طلبت مذكرة من نقيب الصحفيين استدعاء النقيب الأسبق مكرم محمد أحمد للتحقيق معه بشأن ما قاله في حوار صحفي بأن بعض القيادات الصحفية المعروفة كتبت في عهد الرئيس الراحل أنور السادات بناء على طلبه أسماء خصومهم الشخصيين من الصحفيين ليتم اعتقالهم في قرارات التحفظ الشهيرة التي اعتقل فيها مئات المعارضين قبل اغتياله بأسابيع قليلة في 6 أكتوبر 1981. وكان السادات قرر في سبتمبر من ذلك العام اعتقال العشرات من معارضيه ومنهم عدد من الصحفيين، فيما عرف حينها بقرارات "التحفظ" وقد أفرج عنهم الرئيس حسني مبارك بمجرد توليه الحكم خلفا للرئيس الراحل.
وقال صاحب المذكرة محمود سلطان عضو الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين ورئيس تحرير صحيفة "المصريون" الالكترونية المستقلة إن ما ذكره مكرم محمد أحمد يعني أن بعض القيادات الصحفية المعروفة في ذلك الوقت وشوا بالعشرات من زملائهم الذين تم الزج بهم بالفعل في المعتقلات.
ووصفت المذكرة ذلك بأنه "أساء للجماعة الصحفية في مصر وأفضى إلى اعتقال العشرات من الزملاء بلا أي جريرة سوى الخصومة مع صحفي".
وطالبت باستدعاء مكرم محمد أحمد، وهو رئيس التحرير السابق لمجلة المصور، لسماع أقواله، وأن تجري " النقابة تحقيقا جادا وموسعا فيما نسب إليه من تفاصيل، واستدعاء رؤساء تحرير الصحف القومية اثناء حكم الرئيس الراحل، لسماع اقوالهم إبراء لذمتهم أمام الرأي العام المصري أولا والجماعة الصحفية ثانيا".
ويرى محمود سلطان أنه إذا ما أثبتت هذه التحقيقات صحة ما ذكره مكرم محمد أحمد، خاصة أنه قيادة صحفية معروفة ونقيب سابق للصحفيين، فان هذا مسوع لشطب هؤلاء من عضوية نقابة الصحفيين.
وأوردت المذكرة ما أفاده نقيب الصحفيين السابق مكرم محمد أحمد، في حوار أجرته معه صحيفة "المصري اليو"م مؤخرا في معرض شهادته عن اعتقالات سبتمبر عام 1981، حيث جاء فيها" في سبتمبر 1981، وبعد أن خطب الرئيس السادات في ميت أبوالكوم، طلب من الحاضرين أن يكتب كل واحد أسماء من يريد اعتقالهم.
وقال: اجلسوا مع نبوي اسماعيل وزير الداخلية، لكي يتحدث كل واحد عن خصومه، لكي يكونوا ضمن المتحفظ عليهم. وعرفت في تلك الليلة أن العديد من القيادات الصحفية، كتبوا أسماء خصومهم الشخصيين، وتم الزج بالعشرات من الصحفيين في المعتقل".
وكان مكرم محمد أحمد قد ذكر في ذلك الحوار طبقا لما نشرته المصري اليوم في 10/9/2006 أن الرئيس السادات "دعانا لكي نجلس إلي جواره في بيته هناك (في قريته بميت أبو الكوم) وطلب من كل الحاضرين أن يكتب كل واحد فينا أسماء من يريد اعتقالهم".
وأضاف "قال السادات لنا: اجلسوا مع النبوي إسماعيل"نائب رئس الوزراء ووزير الداخلية في ذلك الوقت" لكي يتحدث كل واحد عن خصومه.. لكي يكونوا ضمن المتحفظ عليهم، وقالوا لي من هذه الليلة: لابد أن تكتب قائمة بخصومك في الصحافة، فقلت لهم: لا يوجد لي أعداء.. فقال لي النبوي: لديك صحفي أسمه ماجد عطية.. اكتب اسمه، فقلت له هو محرر اقتصادي (يساري علي خفيف) ولا توجد ضغائن تجاهه".
واستطرد "عرفت في هذه الليلة أن العديد من القيادات الصحفية كتبوا أسماء خصومهم الشخصيين، وكان بعضهم لا يعادي السادات أو يقصده الرئيس في هذه الاعتقالات أو الوقف عن العمل. وقالوا في مكتب النبوي أن عبدالله عبدالباري (رئيس مجلس إدارة الأهرام في هذا التوقيت) أبلغ عن العديد من الصحفيين منهم محمد سلماوي لوجود خصومة شخصية بين الاثنين وتم نقله فعلياً، مع غيره إلى وظيفة إدارية".