إنه لمن المكائد الخفية للعلمانية الشعبية الغبية المترهلة الكسولة ... والعلمانية الاستشراقية المنكرة .... والعلمانية المستلبة المطلة علينا من نافذة في دين من ألغى الناموس.. والعلمانية التصوفية اللاواعية الغارقة في روحانية عجماء .. والعلمانية اللاواعية عند بعض كبار الدعاة والمفتين الطامعين أو المقموعين .. أن اختزلت مبنى الإسلام في الحدود ، ثم زعمت أن الحدود إنما تمثل خمسة في المائة من الشريعة ، وأعطت بذلك رخصة للحكومات – وهي في باطنها علمانية - أن تزغرد في عبها وأن تلقي عبء تطبيق الشريعة وراء ظهرها وأن تنتظر حتى يقوم الأفراد بما عليهم أولا وهم الخمسة والتسعون الباقية ..وهيهات !! ولقد كذبوا على أنفسهم وعلى الناس وعلى الحكومات مرتين : مرة إذ جعلوها – أي الحدود – هي كل ما على الحكومات أن تقوم به في تطبيق الشريعة ، وكذبوا ثانيا إذ أعطوا الحدود قيمتها الذاتية مساوية لقيمتها العددية ، وهم أدرى الناس ببطلان هذه المقايسة : إذ أنهم يعلمون على سبيل المثال : أن الشهادتين واحدة في العدد ولكنها روح المبنى كله .
وآخرون اختزلوا مبنى الإسلام في أركانه الخمسة المعروفة موهمين أو متوهمين أنهم يستندون في ذلك إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان ) ثم ذهب أقلهم انحرافا إلى الانكفاء على هذه الخمس وكفى الله المؤمنين القتال ، بينما أن الحديث صريح في أن هذه الخمسة هي أساس البناء وليست المبنى نفسه ، إذ المبني كيان يأتي فوق الأساس المبني عليه ، وهم فيما فعلوا كأنهم - بحكم حرفية نص الحديث ( بني الإسلام على..) - قد أخذوا الخمسة وتركوا الإسلام ، أوهم أشبه بمن يضع أساس بناء شاهق ثم يسكن بين أركان هذا الأساس شأن الضواري والقطط والفئران وما أشبه ، وليس شأن قاصد البناء ، ونص الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم ( بني الإسلام على .. ) يدين هؤلاء ، وهم في مسلكهم هذا كأنهم قاموا بتحريف مباشر لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، فبينما يقول لهم " بني الإسلام على .. " هذه الخمسة اختزلوه في عبارة " الإسلام هو هذه الخمسة ... " ، ومن هنا جرت التربية الشعبية والمدرسية والدعوية والتوعوية في عصور متأخرة متوالية على أن الإسلام هو هذه الخمسة ، وأن هذه الخمسة هي الإسلام ، بينما أن البناء لا يزال ينتظر من يبنيه ممن يفهمه فهما خالصا بريئا من كيد الشيطان وكيد العلمانية بأنواعها المذكورة أعلاه ، إنه مع وضع أسسه في هذه الخمسة يتطلب البناء فوقها ، ويستنفر العاملين في الأسس ويشغل بالهم ويحرك أيديهم وأقدامهم ويصعد بهم نحو بناء طبقاته المتوالية المتساندة المتكاملة : العقدية والأخلاقية ، والعبادية والمعاملاتية والفقهية والعلمية ، والمعيشية والاقتصادية والسياسية ، وحفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال ، ونظام الحكم ، و أن تحكموا بين الناس بالعدل ، وأمرهم شورى بينهم ، والأخوة الإسلامية ، والجهاد ، والأمر بالمعروف والعمل به والنهي عن المنكر والعمل على تغييره ، والنصح لله ولرسوله وللمؤمنين ، والولاء في الله والبراء من أعداء الله ، وكلمة حق عند سلطان جائر ، وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، والصبر على الطاعة والصبر على البلاء ، والصبر عن المعصية ، وحسن الجوار والحياء والعفة والأمانة والصدق والرفق والشجاعة ، ، وإصلاح ذات البين ، وطاعة الوالدين ، وبناء الأسرة ، وإشاعة الأمن ، والتعاون ، وإفشاء السلام ، والتواضع ، والتكافل الاجتماعي ، و العدالة الاجتماعية ، وطاعة الله ورسوله فيما أمر ونهى ، وأولي الأمر ممن يستحقون وصفهم بذلك ، ، والدعوة إلى الإسلام ، واللاطاعة في معصية الله ، وطهارة الباطن وصحة الظاهر.. والإعراض عن اللغو ، وتجنب الربا والزنا وتحريم التجسس وقتل النفس بغير حق والسرقة وقهر اليتيم ، وأكل أموال الناس بالباطل ، وهجر المعاصي ما كبر منها وما صغر ، والفواحش ما ظهر منها وما بطن ،.. إلخ هذه الفرائض والمحرمات والشعب التي جاءت الإشارة إليها في الحديث في صحيح البخاري بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ ) ورَوَاهُ أَصْحَاب 1السُّنَن الثَّلَاثَة مِنْ طَرِيقه فَقَالُوا : بِضْع وَسَبْعُونَ َ إلخ هذه الفرائض وبصورة شاملة إنما يظهر مبنى الإسلام في تطبيق الشريعة تطبيقا شاملا ، أصولا وفروعا ومقاصد ، وأخيرا يظهر باذخا شاهقا رائعا جميلا جليلا آمنا أمينا في بنائه الحضاري الكامل الذي وضعت الأسس الخمسة من أجله ، حيث " الحضارة الإسلامية " مقصد كلي شرعي أصيل من مقاصد الشريعة ملحوظ في خلافة الإنسان على الأرض - وقد بينا هذا المقصد في مقال سابق بعنوان " الحضارة مقصد شرعي " نشر بالشعب الألكترونية بتاريخ 21 11 2003 ، ونشر في كتاب مستقل بعنوان " الإسلام ومشكلة الحضارة بين التعددية والصراع " –نشر مكتبة الصحابة بالقاهرة وجدة ، وها قد أصبحنا – على أفضل الأحوال - نعيش بين جنبات الأساس دون أن نقيم البناء المنتظر ، وكان لابد مع هذا الصنيع أن نعيش مشردين في عراء التاريخ ، وأن نستجدي الظل تحت أبنية الآخرين ونتسول الأمن من أنياب الأبالسة . وياله من قصور وتقصير ، وياله من ضياع وياله من تشرد وياله من شقاء .
يقول أحدهم - وإن كان قد كتب من موقع إسلامي : ( الخطأ الذي يقع فيه الفكر المتطرف - حين يمارس المزج بين الدين والسياسة - أنه يعتبر الإسلام على سعته وشموله لابد له من السلطة فهي التي تقيمه وترمز إليه ) ثم يرد على هؤلاء " المتطرفين " قائلا : ( لا شك في فساد هذا التفكير من وجهة النظر الإسلامية ) لماذا ؟ يقول مستدلا على غير دعواه : ( فالإسلام أوسع ببنائه العقدي والأخلاقي من أن يكون مجرد سلطة لها تشريع ملزم ، وتشريع الإسلام هو منهج اجتماعي كامل ، وليس نظام حكم سياسي فحسب ) يا سبحان الله وهل قرر المنادون بضرورة السلطة السياسة للإسلام بغير ذلك ؟ هل قال أحد على الإطلاق إن الإسلام " مجرد سلطة لها تشريع " إلخ متطرفا كان أو غير متطرف؟ إن القول بأن الإسلام لابد له من السلطة التي تقيمه وترمز إليه شيء ، وأن الإسلام مجرد سلطة شيء آخر كما يعرف القارئ الكريم
وكيف يكون القول " بأن الإسلام لا بد له من السلطة التي تقيمه وترمز إليه " كيف يكون بداوة أو تطرفا أو ظاهرة نفطوية وهو " صريح الكتاب والسنة " ، والمعلوم من الدين بالضرورة ، وهو مقتضى الإيمان بالله وكتابه ورسوله ، وهو مسلك جماعة المسلمين وأهل القدوة في الإسلام في جميع العصور ، لا فرق بين فرقة وأخرى ولا بين سنة وشيعة ومعتزلة ومن مسلمات الفكر الإسلامي طوال أربعة عشر قرنا ؟!
كيف يكون القول " بأن الإسلام لا بد له من السلطة التي تقيمه وترمز إليه " كيف يكون بداوة أو تطرفا من او ظاهرة نفطوية ، وهو من مسلمات الفكر الإسلامي طوال أربعة عشر قرنا ؟! (1) أليس أن القرآن الكريم هو صاحب الكلمة العليا في شمول الإسلام للحكم والتشريع شاء العلمانيون أو أبوا ؟ . إنه بعد أن يتحدث القرآن الكريم عن الحلال والحرام في قوله تعالى ( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا .. ) الأنعام 150-151 .... وبعد أن يتحدث عن صراط الله المستقيم ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) الأنعام (153 .... وبعد أن يشير إلى القرآن بوجوب الاتباع ( وهذا كتاب مبارك أنزلناه فاتبعوه )الأنعام 155 ... يقول سبحانه وتعالى : قاطعا ما بين الإسلام وبين الرافضين لشموله ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ) الأنعام 159 ثم يؤكد شمول الإسلام في قوله تعالى ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ) الأنعام 162 ويعتبر الرافضين للشمول مشركين ( قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ) الأنعام 164 ويأتي ذلك كله في سياق واحد كما هو واضح . وهو إذ يقرر مبدأ الحرية في اعتناق الدين ( لا إكراه في الدين ) 256 البقرة يردفه في الآية التالية مباشرة بتقرير الجزاء على حسن الاختيار أو سوئه في قوله تعالى ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) 257 البقرة . وهو إذ يقرر هذا المبدأ في قوله تعالى ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) يردفه مباشرة بتقرير المسئولية عن حسن الاختيار أو سوئه بقوله تعالى ( إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا، إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار ) الكهف 29-31 ومن خلال هذه النظرة الشمولية يخاطب القرآن أهل الكتاب قائلا : ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ، فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ، ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب ، وما الله بغافل عما تعملون ) البقرة 85
ومن الآيات التي توجب اتباع الشريعة كركن أساسي في صفة الإيمان قوله تعالى : ( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما انزل إليك وما انزل من قبلك ، يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ) النساء 60 وقوله تعالى ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) الأحزاب 36
ويرد مقولة العلمانية القائمة على استبعاد الدين من شئون الحياة الدنيا ما نجده في القرآن الكريم من ازدواج الجزاء على بعض الجرائم : جزاء في الدنيا وجزاء في الآخرة .. ومن ذلك قوله تعالى في جزاء جريمة الحرابة : ( ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) المائدة 33 وقوله تعالى في جزاء جريمة القذف : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ) النور 19 وقوله تعالى في جزاء جريمة القتل ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى ) البقرة 178 ، ثم في قوله تعالى : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ) النساء 93
ولا يقف القرآن عند حد أن تكون هذه النظرة قاصرة على ما أوحى الله به إلى محمد صلى الله عليه وسلم ولكن يجعلها تتسع لتشمل كل ما جاء به الوحي إلى الأنبياء في جميع العصور ، فيقول سبحانه وتعالى ( إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا ) النساء 150- 151
من الملفت للنظر أنه من أكثر ما جاء في القرآن الكريم حكما صريحا بالكفر هو ما جاء في شأن العلمانية نصا: ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) الظالمون . الفاسقون إنه الإسلام بما له من صفة الشمول الجديرة بكل دين صحيح
ومن الملفت للنظر أيضا أن القرآن لم يدع مجالا في هذا المقام لمنكري السنة سواء منهم المتنكرون للشريعة بجملتها انطلاقا من فلسفة النسبية التاريخية ، وقد كتبنا ردا عليهم في مقالنا بعنوان ( الإسلام في مواجهة النسبية التاريخية ) بجريدة الشعب الألكترونية ، بتاريخ 2672003 وهم ينكرون السنة كخطوة إلى إنكار القرآن والإسلام جميعا ، أو من فصيل منهم من السائرين في نفس الاتجاه ، ممن يدعون ب " القرآنيين " الذين يتستر بعضهم في دعواه وراء راية اكتمال القرآن ، وقد غاب وعيهم وتكلس حسهم عن أن القرآن نفسه يجعل إنكار السنة إنكارا للقرآن نفسه ، في آيات كثيرة منها قوله تعالى " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " 7 الحشر " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر " 59 النساء . " وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله " 64 النساء " فَلا وَرَبِّكَ لا يؤْمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدوا في أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّموا تَسْليماً " 65 النساء "مَنْ يُطِعِ الرَّسولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفيظاً " 80 النساء وقوله تعالى و" أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون " 44 النحل " وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) 64 النحل وهذه هي أمارات اكتماله : أنه لم يدع الاحتكام للرسول هملا بين من يرغب في ذلك ومن لا يرغب وإنما جعله آية من آياته وجزءا من كماله ، وهو بعد ذلك أو قبل ذلك رسول الله الخاتم الذي "{ وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ، إِنْ هُوَ إِلّا وَحْيٌ يوحى } النجم 3 – 4 ومصدر وحيه هو مصدر وحي القرآن نفسه ، وببيان صريح من القرآن ذاته . .
إن العلمانية التي تنادي برفض الإسلام الشامل ترفض الدين في جوهره وهي مؤامرة من مؤامرات التبشير وهي مخلب من مخالب الغزو الاستعماري والثقافي إذ تقضي على عامل الصمود في المجتمع الإسلامي ضد هذا الغزو كما شرحه العقاد في كتابه " الإسلام في القرن العشرين " وتغض الطرف عن استقواء العدو بدينه حيث وجدنا على سبيل المثال : (المرشح الديمقراطي البارز باراك أوباما ، قد حرص عند إطلاق حملته الانتخابية على أن يطلقها من داخل الكنيسة ، .... ، ويوزع الملايين من صوره وهو يصلي مع أسرته في الكنيسة ويكتب تحتها بحروف كبيرة "مسيحي ملتزم" ، .... ، ، أوباما حرص على أن يخطب في الكنائس ...." وقال أنه منتظم في الذهاب إلى الكنيسة "المسيحية" .... فحصل على هتاف وتهليل الجموع التي كانت تستمع إلى خطبته ، وأضاف أوباما بأنه أدى القسم الدستوري ويده فوق الإنجيل ، ووزع منظمو حملة أوباما الانتخابية رسالة مفتوحة من سبعة أعضاء يهود في مجلس الشيوخ تندد بالهجوم على أوباما و"اتهامه" بأنه مسلم ، كما قام المنظمون بإغراق كنائس ساوث كارولينا بملصقات وصور تشدد على انتماءات أوباما المسيحية ، ويظهر أوباما في إحدى هذه الصور وهو يصلي وكتب وسطها بحروف كبيرة "مسيحي ملتزم". وكتب تحتها أن أوباما سيصبح رئيسا "يقوده إيمانه المسيحي" ، ويتضمن الملصق اقتباسا منه يقول "أنا أؤمن بقوة الصلاة" ، ويظهر أوباما في ملصق ثان مع أفراد أسرته, وتحته كتب "أعضاء ناشطون في كنيسة وحدة المسيح الثالوثية في شيكاغو". ويفسر الملصق كيف أن أوباما "شعر بنداء الروح القدس وآمن بالمسيح طيلة حياته" ، والمشكلة التي يعاني منها أوباما ويعتقد أنها ستكون السبب في إقصائه من سباق الترشيح للرئاسة أن جذوره من جهة الأب إسلامية ، وهذا الكلام ... من التحليلات المنشورة في الصحافة الأمريكية نفسها ومواقعها الالكترونية ، فأوباما الرئيس المفترض للولايات المتحدةالأمريكية ، يصر على أنه "الرئيس المؤمن" لدولة مسيحية ، والغريب أن هذا الشعار لو قاله مرشح للبرلمان أو الرئاسة أو حتى البلدية في بعض البلاد "الإسلامية" لتم إيداعه في السجن ، وليس فقط منعه من الترشيح ، بتهمة تهديد النظام العلماني ، وهذا "الهوس" الديني الذي يقود مرشحي الحزب الديمقراطي ، يأتي تطورا طبيعيا للسباق الذي بدأه الحزب الجمهوري والذي وصل ذروته في تصريحات وسلوكيات الرئيس جورج بوش ، الذي كان يعقد جلسات صلاة صباحية يومية في البيت الأبيض يجبر عليها كبار موظفيه ، ولنا أن نتصور مستقبل تلك العقلية والروح التي تستولي على الرئيس الأمريكي المنتظر ، والذي سيقود بها السياسة الأمريكية في العالم ، بكل توتراته الدينية والطائفية والعرقية والحضارية .)مقال جمال سلطان بجريدة المصريون بتاريخ 2612008 وأخيرا فهاهو العدو في آخر معاركه مع المسلمين يستقوي علينا بدينه في ساحة المعركة فيربي خيرا فهاهو العدو أ(جنوده الأميركيين بحيث ينظرون لأنفسهم وكأنهم 'رسل للمسيح' يرتدون الزي العسكري ويستمدون القوة من الروح القدس. ويقول أحد المراقبين : ( عندما كان الجندي الأمريكي جريمي هول في اخر مهمة قتالية له في العراق، مر - وفقا لحكايته - باوقات عصيبة حيث تعرض للتهديد والتصرفات الخشنة من قبل زملائه الجنود حين رفض الصلاة في قاعة الطعام.
وقال الجندي الاميركي هول (23 عاما) "لقد ابلغني سيرجنت برتبة رفيعة ان اغادر القاعة واجلس في مكان اخر لانني رفضت ان اصلي". وقال هول ان ضابطا كبيرا اتهمه بتنظيم اجتماع "للملحدين والمفكرين الاحرار" في قاعدته. وهدد الضابط بانزال العقاب التأديبي بالجندي ومنع ارساله الى العراق مرة اخرى. واضاف ان الضابط قال له "انتم تمثلون مشكلة، والمشاكل امر يمكن التخلص منه" واكد انه "كان يصرخ علينا وقال في النهاية 'انا احبكم يا شباب، لكن اريدكم ان تروا النور'". وقال هول "عندما تقاومهم، فانهم يجعلون من حياتك جحيما"، مؤكدا انه لم تتم ترقيته منذ ان رفع القضية موضحا "لا يمكنني الحصول على ترقية مهما فعلت". وقال قس سابق في الجيش الاميركي كان يعمل في كلية عسكرية اميركية مرموقة : "كجندي، في احيان كثيرة تريد ان تؤمن بانك تقاتل الى جانب الحق. من السهل ان تقتل شخصا اذا آمنت انه سيذهب الى جهنم وانهم معارضون لك دينيا".))نقلا في 1722008 عن المركز الدولي لدراسات أمريكا والغرب بعنوان " الجيش الأمريكي أكبر آلة قتل اخترعها البشر .. متعصب دينيا : رولاند باري ميدل إيست أونادين
وبعد : فماهو دور العلمانية في بلادنا غير دور صبي الجزار ؟؟ ونحن نقول لهم كما قال الضابط للجندي أعلا ه "انتم تمثلون مشكلة، والمشاكل امر يمكن التخلص منه" ... وقال في النهاية 'انا احبكم يا شباب، لكن اريدكم ان تروا النور'".
لمرسك ااا ختاما نؤكد : أن العلمانية التي تنادي برفض الإسلام الشامل ترفض الدين في جوهره وأحد مقوماته الأساسية وهي من ثم ليست إلا صورة من صور الإلحاد القبيح وهي مؤامرة من مؤامرات التبشير إذ تقضي على عامل الأصالة والحيوية و الجذب في هذا الدين وهي مخلب من مخالب الغزو الاستعماري والثقافي إذ تقضي على عامل الصمود في المجتمع الإسلامي ضد هذا الغزو والله أعلم أد : يحيى هاشم حسن فرغل yehia_hashem@ hotmail .com [email protected]