أعلن جواد وعيدي مساعد كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني أن بلاده ترفض التفاوض مع القوي الكبرى تحت التهديد، علي ما نقلت وكالة فارس الأحد. وقال وعيدي العضو في المجلس الأعلى للأمن القومي علي هامش مؤتمر رسمي حول التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لقد ولي زمن سياسة الجزرة والعصا . وأضاف إذا أرادوا التفاوض فعلا بشروط عادلة ومع الأخذ بالاعتبار مصالح الطرفين، عليهم البدء بالإقلاع عن التهديد . من جهته تجنب وزير الخارجية منوشهر متكي الرد علي سؤال حول احتمال إجراء مفاوضات بين إيران والممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا. وقال كنا علي الدوام من مؤيدي مفاوضات محددة الهدف وبرنامج محدد، تعطي نتائج مضمونة . وتابع إننا من الآن فصاعدا مستعدون لبحث أي اقتراح في هذا الإطار ولا سيما مسائل العالم الهامة بما في ذلك شتي المشكلات، ولا سيما مشكلة الاحتلال وإرادة بعض الدول في السيطرة علي الدول الأخرى . واستبعد الرئيس محمود احمدي نجاد الأربعاء أي تفاوض مع الدول الكبرى حول ملف بلاده النووي بعدما شدد مجلس الأمن الدولي العقوبات علي طهران بشأن نشاطاتها النووية الحساسة. وطلبت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الصين والولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) وألمانيا بعد ذلك عقد لقاء جديد بين سولانا وكبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي. وبعد فرض سلسلة ثالثة من العقوبات علي طهران، اعترفت دول عدة بما فيها الولاياتالمتحدة بأنها لا تملك حلا سحريا للمسألة النووية الإيرانية. ويستهدف فرض العقوبات الأخيرة علي ما يبدو الانتخابات التي ستجري في إيران الأسبوع المقبل. فإدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تأمل بأن تتمكن من خلال دعم حلفائها الدوليين وليس من خلال استخدام القوة، في الضغط علي إيران لوقف نشاطاتها النووية الحساسة من خلال تأليب الإيرانيين علي رئيسهم محمود احمدي نجاد. ويقول المحلل كريم ساجدبور انه من اجل الإبقاء علي روسيا والصين وغيرهما في هذا التحالف فان الولاياتالمتحدة تدرك أن عليها أن تزيد الحرارة خمس درجات بدلا من عشرين درجة . أما الاختبار الحقيقي لاستراتيجية الخطوة خطوة التي يتبعها بوش فسيكون عندما تجري إيران الانتخابات البرلمانية في 14 مارس التي قد تتاح فيها الفرصة للإيرانيين كانتخاب مرشحين أكثر اعتدالا. وتأتي هذه الانتخابات في الوقت المناسب. فقد تبني مجلس الأمن الدولي قرارا يحث إيران علي وقف عمليات تخصيب اليورانيوم مقابل الحصول علي حوافز اقتصادية أو مواجهة احتمال فرض مزيد من العقوبات عليها. وجاء هذا القرار أضعف مما كانت واشنطن ترغب فيه. وتنفي إيران دائما التهم الأمريكية بأنها تنوي إنتاج قنبلة نووية. واستخف الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بالقرار الجديد وتعهد بمتابعة البرنامج النووي الذي يؤكد انه لأغراض الحصول علي الطاقة المدنية. حل سحري ورغم أن الحكومة الإيرانية مستمرة في تحديها، إلا أن نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية توم كايسي قال إن عليها أن تفكر في عواقب أعمالها. وقال كايسي صحيح إن إيران لديها الكثير من الموارد النفطية لكن عدد سكانها كبير كذلك ومعظمهم تحت سن العشرين ويحتاجون إلي وظائف والي فرص التعليم ويرغبون كذلك في السفر . وأضاف للصحافيين الآن كل شيء تقوم به حكومته يبعدهم أكثر عن أهدافهم . وبدون التطرق مباشرة إلي الانتخابات التشريعية، قال كايسي أستطيع أن أقول لكم انه ستكون هناك عواقب سياسية للنظام لهذا الفشل وللفشل الكبير للرئيس احمدي نجاد في تحقيق الالتزام الأساسي الذي قطعوه لشعبهم عندما انتخبوا . وقال ساجدبور المحلل في مركز كارنيعي انداونمنت إيران إن هدف قرار مجلس الأمن الأخير هو توجيه رسالة إلي الناخبين الإيرانيين بان يختاروا مسئولين أكثر براجماتية واعتدالا يمكنهم إنهاء عزلة إيران ومعاناتها الاقتصادية. وصرح ساجدبور لوكالة فرانس برس لم يف احمدي نجاد بشكل كبير بوعوده الاقتصادية . وأكد انه من الأفضل لإدارة بوش أن تقلل التركيز علي وقف عمليات التخصيب وتزيد تركيزها علي البدء في عمليات تفتيش وتحقق من عدم تمكن إيران من بناء قنبلة نووية حتى لو امتلكت القدرات علي ذلك. ويستبعد كل من بارسي وساجدبور أن تشن إدارة بوش عملا عسكريا ضد إيران كحل أخير. وأكدا انه بدلا من ذلك يبدو أن الإدارة الأمريكية تميل إلي ممارسة الضغوط الدبلوماسية مهما كانت متواضعة. وقال كايسي لم يقل احد إن هناك حلولا سحرية. لا يوجد حل سحري . وأضاف هذه عملية صعبة ودبلوماسية قاسية تتطلب منا جميعا في المجتمع الدولي العمل معا لمواجهة هذا التحدي الخطير . وتحدث كايسي عن زيادة بطيئة ومستمرة في الضغط علي النظام الإيراني من خلال فرض عقوبات دولية واتخاذ إجراءات مستقلة من قبل الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان وغيرها من القوي الآسيوية . وقال ساجدبور انه يتوقع مجموعة رابعة أو خامسة من العقوبات الدولية الخفيفة علي إيران قبل انتهاء رئاسة بوش في كانون يناير العام المقبل. وأضاف أري ذلك كفيلم سينمائي يتم تشغيله ببطء وما شاهدناه هو المقدمة .