اتهم الاتحاد الأوروبي الحكومة السودانية بقصف المدنيين في إقليم دارفور، في حين اعتبرت الخرطوم أن ما يجري يدخل ضمن اتفاق السلام في الإقليم. وقال المبعوث الخاص للاتحاد بيكا هافيستو بعد زيارة لدارفور استمرت ثلاثة أيام، إنه شاهد طائرات أنتونوف بالإقليم يجرى تجهيزها استعدادا للهجوم، وأضاف أنه رأى أيضا أطفالا بعضهم في الثالثة من العمر أصيبوا في عمليات القصف. وأوضح للصحفيين في الخرطوم أن ما يحدث يؤكد بوضوح أن هناك هجمات تقع على المدنيين. من ناحية أخرى قال منسق عمليات الإغاثة الإنسانية بالأممالمتحدة يان إيغلاند إن "القتل الجماعي وجرائم حرب وضد الإنسانية والتطهير العرقي كلها أعمال واضحة جدا على الأرض". وأضاف أن 12 من موظفي الإغاثة قتلوا منذ مايو الماضي في أكبر عملية إنسانية بالعالم في دارفور، حيث يحاول أكثر من 14 ألفا من عمال الإغاثة إطعام وإيواء أكثر من 3 ملايين من ضحايا الحرب. وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان قد حذر الحكومة السودانية من أن أعمال القصف التي ينفذها الجيش السوداني بدارفور تعد انتهاكا لاتفاق أبوجا. وأدان بشدة في كلمة أمام مجلس الأمن ما وصفه بتصعيد الحكومة السودانية، وطالب بوقفه فورا. واعتبر أنان أن رفض الخرطوم دخول القوات الأممية لدارفور سيؤدي لسقوط مزيد من الضحايا وتفاقم المعاناة في الإقليم بصورة كارثية. وحذر أيضا من أنه "يجب ألا يتصور أحد من أولئك الذين يقررون هذه السياسات أو الذين ينفذونها أنهم لن يحاسبوا". من جانبه دافع مندوب السودان في الأممالمتحدة ياسر عبد السلام عن العمليات التي ينفذها الجيش في دارفور، معتبرا أنها تأتي ضمن اتفاق السلام الموقع عليه في أبوجا في مايو الماضي.
وأكد عبد السلام أمام مجلس الأمن أمس التزام الحكومة السودانية بالاتفاق الذي نص على دمج قوات المتمردين مع قوات الحكومة. وأوضح أنه سيتم نشر ستة آلاف جندي سوداني بحلول 30 سبتمبر الجاري وعشرة آلاف آخرين بحلول 31 ديسمبر المقبل للمساهمة في جهود إرساء الأمن بالإقليم. وأدان المندوب السوداني قرار مجلس الأمن رقم 1706 بإرسال قوات أممية لدارفور، ووصفه بأنه "إجراء متسرع يرقى إلى أن يكون حوارا من طرف واحد".
وقد ربطت كوندوليزا رايس تحسين علاقات بلادها مع الخرطوم بقبول الأخيرة قوة سلام تابعة للأمم المتحدة في إقليم دارفور غربي السودان. وقالت رايس عقب لقائها بنظيرها السوداني لام أكول في واشنطن إنها حثت الخرطوم ب"أقوى العبارات الممكنة" على قبول تلك القوات, نافية أن تكون أحرزت تقدما في المحادثات بهذا الشأن. وحول رد أكول على تلك المطالب, أوضحت رايس أن الوزير السوداني عبر عن أمله في تحسين علاقات بلاده مع واشنطن, لكنها عادت وقالت إن ذلك غير وارد "ما لم يتصرف السودان بتقدير للمسؤولية", متهمة الخرطوم بعدم الرغبة في استقرار الوضع في دارفور. كما أشارت إلى أن موفد الرئيس السوداني عمر البشير حمل بالفعل رسالة إلى الرئيس جورج بوش تدعو إلى تحسين العلاقات بين البلدين.