أعظم كتاب عن مخترعات الحضارة الإسلامية الذى كتب مقدمته الأمير تشارلز مذيع «بى بى سى» الإنجليزية: كنت أتمنى أن يكون لدى نسخة من هذا الكتاب منذ 50 عامًا مضت الكتاب تحول إلى فيلم تعليمى للأطفال قام ببطولته الممثل العالمى بن جنج سلى الفائز بالأوسكار زعماء العالم (هيلارى كلينتون وأردوغان) منبهرون.. والساسة المصريون منقلبون! أمير السويد كارل فيليب يفتتح معرض المخترعات الإسلامية فى مدينة كارل ستاد فى السويد فيما ينشغل السيسى بافتتاح معرض الجثث المتفحمة فى مصر! فى الوقت الذى يتقيأ فيه جهلاء العلمانية تفاهتهم وأمراضهم النفسية عبر الصحف والفضائيات، ويختزلون العلمانية -فى مشهد عبثى مثير للشفقة- فى حرية التقبيل فى الطريق العام وحرية توجيه السباب إلى الذات الإلهية، وفى الوقت الذى يرد عليهم بعض جهلاء الإسلاميين أيضا باختزال مقابل للإسلام فى وجوب إطلاق اللحية وارتداء الحجاب، دون الحديث عن القضايا الإنسانية الكبرى التى قدمها الإسلام للبشرية.. فى هذا الوقت يعكف كثير من الباحثين والدارسين الشرفاء من المسلمين وغير المسلمين على إصدار الكتب باللغات الأوروبية؛ لكى يبرهنوا للعالم على أن الإسلام لم يَبْنِ دعائم النهضة العلمية والتقنية فى العالم الغربى فحسب، بل لقد كان سببا مباشرا فى تكريس القيم الإنسانية الحقيقية من حرية وعدالة وإخاء ومساواة، وهو بذلك يعتبر رائد حركة التنوير فى العالم الغربى، فلم يكن بمقدور مارتن لوثر أن يقود حركة الإصلاح الدينى فى أوروبا ضد الكهنوت المسيحى وضد سلطة الكنيسة لولا تعرُّفه القرآن واحتكاكه المباشر بالعالم الإسلامى، ولم يكن جون لوك رائد التنوير فى العالم الغربى يستطيع الحديث عن التسامح والقيم العلمانية دون معرفته بالثقافة الإسلامية من خلال القرآن وكتابات الفلاسفة المسلمين، وعلى رأسها كتاب حى ابن يقظان للفيلسوف المسلم ابن طفيل الذى يعده البعض الرجل الذى غيّر العالم كله بقصته الفلسفية تلك. وقد تحقق بذلك قول الله تعالى عن القرآن: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان) فالعدالة هدى للناس، والحرية هدى للناس، والإخاء هدى للناس. إنها القيم الإنسانية الكبرى التى لولا القرآن لظل العالم كل العالم غارقا فى ظلمات جهله وتخلفه. فى هذا الكتاب الباهر الجديد على العالم الغربى، وربما على العالم العربى أيضا، بعنوان (1001 Inventions.. Muslim Heritage in Our World ألف اختراع واختراع.. تراث المسلمين فى عالمنا)، الذى صدرت طبعته الأولى عام 2006، وطبعته الثالثة 2012، بعنوان آخر هو (1001 inventions.. the enduring legacy of the Islamic civilization ألف اختراع واختراع.. إرث الحضارة الإسلامية الصامد) الذى كتب مقدمته الأمير تشارلز أمير ويلز، ثم صدرت مؤخرا فى عام 2013 طبعة للأطفال بعنوان (1001 Inventions and Awesome Facts From Muslim Civilization ألف اختراع واختراع وحقائق هائلة من حضارة المسلمين). بدأ نشر الكتاب مع إقامة أول معرض للمخترعات الإسلامية فى مدينة مانشستر الإنجليزية برعاية مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة Foundation for Science, Technology and Civilisation، ثم انطلق المعرض بعد ذلك ليجوب كثيرا من مدن العالم، منها لندن وبروكسل ونيويورك ولوس أنجلوس وكاردستاد (السويدية) واستانبول، بناء على طلب رجب طيب أردوغان عندما رأى المعرض فى لندن. ومن العجيب أن هيلارى كلينتون افتتحت المعرض فى مدينة لوس أنجلوس فى الولاياتالمتحدة، كما أقيم بعد ذلك عدة مرات؛ منها مرة فى واشنطن على بعد أقل من كيلومتر واحد من البيت الأبيض. يقع الكتاب فى 372 صفحة، وكتبه خبراء على مستوى العالم بإشراف البروفيسور العراقى الكبير دكتور سليم الحسنى أستاذ الهندسة الميكانيكية فى إنجلترا، وكتب مقدمته البروفيسور سير رولاند جاكسون الرئيس التنفيذى للجمعية البريطانية لتقدم للعلوم، كما احتوى الكتاب على إشادة من آدم هارت ديفيز مقدم أحد البرامج العلمية فى إذاعة «بى بى سى»؛ إذ قال: «كنت أتمنى أن يكون لدى نسخة من هذا الكتاب منذ خمسين عامًا». يضم الكتاب كثيرا من المخترعات والنظريات العلمية التى قدمها العلماء العرب والمسلمون فى مختلف العلوم؛ منها الطب والهندسة والفلك والرياضيات والفيزياء والجغرافيا وغير ذلك. ويكفى أن نذكر أن العالم المسلم عبد الرحمن الصوفى قد سجل عام 964م، وجود مجرة أخرى غير مجرة درب التبانة التى ينتمى إليها نظامنا الشمسى؛ تلك المجرة التى عرفت فيما بعد باسم «أندروميدا»، كما استطاع بنو موسى فى القرن التاسع الميلادى اختراع كثير من الآلات والأجهزة الميكانيكية ومضخات المياه وحركة الأفلاك، وكذلك بعض النظريات الهندسية والحسابية. ونظرا إلى الدور الهائل الذى أحدثه الكتاب والمعرض؛ فقد أنتج على هيئة فيلم تعليمى للأطفال بطولة الممثل العالمى بن كنج سلى الفائز بجائزة الأوسكار، وقد وصلت نسبة مشاهدته إلى ملايين المشاهدات. وفى النهاية، فإننى فى حالة متناقضة ومترددة بين شعور بالفخر بالإرث الحضارى الذى قدمه العلماء المسلمون للعالم، وشعور آخر بالحزن والحسرة من جراء ما يقوم به الانقلابيون الذين لا يصلح معهم سوى أن نردد قول الشاعر: لكل داء دواء يستطب به *** إلا الحماقة أعيت من يداويها