في إطار التعاون المشترك، أطلقت حركة "فتح" من جهة، وحكومة الاحتلال من جهة أخرى، حملة ذات هدف واحد وهو الدعوة إلى مقاطعة قناة "الجزيرة" الفضائية، التي تبث من العاصمة القطرية الدوحة، وذلك بسبب طريقة تغطيتها للمجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني ضد قطاع غزة. وتأتي حملات الدعوة لمقاطعة القناة في الوقت الذي حظيت فيه بإشادة من قبل الملايين من المشاهدين على الجهود التي بذلتها في إظهار حجم المذبحة التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد قطاع غزة الأسبوع الماضي، والتي أوقعت أكثر من 130 شهيداً ونحو 350 جريحاً، وقبل ذلك جهودها في الكشف عن حقيقة الحصار الخانق الذي يعاني منه القطاع والذي مازال ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة. فقد أعلنت النائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة "فتح"، نجاة أبو بكر، أنها أطلقت حملة إعلانية لمقاطعة قناة "الجزيرة". وعلل خطوتها بالقول "إن قناة الجزيرة لعبت ولا تزال دوراً مميزاً في تأجيج الصراع الداخلي الفلسطيني – الفلسطيني". وكانت قناة "الجزيرة" كما باقي وسائل الإعلام العالمية قد نشرت تقريراً لمجلة أمريكية يظهر تفاصيل "المؤامرة" التي قادتها الإدارة الأمريكية بالتعاون مع قيادة السلطة التي تهيمن عليها حركة "فتح"، لا سيما محمد دحلان قائد ما كان يعرف بالتيار الانقلابي في "فتح"، في القضاء على حركة "حماس" وحكومتها المنتخبة من قبل الشعب. ولم تكتف أبو بكر بذلك؛ بل نددت، في بيان صادر عنها، بطريقة تغطية "الجزيرة" لما يجري في غزة، وقالت: "إن الجزيرة في برامجها تصور الشعب الفلسطيني على أنه صاحب نظرية فناء وحدث، وتُبعد صورته الحقيقة عن أذهان أي مشاهد، حيث لا ترى في لقطاتها سوى نساء تبكي علماً بأن المرأة الفلسطينية يجب أن تقدم أفضل وارقي من ذلك"، على حد تعبيرها. وتابعت حديثها قائلة: "إن الجزيرة أسقطت من ذهنية الإنسان الفلسطيني والعربي العناوين والقيادات الاجتماعية والوطنية بسبب حربها الإعلامية وبرامجها الموجه ضد هذه القيادات فلسطينياً وعربياً"، حسب ادعائها. بل زعمت أن القناة تصوّر ما يدور في غزه على أنه حرب بين قوتين متساويتين، وهو ما يظهر عكس ذلك من خلال البث المستمر للقناة بشأن المجازر ومعاناة المواطنين جراء العدوان الصهيوني المتواصل بأعتى الأسلحة الأمريكية. وفي السياق ذاته؛ هاجمت وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني قناة "الجزيرة" واتهمتها هي الأخرى باتخاذ موقف "متحيز" في تغطية الوضع في قطاع غزة. وأصدرت ليفني الأوامر للمتحدثين باسم الوزارة برفض الطلبات التي يتلقونها للظهور علي شاشة القناة، وقالت ليفني ""عندما تصف الجزيرة الهجمات الإسرائيلية علي غزة، فإنها تنتهك الأوضاع علي الأرض من خلال نشرها أكاذيب. لسوء الحظ، قتل خلال هذه الهجمات بعض المدنيين، لست أحاول تغيير الوقائع، لكن عندما يتعلق الأمر بالجزيرة بالطبع فكل شيء مضخّم""، حسب قولها