أعلن مسئولون بوزارة الدفاع الصهيونية أن الجيش تلقى تعليمات بتخفيف عملياته في غزة، وذلك عقب انخفاض عدد الصواريخ التي تطلقها المقاومة على جنوب الكيان الصهيوني من غزة. ووفقا للتعليمات المشار إليها فإن الجيش الصهيوني لن ينفذ غارات جوية أو توغلات في قطاع غزة. والجدير بالذكر أن هناك جهود وساطة تقودها مصر بين الفصائل الفلسطينية والكيان الصهيوني تهدف إلى تحقيق تهدئة متبادلة بين الجانبين. تضارب مواقف وبينما نفت حركة حماس التوصل إلى اتفاق للتهدئة مع الكيان الصهيوني بوساطة مصرية، أكدت السلطة الفلسطينية موافقتها على خطة بهذا الشأن أعدتها القاهرة التي يزورها مسئول صهيوني رفيع المستوى لبحث الأوضاع في قطاع غزة. فقد نقلت مصادر إعلامية عن القيادي بحركة حماس محمد نصر قوله الأحد إن الحركة ومعها باقي فصائل المقاومة الفلسطينية لن تقبل بتهدئة من طرف واحد ، مبرراً ذلك بالإشارة إلى أن هذا النوع من التهدئة لم يعد مقبولا قياسا إلى التجارب السابقة مع الجانب الصهيوني الذي لم يلتزم بأي اتفاق. وشدد القيادي في حماس على رفض أي تهدئة مع الاحتلال إذا لم تكن شاملة للقطاع والضفة وتقوم على مبدأ التبادل والتزامن، أي وقف الكيان الصهيوني لكافة الاعتداءات وعمليات الاغتيال ورفع الحصار. وأشار إلى أن الحكومة المصرية تبذل جهوداً مضاعفة من أجل التوصل إلى صيغة تهدئة تلبي مطالب جميع الأطراف، مؤكدا أن هذه الجهود تجابه بعرقلة من الكيان الصهيوني. من جهته أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أن السلطة الفلسطينية توافق على خطة أعدتها القاهرة لإعادة الهدوء في الأراضي الفلسطينية وفتح المعابر ورفع الحصار. وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت أن مصر أعدت خطة متكاملة لإعادة الهدوء إلى الأراضي الفلسطينية وفتح المعابر ورفع الحصار، مشيرةً إلى أن الخطة تلقى دعما أمريكيا وأوروبيا رغم بعض الصعوبات التي تواجهها. واعتبرت هذه التقارير أن القيادة المصرية باتت ترى أنه لا يمكن الاستمرار في هذا الوضع الذي أسفر عن أحداث معبر رفح قبل أكثر من شهر، عندما فجر مقاومون جزءا من سياج المعبر فتدفق الفلسطينيون على الأراضي المصرية بأعداد كبيرة. الخطة المصرية وتتضمن الخطة عددا من البنود المتصلة برفع الحصار عن قطاع غزة عبر إعادة العمل باتفاقية المعابر الموقعة عام 2005، مع الإشارة إلى ضرورة التعامل مع أي ملاحظات لحركة حماس على الاتفاق لكن بعد إعادة العمل به. وتنص الخطة المصرية أيضا على وقف إطلاق الصواريخ نهائيا من قطاع غزة على الكيان الصهيوني مقابل موافقة الأخيرة على تخفيف الحصار، وأن تسمح حماس لموظفي السلطة الفلسطينية بالعودة إلى العمل على المعابر، على أن توقف الكيان الصهيوني عملياتها العسكرية بما فيها الاعتقالات والاغتيالات. وأضافت المصادر أن القاهرة أوضحت لكل الأطراف أن المساعي المصرية تأتي في إطار أمنها القومي وحرصها على استقرار المنطقة وحرصها على عدم تكرار المواقف التي تدفع إلى انفجار الأوضاع باتجاه حدودها. زيارة جلعاد وكان المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية سليمان عواد صرح الأحد أن زيارة المستشار السياسي بوزارة الدفاع الصهيونية عاموس جلعاد إلى القاهرة تأتي في إطار المساعي المصرية للتوصل إلى اتفاق تهدئة بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني. وقال إن هذه الاتصالات تسعى أيضا لرفع الحصار عن قطاع غزة وتخفيف المعاناة عن سكانه وعن الأراضي المحتلة بشكل عام . وكشف عواد لوسائل الإعلام أن زيارة جلعاد تأتي بعد إلغاء الزيارة التي كان يفترض أن يقوم بها مدير المخابرات المصرية عمر سليمان إلى الكيان الصهيوني بعد تصاعد الاعتداءات الصهيونية الأخيرة على الفلسطينيين . وأضاف أن المسئول الصهيوني جاء إلى مصر ليستمع إلى تقييم القاهرة للأوضاع ورؤيتها للطرق الكفيلة بحل المسائل المتعلقة، إضافة إلى إطلاعه على نتائج الاتصالات التي أجرتها الحكومة المصرية مع قيادة حركة حماس. يذكر أن جلعاد قبيل توجهه إلى القاهرة رفض في تصريح لوسائل الإعلام الصهيونية السبت الكشف عن هدف زيارته إلى مصر، لكنه لم يستبعد البحث في إمكانية التوصل إلى اتفاق تهدئة مع فصائل المقاومة الفلسطينية. وشدد على أن حكومته تضع شرطين أساسيين لوقف الغارات الصهيونية على قطاع غزة: وقف إطلاق الصواريخ على الكيان الصهيوني ووقف عمليات تهريب الأسلحة من مصر إلى داخل القطاع.