أكَّد أحدُ زعماء اتحاد المحاكم الشرعية الإسلامية في الصومال لوكالة (أسوشييتد برس) للأنباء أنَّ قوات المحاكم في طريقها إلى السيطرة على مدينة بيداوا عاصمة الحكومة الانتقالية، ومن جهتها أبدت الولاياتالمتحدة قلقَها من هذه الأنباء التي من الممكن أنْ تُشَكِّل انقلابًا في موازين الحياة السياسية في الصومال. وذكر هذا القيادي في المحاكم أنَّ ذلك سوف يحدث "في القريب العاجل"، وأفاد شهود عيان بأنَّ قوات المحاكم على مقربة من بيداوا؛ حيث قال نائب قائد قوات المحاكم الشيخ مختار روبو: إنَّ قوات المحاكم قد استطاعت السيطرة على بلدة بور هقبة التي تَبْعُد عن بيداوا بنحو 60 كيلو مترًا. وقد تأكدت هذه الأنباء في وقت سابق حينما أَعْلَنَتْ مصادر حكومية صومالية أنَّ قوات المحاكم قد اقتربت من مقرّ الحكومة المؤقتة في مدينة بيداوا، وأكَّدَتْ هذه المصادر أنَّ نحو 150 جنديًّا كانوا في صفوف القوات التابعة للحكومة الانتقالية قد أعلنوا انضمامهم إلى قوات المحاكم، وسوف تؤثر هذه التطورات حال التأكد منها على مسيرة المفاوضات بين الطرفين والتي ترعاها جامعة الدول العربية في العاصمة السودانية الخرطوم. من جهتها قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنَّ الولاياتالمتحدة "تشعر بقلق بالغ" للأنباء الخاصة بما دعته ب"تَقَدُّم ميليشيا مسلّحة متحالفة مع المحاكم الاسلامية" باتجاه بلدة بيداوا؛ حيث أثار وصول القوات المتحالفة مع المحاكم إلى منطقة بور هقبة مخاوفَ من نشوب حرب أهلية جديدة في البلاد ودَفْع الحكومة المؤقتة في الصومال التي يدعمها الغرب إلى وضع جنودها في حالة تأهب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك في بيان له حول هذه المسألة: "الولاياتالمتحدة تدعو المحاكم الاسلامية وكافة الأطراف الصومالية إلى الكفِّ فورًا عن أي عمل عسكري واستئناف عملية الحوار السلمي". ونقلت وكالة (رويترز) للأنباء عن ماكورماك قوله إنَّ الولاياتالمتحدة تُؤَيِّد "إقامة حكومة تُمارس وظائفها في الصومال، وتضمُّ جميع عناصر المجتمع بما في ذلك الزعماء الدينيون والتنظيمات الاسلامية"، في سابقة هي الأولى من نوعها في الموقف الرسمي الأمريكي في الصومال، وأضاف قائلاً: "نؤَكِّد أنَّ هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها إلا من خلال عملية لحوار شامل يقوم على تمثيلٍ ذي قاعدةٍ عريضةٍ للمجتمع الصومالي وليس من خلال قوة السلاح".