روى طارق المالح ضابط متقاعد بالقوات المسلحة شهادته عن مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية، قائلا: "مع بداية الفض كنت نائما واستيقظت على صوت الطرق على الأعمدة الحديدية من جانب المتظاهرين والذى يعني تحذير بأن هناك هجوما قادما فاستيقظت سريعا لأجد هجوم بجرافات ضخمة. ويتابع المالح: فبدأنا نقذفها بالطوب لكنها كانت محصنة جيدا لدرجة أن زجاجها لم يخدش من الطوب ومع ذلك كانت تهجم ثم تتراجع بشكل متزامن مع ضرب الغاز والخرطوش فأصابتني طلقة خرطوش بعيني وحملني الشباب كي أذهب للمستشفى.
وفي حلقة اليوم من وثائقي "شهود المذبحة" الذى تبثه الجزيرة مباشر مصر، قال: فور وصولي للمستشفى فوجئنا بوصول 10 شهداء دفعة واحدة مع إصابات خطيرة بالرصاص الحي؛ فشعرت بأن إصابتي طفيفة مقارنة بهذه الحالات فوضعت عليها قطعة قطن وانصرفت لأجد مئات الجثث في طوابق المستشفى المختلفة ومدخلها.
أنني عملت كضابط بالقوات المسلحة لمدة 25 عاما، والكلام للمالح، رأيت إصابات لم أرها في حياتي لشاب أصابته رصاصة في الرأس ففلقتها نصفين؛ ومدخل طلقة قطره سم من الأمام وخرج من حلف الرأس من دائرة قطرها 15 سم ليخرج مخ الشهيد بالكامل لذلك أجزم بأن الفض شهد استخدام أسلحة محرمة دولية.
استدرك قائلا: استمر ضرب الطوب على القوات التي تحاول الاقتحام حتى الحادية عشر صباحا ولاحظت أن ضباط الشرطة هم من يطلقون الرصاص الحي من خلال السلاح الآلي أما العساكر فتفرغوا لضرب الخرطوش والغاز؛ مع اعتلاء قناصة من الجيش للمباني وبدأ قنص المتظاهرين اللذين تساقطوا شهيدا تلو الآخر فالطلقة لم تكن تخطئ أبدا و كانت تصيب هدفها بدقة.
وذكر مشهدا وصفها بأنه لا يريد أن يغادر مخيلتي لسيدة مسنة لا يقل عمرها عن 60 سنة كلما عاد بها الشباب للخيمة حتى لا تصاب تخرج وتكبر وتقول "عايزة أموت شهيدة"، وبالفعل قابلتها رصاصة في الرأس أردتها قتيلة.
كما رأيت طفلا أصيب بطلقة في كعب قدمه فتفتت الكعب بالكامل وطلقة أخرى في فخذه خرجت من الأمام بقطر عريض جدا ولا أعلم مصيره؛ لذلك أجزم بأن ما حدث كان إبادة جماعية وليس فض لأن الهجوم كان من 4 اتجاهات بشكل متزامن دون أن يترك مدخلا واحدا ليخرج منه المعتصمين بشكل سالم وكل ما أذاعه التليفزيون المصري عن تخصيص ممرات آمنة محل كذب وفتراءات.
أضاف، قبل المغرب بنصف ساعة رأيت القناصة تشير لنا بالخروج من ناحية النصب التذكاري وحينما استجبنا لهم قنصونا فأخذنا نهتف سلمية سلمية حتى تم تجميع حوالي 4 آلاف متظاهر وخرجنا سويا، ومع ذلك استهدفوا بعضا منا ولم نتمكن من الإنحناء لالتقاط جثثهم من على الأرض خوفا من أن يتم قنصنا أيضا.