    تنفيذ فعاليات حفل المعرض الختامي لأنشطة رياض الأطفال    رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل وفد المجلس القومي للمرأة (صور)    وزير الأوقاف ومحافظ الشرقية يؤديان صلاة الجمعة بمسجد الدكتور عبد الحليم محمود    نانسي عجرم تعلن غنائها لأول مرة في إندونسيا نوفمبر المقبل    سائح من ألمانيا يشهر إسلامه داخل ساحة الشيخ المصرى الحامدى بالأقصر..فيديو    «الضرائب»: رفع 1.5 مليار وثيقة على منظومة الفاتورة الإلكترونية    أبو بكر الديب يكتب: مصر والمغرب.. تاريخ مشترك وعلاقات متطورة    عاجل.. الاتحاد السعودي يعلن تدشين دوري جديد بداية من الموسم المقبل 2025-2026    13 شهيدا وهدم للمنازل.. آخر تطورات العدوان الإسرائيلي في طولكرم ومخيميها    كاف اعتمدها.. تعرف على المتطلبات الجديدة للمدربين داخل أفريقيا    محافظ القليوبية يستقبل وفد لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب لتفقد مستشفى الناس    تحقيقات موسعة في العثور على جثة متعفنة داخل منزل بالحوامدية    الاتحاد الأوروبي: المفاوضات مع واشنطن فشلت في حل قضايا الرسوم الجمركية    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    بعد تعيينه في الجهاز الفني للزمالك.. أحمد سمير يفسخ تعاقده مع فريق الأولمبي السكندري    محافظة الجيزة: غلق جزئى بكوبري 26 يوليو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمرو عبدالهادى ل"الشعب": السيسى نقل مصر من التوافق مع إسرائيل إلى التطابق معها.. ومرسى سيقود الثورة من «برج العرب»
نشر في الشعب يوم 09 - 11 - 2013

مصر تعيش صراعا ثلاثيا بين المخابرات العامة و«الحربية» ووزارة الداخلية..والانقلاب يأكل بعضه بعضا
سيناء هى «البونبوناية» التى قدمها السيسى إلى أمريكا وإسرائيل.. والمظاهرات رغم المداهمات والاعتقالات تزرع اليأس فى الانقلابيين
نازية الليبراليين وفاشية العلمانيين لا حدود لهما.. وميزة الانقلاب أنه أسقط كل الأقنعة
أكثر المستفيدين من الإخوان هم أول من طعنوهم.. وعلى رأس القائمة السادات وأبوعيطة ومنى مكرم عبيد
النظام الانقلابى هش ويتهاوى لدرجة أنه لم يتحمل بلالين مع فتيات.. والسقوط مصيره المحتوم
أمريكا وأوروبا دبروا لما حدث فى 3 يوليو.. وقد يحدث انقلاب داخلى بالجيش بعد فشل مخططهم
كل المبادرات أساسها زبانية الانقلاب وفلول مبارك.. والاقتصاد كلمة السر فى إسقاط الانقلاب
قال عمرو عبدالهادى -القيادى بجبهة الضمير الوطنى-إن العلاقة بين مصر بعد الانقلاب والكيان الصهيونى تحولت من التوافق إلى التطابق، وإن الوضع فى سيناء ومحاصرة غزة هما«البونبوناية» التى أبقت السيسى حتى الآن رغم فشل الانقلاب.
وأكد عبدالهادى أن محاكمة الرئيس الشرعى تحولت إلى محاكمة للانقلاب، ثم تحولت إلى اجتماع بين الرئيس ومساعديه وأعضاء جماعة الإخوان، منوها إلى أن الرئيس مرسى سيقود الثورة من داخل برج العرب.
* تابعت مهزلة القرن التى حاكم فيها الانقلاب الرئيس الشرعى.. كيف ترى الوضع بعدما حدث فى الجلسة؟
كما توقعنا تماما، بدلا من أن يحاكم الانقلابيون الرئيس، حاكمهم الرئيس، بل تحولت الجلسة إلى اجتماع بين الرئيس مرسى ومستشاريه وأعضاء جماعة الإخوان، وسرعان ما تحولت الجلسة ووقائعها إلى رسالة وخطاب أول من الرئيس مرسى بعد طول غياب وبعد صمود أسطورى لمدة تجاوزت 100 يوم، رسالة إلى الشعب ليثبت فى الشوارع والميادين وانطلاقة جديدة للثورة، وكما كانت المحاكمة غباء من الانقلاب فإن إيداعه سجن برج العرب بالإسكندرية قمة الغباء؛إذ سيكون من حق محاميه وأسرته زيارته كل أسبوع، وبالتالى إيصال رسائله إلى الشعب.وأعتقد أن الرئيس مرسى سيقود الثورة من داخل محبسه، لكن يجب ألا نحتشد حول السجن؛ حتى لا تتخذ تلك التظاهرات ذريعة فى اغتيال الرئيس وهو الموقف الذى تبناه التحالف الوطنى لدعم الشرعية.
*الحشود فى أسبوع «محاكمة إرادة شعب» كانت فى ازدياد كالمعتاد.. هل تتوقع هذا الازدياد؟ وإلى متى؟
هناك كتلة ثابتة فى الشارع وهى كتلة الإخوان والإسلاميين عموما، وطوال الوقت ينضم إليها آخرون، ما دامت هناك كتلة ثابتة فهناك استمرارية فى الحشد، لكن الفكرة ليست بعدد الحشد، فعشرة متظاهرين يسببونأزمة و 10ك 200 كألفمتظاهر،الفكرةأنهذهمجموعةلهامطالبوالمشكلةأنالانقلابيينلميلجئواللحلالسياسى،بللجئواللحلالأمنى،وكليوميتأكدلناأنالغباءجندمنجنودالله،وكليوميكسبناغباءالانقلابأرضاأكبر؛بدأتبقتل 3 من حركة «أحرار» وحبس هيثم محمدين من حركة «الاشتراكيين الثوريين» وتشويه النشطاء الليبراليين مثلى ومثل أحمد ماهر وأسماء محفوظ عبر الإعلام، ثم حركة ألتراس زملكاوى بعد قتل عمرو حسين عن طريق الداخلية، ثم ألتراس أهلاوى بعد القبض على أعضاء منهم وتعذيبهم، وأخيرا إغلاق بعض البرامج،كما حدث مع برنامج باسم يوسف الذىأعتبره من البرامج التافهة، لكن غلقها يكسبك أرضا جديدة، بالإضافة إلى حظر التجوال، كل هذا مؤشرات تؤكد زيادة الحشد الذى سيكون أشده يوم 25 يناير الذى أعتقد أنه سيكون النهاية، فلن يستطيع أحد منع أى تيار من دخول التحرير ولن يُمنع أحد من الحشد فى هذا اليوم. وإذا استطاع النشطاء الهروب من ذكرى محمد محمود ولم يذهبوا إلى التحرير فلن يتمكنوا من الهرب من ذكرى 25 يناير للمطالبة باستكمال الثورة.
*ماذا لو حدث فى 25 يناير ما حدث فى احتفالات 6 أكتوبر من بوابات إلكترونية وجنود وبلطجية؟
الحشد فى يوم 25 يناير سيكون على الميدان من كل التيارات، وحتى لو حشد الانقلابيون كما فى 6 أكتوبر سيكون الحشد أسطوريا يصب فى مصلحة من يقول «يسقط يسقط حكم العسكر»، لهذا فهم يحاولون جاهدين إنهاء الوضع قبل 25 يناير، خاصة أنه فى 6 أكتوبر كل الصحف العالمية قالت إن الجيش قام بمذبحة فى ذكرى النصر، والإعلام الصهيونى قال إنه فى 6 أكتوبر 1973 الجيش المصرى قتل اليهود وفى 6 أكتوبر 2013 قتل المصريين، ورغم يقينى أننا لن نصل لهذا اليوم، لكن إذا وصلنا له سيكون يوما فاصلا ونهائيا.
*تظاهرات الجامعات والطلاب المتزايدة، ما توقعك لدورها فى كسر الانقلاب؟
دورها كبير جدا؛ لأن الشباب عموما هم وقود الثورة، وهم من بدءوها وهم من سيستكملونها ولم نكن نتخيل أن يكون الدور الطلابى بهذه القوة والصمود، فمن يعتقل منهم وهم فى ال 12 سنة و16 سنة نجدهم يرفعون إشارة رابعة ويبتسمون. كماكنا دائما نطالب بالسماح بالعمل السياسى بالجامعات وهو ما كانت ستعتمده اللائحة الطلابية فى عهد محمد مرسى والتى كانتتؤكد أن الجامعة بداية العمل السياسى وبداية التكوين السياسى للطلاب، وبالتالى دور الطلاب يعول أكثر من 50 % من إسقاط الانقلاب.
*ما تفسيرك للجنون الذى اعترى النظام وجعله يعتقل البنات والنساء والأطفال وكل من يرفع إشارة رابعة ويعيد الأمن للجامعات؟
النظام هش، وقلنا إنه إذا لم يكمل محمد مرسى عامه الأول فلن يكمل من يأتى بعده 4 أو 5 أشهر وهو الحاصل، فالنظام الانقلابى هش جدا وكل يوم يتهاوى وهو غير قادر علىأن يتحمل مجموعة بلالين فى أيدى البنات أو يتحمل برنامجا من حلقة واحدة؛ لأنه ببساطة يتهاوى. أما عن إشارة رابعة فهى ليست دليلا على تأييد الإخوان أو الإسلاميين أو الشرعية، بل هى دليل على إنسانية من يرفعها.
*بالإضافة إلى هذا التهاوى، يعانى الانقلاب من العزلة الدولية والمطاردة الداخلية كما حدث مع الأسوانى ومنى مكرم عبيد وممثل تمرد فى وسط البلد.. هل تعتقد أن تلك الوسائل لها فاعلية كبرى فى الإسراع بإسقاط الانقلاب؟
بالتأكيد، المصريون بالخارج لهم دور كبير جدا لأن المظاهرات فى الخارج بالكم وليس بالكف، فمجرد نزول بعض المصريين الأحرار لتوضيح أن ماحدث هو انقلاب، هذا يحرج الحكومات أمام شعوبها ويجعلها لا تعترف بما حدث رغم أن الانقلاب فى حقيقته أمريكى أوروبى، لأنهم هم من دعموا الانقلابيين، إنما فى النهاية محاصرة الانقلاب واضحة جدا وأحيى دور المصريين فى الخارج وهم الأساس فى عدم الاعتراف الدولى بهذا الانقلاب.
أما عن المحاصرة الداخلية فهى ليست قاصرة على ما ذكرت، بل فى الحراك الموجود فى الشارع وعدم استطاعة رأس المال على إنقاذ التهاوى، فكل ذلك يؤكد زوال الانقلاب لأن القوة لن تجدى مع الشعب المصرى.
*من المعروف أن أمريكا هى داعمة الانقلاب، لكن حتى الآن لم يعلن تحالف دعم الشرعية براءة أمريكا ولم نر أسبوع الموت لأمريكا أو لا لأمريكا؟
أنا لست عضوا بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية، لكن أعتقد أنه يعمل تحت ظروف صعبة جدا، فكل أعضائه مطاردون ومهجرون من أعمالهم وهناك أكثر من 19 أستاذ جامعة فصلوا من عملهم، لذا فالعبء عليهم كبير والتواصل بينهم صعب، فأى قصور أنا أتقبله، لكن فى النهاية الشارع يتحرك من تلقاء نفسه ولا يقوده التحالف الوطنى أو جبهة الضمير، بل الشارع يقوده الشعب الارتجالى الذى يتحرك تحركات غير منظمة بلا رأس.
*أين جبهة الضمير الآن؟
السؤال الأصح، هو أين من تبقى من جبهة الضمير، لأنه فى الواقع لم يتبق منها سوى 4 أعضاء، هم إبراهيم يسرى وليلى سامى ومحمد يوسف وأنا، أما باقى أعضاء الجبهة فهم إما أن يكونوا معتقلين كعصام سلطان ومحمد البلتاجى أو مطاردين وممنوعين من دخول مصر أو موضوعين على قوائم الانتظار مثل وائل قنديل وحاتم عزام وزكريا مطر ومحمد شرف، فنحن فى مشهد عبثى ورغم ذلك لنا وجود ونصدر البيانات، لكن الإعلام الفلولى تجاهل الجبهة، وخلال عملنا كله لم تأت أى من قنوات «الحياة أو سى بى سى أو أون تى فى» لتنقل أى فعالية لنا، وهم مصرون على هدم الدولة المصرية بأى طريقة ونشر الرأى الواحد فقط، لكن الجبهة موجودة وها أنا أحاورك.
*كيف تفسر السقوط الذى اعترى الإعلام والنخبة التى صدعت أدمغتنا فى برامجها وكتاباتها أن الديمقراطية هى الحل، ثم كانت أول من أيد وبارك الانقلاب؟
رغم انتمائى للتيار الليبرالى، لكنى لم أكن أتخيل أن التيار الليبرالى ناز وأن التيار العلمانى فاش بهذه الدرجة، بل أثبتا أنهماأكثر نازية وفاشية من النازيين أنفسهم، لو تحدثنا على مستوى النخب هناك البعض كنا نتوقع سقوطه، لكن سقط منا رموز لم نكن نتخيل سقوطها أمثال عمرو خالد بفتواه وياسر برهامى وعلاء الأسوانى وبلال فضل وإن كان بلال يتحدث قليلا، ثم يسكت دون تفسير، وهذه هى الميزة الوحيدة فى الانقلاب حتى الآن أنه أسقط كل الأقنعة عن الجميع،فأكثر الناس الذين استفادوا من الإخوان هم أول من طعنوهم بما فيهم السادات وكمال أبو عيطة ومنى مكرم عبيد التى كانت معينة وتسعى لتولى المناصب، نحن فى النهاية أمام نخبة تجرعت من نظام مبارك وبعضهم كان يعارض صوريا له.
*هل تعتقد أن الإعلام يسعى لتصوير الأمر على أنه صراع بين الإخوان والجيش وغض الطرف عن وجود قاعدة كبيرة رافضة للانقلاب تشمل إسلاميين وليبراليين؟
الانقلاب يسعى لتحويل القضية إلى قضية فردية؛ لذا يسعى إلى شخصنة القضية وشق الصف وهذه بديهيات من أيام مبارك، حتى أن وائل قنديل الذى كان يكتب أيام مبارك ولو كان إخوانيا لقبض عليه نجدهم الآن يتهمونه بأنه خلايا إخوانية نائمة، حتى أن النشطاء المنتمين إلى البرادعى والذين يكرهون الإخوان يتهمونهم بأنهم طابور خامس، نحن فى النهاية أمام مشهد يسعى لشخصنة القضية على أنه صراع بين الإخوان والجيش الذى على رأسه عبدالفتاح السيسى الذى يحاول أن يخلق نوعا من العاطفية والحوار العاطفى مع الشعب حتى يستدرجه، لكنهم أيضا يخسرون، فالشعب عاد مرة أخرى لمشاهدة الجزيرة لمعرفة الحقيقة بعد عزوفهم عنها أيام 30 يونيو.
*زيارة جون كيرى الأخيرة، برأيك ماهى أسباب الزيارة فى هذا التوقيت؟
الزيارة استغرقت نحو 4 ساعات، فما الذى يجعل كيرى يقطع رحلة 36 ساعة ليبلغ رسالة أمريكا تخشى تبليغها فى التليفون، أنا أعتقد أن شيئا ما يدار فى الكواليس لأن الانقلاب سقط وأصبح فى يد السلطة دماء كثيرة وأصبحت موصومة بها؛ لذا فإن السيسى يجب ألا يكون على رأس السلطة، وأعتقد أنها تبحث عن البديل للخروج من الأزمة؛ لذا قد تبحث الخلاص من مرسى والسيسى معا لضمان مصلحتها بعد فشلها فى الوصول بمصر إلى حرب أهلية إلا أن سلمية المتظاهرين أجهضت ذلك، ثم حاولت إدخالنا فى حرب طائفية وفشلت أيضا.. فى النهاية، مصر تحتاج لحل للخلاص من وضعها، ويجب ألا نغفل أن الانقلاب أمريكى الصنع باعتراف الكونجرس الأمريكى.
كما أطالب الاتحاد الأوروبى بتبرئة نفسه من المجازر التى يرتكبها الانقلابيون، خاصة أنها تحدث عقب كل زيارة من آشتون.
*هل تعتقد أن البديل هنا هو سامى عنان، خاصة بعد أن أعلن ترشحه للرئاسة، ثم هاجمته وسائل إعلام الانقلاب؟
أعتقد أن الأمر لن يصل إلى انتخابات رئاسية، بل أعتقد أنهم الآن يبحثون داخل الصف الثانى للجيش، ووارد أن تكون أمريكا تسعى لانقلاب داخل الجيش عبر قيادة جديدة تلم الأطراف وتعيد جزءا من الشرعية، وأعتقد أنه قد يكون حلا،إلا إذا رفض السيسى وتشبث بالسلطة وقتها قد يكون الانقلاب الداخلى دمويا وهذا مالانتمناه.
*كثر الحديث عن المبادرات والمصالحات والمفاوضات ثم اختفى الحديث فجأة، هل تعتقد أنها فشلت؟، وما رأيك فى المصالحة؟
أنا كناشط ليبرالى أتمنى أن يكون هناك حل سياسى لأنه سيؤدى إلى عودة الجميع والتئامهم مرة أخرى، على أساس من الشرعية الدستورية التى أكد عليها محمد مرسى فى خطابه الأخير وليست شرعيته فقط، الحل السياسى هو ما يقوله دستور 2012، فليرجع مجلس الشورى والدستور ونناقش بند تفويض صلاحيات الرئيس، إنما ما يحدث الآن مع التيار الإسلامى يؤكد أنه سيعود وحيدا فى الساحة المصرية وسنصبح نحن معارضة هشة لا جذور لها فى الشارع، الآن التيار الإسلامى ظلم كثيرا فى الفترة الأخيرة، وبالتالى عودته ستكون أشرس ما يكون على الجميع وله كل العذر إن استمر هذا الحل الأمنى.
أما المبادرات فكلها أساسها السلطة الحاكمة التى تحرك زبانيتها سواء زياد بهاء الدين أو الببلاوى أو حسنين هيكل أو كمال أبو المجد، كل من يعبر عن السلطة هم فلول مبارك، وهى تحركهم لجس النبض ومحاولة الضغط على التيار الإسلامى ليقدم تنازلات، لكن ما لايعرفونه أن الشارع تخطى مرحلة التيار الإسلامى،واختفى وتماهى لون التيار الإسلامى شيئا فشيئا فى التظاهرات وسط الزخم الأكبر، وأنا أعتقد أن الله رب العالمين كتب التمكين للتيار الإسلامى كله؛ وبناء عليه ستفشل أى مبادرة مهما كانت بنودها إيجابية للشرعية حتى يتم التمكين للتيار الإسلامى ويسقط الانقلاب فى يوم وليلة، ليعود التيار الإسلامى بكامل هيئته، واذا حدث هذا سيعود الرئيس والدستور ومجلس الشورى، بل ومجلس الشعب أيضا.
*هل تتوقع المزيد من المداهمات بعد دلجا وكرداسة والعتامنة وسيناء؟
المداهمات والقبض على رموز التيار الإسلامى، كل ذلك هدفه تحقيق نوع من المكسب ورفع الحالة المعنوية للجيش والشرطة لأن الشرطة والجيش عملا على القبض على الرموز ومداهمة القرى بحجة وقوفهم وراء المظاهرات، ورغم القبض عليهم ومداهمة القرى تزداد التظاهرات فهذا يحدث نوعا من اليأس فى نفوس الشرطة والجيش، فيستخدماالحلول الأمنية بشكل أكبر رغم أن القبضة الأمنية لم تنفع مبارك، وفى النهاية ستؤدى إلى إسقاط الانقلاب وإسقاط نظام مبارك كله.
أما الوضع فى سيناء سيئ جدا، وإن كانت سيناء هى «البونبوناية» التى قدمها السيسى إلى إسرائيل وهى التى ضمنت بقاءه حتى الآن، فبعد هدم الأنفاق ومحاصرة «حماس» مصدر القلق الوحيد لإسرائيل انتقلت مصر من التوافق مع إسرائيل إلى التطابق مع إسرائيل بعد أن أصبحت حماس هى العدو وإسرائيل صارت صديقا حميما لمصر، وهذا ما يجب أن يعاقب عليه المخلوع بعد أن أفسد أجيالا وعقولا وضمائر.
*28 يناير 2011 كان يوما فاصلا فى الثورة عندما انكسرت الشرطة، هل نحن بحاجة لمثل هذا اليوم؟
أنا أعتقد أن الانكسار فى هذه المرة لن يكون للشرطة أو الجيش، بل سيكون للاقتصاد، فنحن فى مرحلة عض الأصابع، وكل المؤشرات تؤكد انتصار الشارع، لكن فى النهاية ستكون الدولة قد فشلت وتحتاج للبناء، فالاقتصاد هو الذى يتهاوى ولن يتمكن الانقلابيون من الاستمرار بدليل الزيارات المكوكية من الانقلابيين إلى الخليج لزيادة الجرعات الموجهة إلى مصر، حتى لو استمرت المساعدات سيسقط الانقلاب لأنها تبقى الحال على ماهو عليه دون تقدم وهو ما يؤكد الفشل الاقتصادى، والدول التى تقدم الأموال بين نارين؛ هما ضخ أموال جديدة لإنجاح الانقلاب واسترداد أموالها أم تستعوض ربنا فى ال 12 مليارا بعد كل مؤشرات فشل الانقلاب لأنها قدمت أموالها لنظام غير شرعى، وبالتالى ليس لهم أى حصانة دولية لاسترداد الأموال من السلطة الانقلابية، كما أن الأزمات عادت أكثر من الأول كأزمة السولار والبنزين والأنابيب، فالدولة ستقع اقتصاديا والمساعدات فقط تمد فى أجل الدولة.
الإمارات استحوذت على مشروع قناة السويس؛ لأنها تعلم أن الوضع الاقتصادى فى مصر يتطلب تدشين المشروع فاشترت المشروع بما لا يسمح للمشروع بالوصول إلى المرحلة الرابعة والخامسة، حتى لا يتوقف ميناء جبل على الإماراتى فى دبى عن العمل كما هو المتوقع فى حالة إكمال مشروع قناة السويس، كذلك روسيا تتجه لإنشاء خط سكة حديد حول قناة السويس لكن حكومة الانقلاب الهشة تغض النظر عن تلك المخاطر وتبارك سد النهضة.
*هل تعتقد أن دعاوى محاكمة السيسى كمجرم حرب لها فاعلية يعول عليها؟
بالطبع، وستقبل تلك الدعاوى ولعل هذا يفسر عدم سفر السيسى خارج مصر منذ الانقلاب خوفا من أن يكون مطلوبا دوليا بعد كثرة المجازر التى قام بها وإن كانت التسريبات تؤكد أن محمد إبراهيم هو كبش الفداء الذى سيتهم بكل المجازر.
*هل تعتقد أن التسريبات تؤكد أن الانقلابيين بدءوا فى إهلاك بعضهم بعضا، وأننا بصدد صراع ثلاثى بين المخابرات العامة والمخابرات الحربية والداخلية؟
محمد إبراهيم أداة ضعيفة، والتسريبات أعتقد أن ياسر رزق هو تلميذ نجيب لسامى عنان، خاصة أنه عمل تحت بصره أكثر من 22 عاما، كما أن محمد إبراهيم هناك من هو أكثر منه لا إنسانية بالداخلية، والوزارة عموما عقلها مرتبط بالقتل والسحل والضرب دون تفاهم أو عقل..أما التسريبات فأعتقد أنها بتفاهم بين سامى عنان وياسر رزق فى إطار الحرب الدائرة أو الصراع الدائر ، فالانقلاب يأكل بعضه، وإن كان سامى عنان أذكى من فيهم، أذكى من السيسى نفسه، خاصة أنه طوال حكم المجلس العسكرى لم يخرج بتصريح واحد على عكس كل أعضاء المجلس العسكرى وظل متواريا عن الأنظار رغم أنه الرجل الأقوى، فى حين أن المشير طنطاوى يقف فى منطقة وسط بين السيسى وعنان، نحن أمام قوتين، فالسيسى قام بالانقلاب العسكرى برجال سامى عنان، كما أن عنان كان على علم بالانقلاب وكان بإمكانه إجهاض الانقلاب بإبلاغ الرئيس مرسى، نحن فى النهاية أمام تقسيم للتورتة يؤدى إلى خوف القائمين المدنيين أو البرافان فى الحكومة من تصدير المشهد للسيسى،وهذا يؤكد أن السقوط سيكون مدويا ومفاجئا، الفكرة الرئيسية أن السيسى ليس الأقوى وإن كان يسعى لتحقيق مكاسب من ضمن مجموعة كبيرة من الضباط للحفاظ على «عرق» وزارة الدفاع وهذا لن يجدى مع دولة عاشت فى الحرية وذاقت طعمها.
أما عن حرب المخابرات،فالمعروف أن بعض النخبة تتحرك بناء على توصية أو معلومات ودفع من المخابرات العامة، ونخبة تتحرك بوازع من المخابرات الحربية، لهذا يحدث أحيانا تضارب بينهما، ونجد أن بعض النخبة علت على الأخرى وبعض البرامج اشتغلت ضد شخص معين بالطريقة، فمثلا لو راجعت «المصرى اليوم» صحيح أنها ضد الإخوان، لكنها تكتب ما هو ضد العسكر داخل الإطار، وفى أحد مانشيتاتها الرئيسية كتبت «الإخوان تستعد لإفساد 6 أكتوبر» وتحتها بالبنط الأصغر والواضح جدا «135 مظاهرة للإخوان»، هنا المصرى اليوم تلعب فى منطقة وسطى، وهىأول من قالت عن تصريحات الإمارات، فنحن هنا أمام صراع ثلاثى بين المخابرات العامة والمخابرات الحربية والشرطة، كا أننا نرى الآن تراجعا نوعيا لمراد موافى، ودائما فى الصراع عندما يستعد طرف ليضرب ضربته يتوارى بعض الشىء، كما نلاحظ أن خروج محمد إبراهيم إلى الشاشات قل جدا بعد محاولة الاغتيال، فالواقع أن الجميع يحمل السم لبعضه داخل الانقلاب، كل واحد منهم يسعى للحصول على أكبر المكاسب، ولكن فى النهاية ستقع مصر وسيكون الخاسر هو الشعب بكل انتماءاته، والوحيد القادر على رفعها هم الإسلاميون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.