تستعد الحكومة الفلسطينية التي تمثلها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتقديم استقالاتها بشكل جماعي إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) اليوم، ثم يقرر عباس بعدها تكليف رئيس الوزراء إسماعيل هنية بتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة. وقالت مصادر فلسطينية: إن الحكومة القادمة التي سيشكلها رئيس الوزراء إسماعيل هنية سوف تضم سبعة وزراء من حركة حماس، وأربعة من حركة فتح، ووزيران من الجبهة الشعبية، ومثلهما من الطريق الثالث، ووزير من المبادرة الوطنية.
وبحسب مصادر إعلامية فإن حماس سوف تتخلى عن وزارة الخارجية لكتلة الطريق الثالث، ومن المرجح أن تتسلمها الدكتورة حنان عشراوي. وذكرت وكالة معًا للأنباء، عن مصادر رفيعة، أنه مع بشائر الاتفاق الذي أعلنه اليوم الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية، حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ، تزايدت التكهنات حول الوجوه الجديدة أو الجديدة القديمة التي ستتولى حقائب في تلك الحكومة. وقالت: إن التشكيلة الجديدة ستضم سبعة وزراء من حماس بمن فيهم رئيس الوزراء وأربعة وزراء من حركة فتح ، واثنان من الطريق الثالث ، وواحد من المبادرة الوطنية ، واثنان من الشعبية . ووفق المصدر نفسه ؛ فإن الدكتورة حنان عشراوي (من الطريق الثالث) ستتولى حقيبة الخارجية ؛ فيما سيتولى د. سلام فياض (الطريق الثالث) حقيبة المالية ، وسيتولى نبيل عمر (فتح) حقيبة الإعلام ؛ فيما سيتولى د. مصطفى البرغوثي (المبادرة الوطنية) وزارة الصحة .. وستتولى حماس حقائب التربية والتعليم والأسرى والاقتصاد الوطني والمواصلات والاتصالات . وكانت حركتي (حماس) التي تمثل الحكومة والتي جاءت إلى الحكم بعد اكتساحها للانتخابات التشريعية الماضية، وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يمثلها الرئيس عباس، قد اتفقتا على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على الخروج بالبلاد من الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي فرضها عليه الغرب والكيان الصهيوني عقابا للشعب الفلسطيني على اختياره حركة حماس لتشكل الحكومة.
عل جانب أخر، أكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك دعمه لجهود رئيس السلطة الفلسطينية الرامية لتشكيل الحكومة، كما قام بإرسال وزير خارجيته فيليب دوست بلازي للتباحث مع عباس بشأن آفاق تشكيل "حكومة وحدة وطنية فلسطينية واستئناف مسيرة السلام".
وطالبت لندن برفع العقوبات الاقتصادية بعد تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية، وفي السياق كررت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تأكيد أهمية امتثال الحكومة المزمعة مبادئ اللجنة الرباعية ولاسيما منها الاعتراف بالكيان الصهيوني.
من جانبها أكدت وزيرة خارجية الكيان الصهيوني تسيبي ليفني بمؤتمر صحفي مشترك مع رايس بواشنطن أنها تنتظر من الحكومة الفلسطينيةالجديدة تلبية هذه الشروط التي وصفتها بأنها غير قابلة للتفاوض.
وفي السياق قالت حماس إن موافقتها على تشكيل حكومة الوحدة لا تعني أي تغيير بموقفها من الكيان الصهيوني. وقد رفض هنية أول أمس إجراء مفاوضات مع تل أبيب ولكنه لم يعارض قيام الرئيس عباس بذلك.
وعلى الصعيد الميداني أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد مواطن اليوم الخميس برصاص جيش الاحتلال في رفح جنوب قطاع غزة. وقالت المصادر نفسها إن إياد عطوة أبو مر (20 عاما) قتل برصاص أطلقه عليه جنود صهاينة بمنطقة غير بعيدة عن معبر صوفا بين القطاع والأراضي المحتلة.
وفي سياق آخر اعترض بجلسة أمس ثلاثة من نواب حماس بالتشريعي والمعتقلين منذ شهر يونيو الماضي، على مسعى الادعاء العسكري الصهيوني الهادف لعرقلة قرار الإفراج عنهم.
وكان قاضي محكمة عوفر العسكرية استجاب لقرار الادعاء بتمديد اعتقال رئيس التشريعي د. عزيز دويك و15 نائبا ووزيرين، وذلك بعد أن أقرت المحكمة الإفراج عن 18 من المعتقلين ومن بينهم ثلاثة من الوزراء مقابل دفع كفالة.
وفي شأن متصل بأزمة الرواتب بدأت مؤسستا فلسطين للتنمية والاستثمار وبالتل للاتصالات اليوم تسليم قسائم غذائية لعشرات الآلاف من الموظفين الحكوميين الذين لم يحصلوا على رواتبهم. وتبلغ قيمة كل من القسائم التي ستوزع على مدار الأيام القادمة 500 شيكل (114 دولارا) وتقدم لأكثر من 40 ألفا من موظفي الحكومة ذوي الرواتب المنخفضة.