بعد التصعيد الأخير من جانب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ضد الحكومة السودانية لحملها على قبول خيار إرسال قوات حفظ سلام تابعة للمنظمة الدولية في إقليم دارفور عادت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس إلى ساحة المساجلات القائمة حول هذه المسألة؛ حيثُ رَبَطَتْ تَحْسين علاقات بلادها مع السودان بقبول الخرطوم لقوة السلام الدولية في الإقليم، مع تصاعد التحذيرات من جهة أخرى من تدهور الوضع الإنساني في دارفور. ونقلت قناة (الجزيرة) الفضائية عن رايس قولها عقب لقاء لها مع نظيرها السوداني لام أكول في العاصمة الأمريكيةواشنطن أنَّها حثَّت الخرطوم ب"أقوى العبارات الممكنة" على قبول تلك القوات, نافيةً أنْ تكون أحرزت تَقَدُّمًا في المحادثات بهذا الشأن.
وحول رد أكول على تلك المطالب أوضحت رايس أنَّ الوزير السوداني عبَّرَ عن أمله في تحسين علاقات بلاده مع واشنطن, لكنَّها عادت قائلةً: إنَّ ذلك غير وارد "ما لم يتصرف السودان بتقدير للمسئولية", زاعمةً أنَّ الخرطوم لا ترغب في استقرار الوضع في دارفور، كما أشارت إلى أنَّ موفدًا للرئيس السوداني عمر البشير حَمَلَ بالفعل رسالةً إلى الرئيس الأمريكي تدعو إلى تحسين العلاقات بين البلدين.
على صعيد آخر متصل حَذَّر مُنسق الأممالمتحدة للشئون الإنسانية "يان إيجلاند" من أنَّ الوكالات الإنسانية العاملة في إقليم دارفور على وشك اتخاذ قرار بمغادرة الإقليم إذا لم تنشر المنظمة الدولية قوة لحفظ السلام في الإقليم، وقال إنَّ المنظمات إذا رحلت "فسيكون الأمر بمثابة بداية كارثة, وسيجد مئات الآلاف من الأشخاص أنفسهم دون أية مساعدة" مُعتبرًا أنَّ هناك حاجةً لتلك القوة الدولية لتفادي انهيار العمليات الإنسانية بحسب قوله, موضِّحًا أنَّ "هناك إمكانيةً لتفادي ذلك، لكنَّ وقتنا يضيق جدًا".
وفي استمرار للضغوط الإعلامية والسياسية الغربية المستمرة على حكومة الخرطوم لقبول خيار نشر القوة الدولية في دارفور زعم المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي في السودان بيكا هافيستو أنَّ "حكومة السودان تقصف المدنيين في دارفور في عملية تُعيد إلى الأذهان المراحل الأولى لصراع قُتل فيه عشرات الآلاف منذ عام 2003م".
وادَّعَى هافيستو بعد زيارة إلى دارفور استمرت ثلاثة أيام أنَّه شاهد طائرات أنتونوف في دارفور يجري تجهيزها استعدادًا للهجوم، وأضاف أنَّه شاهد أيضًا أطفالاً بعضهم في الثالثة من العمر أُصيبوا في عمليات القصف، وقال أمام الصحفيين في الخرطوم: "الرسائل التي نتلقَّاها واضحةٌ جدًّا.. هناك هجمات تقع على المدنيين وقصف لقرى يسكنها مدنيون"، وقال هافيستو إنَّ الاتحاد الأوروبي يدعم جهود التحقيق التي تقوم بها المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب مزعومة في دارفور.
وفي ملف آخر أعلن شخص يطلق على نفسه اسم أبو حفص السوداني- ووصف نفسه بأنه زعيم تنظيم القاعدة في السودان وأفريقيا- أنَّه قتل رئيس تحرير صحيفة (الوفاق) محمد طه محمد أحمد، متَّهما الصحفي بإهانة الرسول الكريم محمد- صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو حفص في البيان: إنَّ ثلاثة عناصر من التنظيم نفَّذت العملية, "وهم خارج السودان الآن"، وكان الصحفي القتيل قد خُطِفَ من أمام منزله في الخرطوم يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي, وعُثر عليه قتيلاً في اليوم التالي.