كتب: مصطفى طلعت - عبدالرحمن كمال - شيماء مصطفى خالد عبدالفتاح: القناصة اعتلوا مبنى الأزهر.. وضربوا المتظاهرين من النوافذ والمدرجات 300 بلطجى ساعدوا الشرطة فى القبض على المصابين من المعتصمين أمين شباب "العمل": "قناصة الداخلية" اعتلت أسطح جامعة الأزهر وضربت المعتصمين "لواء" بزى مدنى قتل أكثر من 25 شهيدا عند مسجد فاطمة الزهراء ببندقية قنص قوات الجيش لم تحرك ساكنا وظلت"تتفرج" رغم بشاعة المنظر القبض على أى شخص يقوم بالتصوير وتحطيم الكاميرات والموبيلات حتى لا يتم إدانة ضباط الشرطة روى عدد من شهود العيان وقائع المجزرة التى ارتكبتها قوات الشرطة أمام منصة الجندى المجهول بشارع النصر، فى الساعات الأولى من صباح السبت، التى راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى، ولاقت إدانات دولية ومحلية واسعة، بعد الطريقة البشعة التى قتل بها المعتصمون السلميون. وأكد شهود العيان، أن قوات الشرطة قد أدارت معركة طاحنة أمام المنصة، بالتعاون مع عدد كبير من البلطجية والمسجلين خطر، بينما أخذت قوات الجيش موقف المتفرج، ولم تتدخل لحماية المتظاهرين السلميين رغم بشاعة المنظر. يقول خالد عبدالفتاح إسماعيل -مؤسس حركة "مواطنون ضد الغباء السياسى"،وواحد من شهود العيان-: "إن يوم الجريمة اتفقنا مع جميع أعضاء الحركة الذهاب إلى ميدان رابعة للمشاركة فى الاعتصام،والشد من أزر الموجودين هناك، واتفقنا على المقابلة أمام "منصة الجندى المجهول"، وبالتحديد الساعة الحادية عشرة مساء، وبالفعل استقلنا الميكروباص ومعى مجموعة من أعضاء الحركة من السيدة عائشة "خط سير الميكروباص منشية ناصر". كمائن البلطجية وأضاف: بعد أن تحركنا وفى الطريق إلى رابعة، اكتشفناأمرا غريبا لم نصادفه منذ يوم 28 يناير 2011 "جمعة الغضب"، وهو عودة اللجان الشعبية من البلطجية الحاملين للأسلحة البيضاء على طول طريق منشية ناصر حتى نادى السكة،حيث قاموابعمل أكمنة وأوقفوا السيارات والميكروباصات وتفتيش الركاب، وإنزال من هم بلحى أو نقاب والاعتداء عليهم بالألفاظ ومنعهم من مواصلة الطريق وإهانتهم بالتطاول والضرب أيضا". وأشار "إسماعيل" إلى أن المسافة بين كل كمين وآخر للبلطجية لا تزيد على 50 مترا،الغريب فى الأمر -والكلاملمؤسس الحركة- أن عند مدخل قسم منشية ناصر على الشارع العمومى كان يوجد كمين للبلطجية وقاموا بالاعتداء عليناوإرجاع الميكروباص،مما اضطرنا إلى تغيير مسارنا والاتجاه إلى وسط المقابر إلى أن وصلنا صلاح سالم ومنها إلى المنصة. وأوضح أن طوال الطريق لم نجد استجابة من قوات الأمن لأية استغاثات من المواطنين الذين يتم الاعتداء عليهم من قبل البلطجية، كما تردد أن هؤلاء البلطجية تابعين لوالدة نجيب ساويرس، التى تمتلك منشأة لإعادة تصنيع المخلفات ولها نفوذ فى منطقة المنشية والكنيسة. وتابع: "مجرد وصولنا إلى المنصة حيث كانت نقطة التقاء الحركة هناك فوجئنا بوجود مكثف لقوات الأمن،وكان ذلك حوالى الساعة 12 مساء،وشاهدنا بعضا منهم فوق الأسطح ولم نعط الأمر أهمية،واستكملنا طريقنا إلى أن وصلنا ميدان رابعة". وابلا من النيران بعدها بقليل سمعنا أصوات إطلاق النيران بكثافة،وبدأ الشباب فى الانطلاق إلى المنصة، حيث مكان إطلاق النيران، فوجدنا مجموعة من الشباب تقوم بإلقاء الحجارة على الشرطة، وتقوم الشرطة بالرد عليهم بإطلاق وابل من النيران الكثيف وبشكل عشوائى،والأغرب أن كان بينهم من يرتدون الزى الملكى. وقال "إسماعيل":إن المتظاهرين قاموا بعد ذلك بعمل ساتر من الطوب أمام المنصة لصد الهجمات والرصاص، بينما قامت قوات الشرطة بإطلاق النيران من داخل مبنى جامعة الأزهر، وشاهدت قناصة يعتلون مدرجات الأزهر وتقوم بضرب المتظاهرين من النوافذ والمدرجات. وأكدمؤسس الحركة فى روايته، أن عدد الشهداء كان بشعا، ولم يره فى صور العنف فى غزة أو سوريا، لافتا إلى أن من كثرة عدد الضحايا لم يتمكن الموجودون من نقلهمجميعا إلى المستشفى الميدانى،بينما كانت تقوم سيارات الملاكى بنقل الجثث، حيث كانت تحمل أكثر من شخص فى طريقها إلى رابعة. وقال "إسماعيل":إنه وثق شهادته فى بلاغ تم تقديمه إلى النائب العام، حمل رقم 1593، ضد كل من الفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، لافتا إلى أن السيسى ارتكب أكبر غباء سياسى فى تاريخ حياته، وإن ما فعله هو دليل على تردده وخوفه مما هو قادم بعد فشل انقلابه، مشيرا إلى أن السيسى لا يمكن أن يقبل أى نوع من من المصالحة التى يدعى أنه يسعى إليها، لأنه ببساطة فى حال خروج مرسى وعودة الشرعية سيحاسب بتهمة الخيانة العظمى، لذلك فالسيسى لديه الاستعداد لإدخال البلاد حرباأهلية ولكن لا يتم إعدامه. قنص المعتصمين من جانبه، قال طارق حسين -أمين اتحاد شباب حزب العمل-:إن النية كانت مبيتة لتدبير مجزرة المنصة، وإن الهدف منها كان إعطاء رسالة جديدة وتهديد جديد بأن قادة الانقلاب قادرون على سحق المعتصمين وفض الاعتصام بالقوة. وأضاف حسين -المعتصم بالميدان-أنه عند بدء الضرب توجه كل من كان فى خيمة حزب العمل إلى مصدر الضرب، ففوجئوا بقيام البلطجية والشرطة بالاعتداء على المعتصمين بالميدان، بهدف فض الاعتصام وإخلاء الميدان، بعد أن اتهموا المتظاهرين بقيامهم بغلق كوبرى أكتوبر،على الرغممن أن المسيرات كانت تجوب شوارع القاهرة منذ الصباح، ليتخذوها ذريعة لبدء الاعتداء الممنهج على الميدان والمعتصمين به. وأورد حسين فى شهادته: "أن البلطجية بدءوا بالضرب بالتنسيق مع الشرطة فى حوالى الساعة الواحدة والنصف، حيث بدأ الضرب باستخدام الغاز المسيل للدموع والخرطوش، وفجأة تحول الأمر إلى الرصاص الحى، ثم بدأ القنص قبيل الفجر". وأكد أمين شباب العمل أن القناصة اعتلوا أسطح مبان كليات جامعة الأزهر، وقاعة الأزهر للمؤتمرات، وبدءوا فى تصويب قنصهم ضد المعتصمين السلميين، وكانت عمليات القنص تؤكد أن هؤلاء غرضهم القتل المتعمد للمتظاهرين بشكل لا مثيل له، كما أن البلطجية والشرطة كان من الواضح أن لديهم أوامر بالتقدم إلى داخل الميدان، إلا أن المعتصمين تصدوا بصدورهم العارية لكل محاولات إخلاء الميدان وفض الاعتصام. كسر الإرداة وتابع حسين: "البلطجية تقدموا الصفوف، وكانت الشرطة تقف خلفهم، فإذا أحست أننا أحرزنا تقدما على الأرض، تدخل الشرطة وتستخدم الغاز المسيل للدموع والخرطوش والرصاص الحى لتجبرنا على التراجع، أما عن قوات الجيش التى كانت موجودة على المنصة، فكانت تضرب طلقات فى الهواء، لكنها سرعان ما تركت قناصة الشرطة يتسللون بينهم ليصوبوا أسلحتهم إلى المعتصمين". وأشار حسين إلى أن ضرب المعتصمين كان على مرأى ومسمع من ضباط الجيش الذين ادعوا الوقوف على الحياد وعدم التدخل إلى جانب أى من الفريقين إلا أنهم تركوا البلطجية والشرطة يضربون المعتصمين، غير أنهم لم يتوقعوا أن ينقلب السحر على الساحر، إذ قام بعض ضباط الشرطة بضرب المنصة بالخرطوش مما أسفر عن إصابة جندى بالجيش وسقوطه على الأرض. وأكد طارق حسين أن الهدف من تلك المجزرة كان كسر إرادة المعتصمين، وهو ما فشلوا فيه، حيثإن هذه المجزرة أذهبت الخوف من قلوب كل المعتصمين، بل كسرت إرادة قادة الانقلاب، ورغم سقوط أكثر من 200 شهيد على أيدى الشرطة والقناصة الذين قتلوا المعتصمين فى الرأس والقلب، إلا أن النصر قد اقترب، وتلك المجزرة لم تزد المعتصمين إلا إصرارا وتحديا. زى ملكى وفى الشأن ذاته، كشف شاهد العيان محمود محمد الشرقاوى،الذى كان موجودا مع عناصر الشرطة، التى كانت تعتدى على المتظاهرين عند المنصة بجوار النصب التذكارى بشارع النصر،عن أن ضباط الشرطة هم من كانوا يطلقون الرصاص الحى بأسلحة آلية على المتظاهرين، وأنه كان هناك ضباط قناصة يطلقون الرصاص من أسلحة خاصة. وقال الشرقاوى:إن الشرطة استعانت بحوالى 300 بلطجى يحملون الأسلحة البيضاء ومسدسات 6 و9 ملى، وهم من كانوا يقذفون الطوب على المتظاهرين وكانوا يصطادون المتظاهرين للقبض عليهم. وأضاف أنه ساكن فى بالهرم هو وابن عمه، وعندما سمع أن هناك ضربا باعتصام رابعة أحس بالخطر على زوجة عمه وابنتها المعتصمين هناك، فقرر الذهاب مع ابن عمه لإحضار والدته وأخته، وكان ذلك بعد صلاة الفجر. وتابع:"ذهبت بسيارة السيدة عائشة ونزلت عند أسفل نزلة كوبرى وشاهدت الاشتباكات التى كانت هناك، شاهدت عند نادى السكة سيارات خاصة شرطة فارهة بجوارها مجموعة من الضباط بزى ملكى،تأكدت أنهم ضباط أمن دولة وكانوا هم من يديرون المشهد، حيث شاهدتهم يعطون أوامر بالضرب للضباط وكانوا يقولون لهم "خلص"، وكانوا يعطون أوامر لمصور بزى أسود يحمل كاميرة تصوير فيديو حديثة لتصوير أى شخص يقوم بإلقاء الطوب من الطرف الآخر". قنابل مسيلة وأكمل الشرقاوى شهادته قائلا: "فى المقدمة تجاه الاشتباكات كان هناك ضباط أمن مركزى بزيهم المعروف، وكانوا يطلقون القنابل المسيلة للدموع وقنابل الأعصاب، وكان بجوارهم ضباط ملثمون بزى قوات خاصة وهم من كانوا يضربون الرصاص الحى وكان معهم أسلحة آلى،وكان هناك ضابط يرتدى زيامختلفا شبيه بزى الجيش، ويرتدى نظارة مخصصة للرماية "قناص"، ويجلس على ركبته كوضع إطلاق نار بجوار المدرعات". وعن وجود عناصر من البلطجية، قال:"كان يحيط قوات الشرطة فى المقدمة وفى الخلف مجموعات كبيرة من البلطجية يتخطون ال300 شخص، يحمولون سلاحا أبيض وطبنجات 6 ملى و9 ملى، وهم من كانوا يقذفون الطوب على معتصمى رابعة، وكان هناك ضباط وقوات من الجيش يتمركزون فى منتصف المنصة، وكانوا يتفرجون،ولم يتدخلوا نهائيا فى الأحداث رغم بشاعة المشهد. وأشار شاهد العيان إلى أنه شاهد بنفسه عمليات قنص للمتظاهرين، وشاهد جثتين ملقتين إلى جوار الطريق على الرصيف، وأحد المتظاهرين تم إصابته وشاهدته وكان مازال على قيد الحياة، حيث ضرب بالرصاص فى قدمه وفى بطنه، وقام أهالى المنطقة بمحاولة إنقاذه بحمله على لوح ساج إلا أنه توفى بعد قدوم سيارة الإسعاف التى تأخرت كثيرا. وأوضح أنه تم القبض على حوالى 5 أشخاص من المعتصمين قام البلطجية بإصطيادهم، مضيفا أن قوات الشرطة لا تتراجع إلا بعد نفاد الذخيرة التى معهم وتم إمدادهم بسيارات مدرعة وذخيرة بعد فترة كبيرة من وصولى إلى المكان، وكان الضباط يقومون بالقبض على أى شخص يقوم بتصوير ما يحدث حتى لا يتم إدانتهم فيما بعد. البلاك بلوك يقول شاهد آخر: "حضرت اشتباكات المنصة من 12:30 صباحا ل10 صباحا، وكنت واقفا خلف الداخلية مع أهالى منطقتى،والشرطة كانت بتضرب غاز وخرطوش ونار وآلى. وأشار إلى أن أى شخص كان يقوم بالتصوير كانيقومالضباط بأخذ الموبايل منه وتقوم بكسره، ولو كاميرا "صحفى" بتاخد كارت الميمورى،ورأيت بعينى مراسلة أجنبية تم القبض عليها لأنها كانت تقوم بتغطية الأحداث. وأضاف:"كان فيه بلطجية "شباب شكلة غلط ومعاهم خرطوش" واقف جنب الداخلية عادى جدا.. وبيضرب على المؤيدين لمرسى، منهم الملثم ومنهم اللى كان مقضيها عادى، وشباب المنطقة مسكوا كذا واحد من البلطجية بيقلبوا ويكسروا عربيات المؤيدين لمرسى كانت راكنة من بدرى ورا الشرطة.. وسلمناهم للشرطة..بس فجأة عدد البلطجية والبلاك بلوك زااد أوى، والعربيات مبقاش فيها حاجه تتاخد خلاص وفيه عربيات اتحرقت بعد ماتسرقت". وتابع: "حتى 9 صباحا لم تكن هناك أىإصابات فى صفوف الداخلية، غير الضابط "السباعى" الذى كتبت عنه وسائل الإعلاملكنى لم أره بعينى. وأوضح: "كان هناك كر وفر.. لدرجةأننا وجدنا جثة من الإخوان مرة واحدة بقت فى أرضنا (ناحية الشرطة والأهالى)، مضروب رصاصة فى دماغة(ناصية دماغة)، ضابط جه خد بطاقته وسابه عالأرض، جه دكتور إسعاف وقف جنب الجثة، وقالنا دى رصاصة آلى..الراجل كان ماسك فى إيدة شنطة بلاستيك بها سندوتشين وعلبة عصير". اللواء العجوز وقال:إن هناك ضابطا من "ضباط 8 إبريل"، لم يذكر اسمه دخل الاشتباكات وقام بضرب النار على مؤيدى مرسى وأصاب العديد، والشرطة تركته يفعل مايشاء، وفى 9 صباحا وقعت أول إصابة لأحد البلطجية المنضمين للأهالى والشرطة، وكانت الإصابة رصاص حى فى الظهر وخرج من البطن،وهو ما شجع المؤيدين على أن يتقدموا ويأسروا ضابط شرطة". وأضاف:"رأيت "لواء شرطة" عجوز بزى مدنى نزل من عربية هامر فى الصفوف الأولى فى 9:30تقريبا، وكان يرتدى واقياضد الرصاص وكاب ونظارة، ويحمل سلاحآلى طويل بعدسة سنايبر، وقد قام بمفرده بقتل أكثر من 25 شهيد، وبكل هدوء عند مسجد فاطمة الزهراء أمام المنصة، وأنه فى طريقه للعودة مشى إلى كوبرى المشاه عند طلعة أكتوبر، وكان بصحبة البلطجية الذين كانوا يضربون بالخرطوش وأعطى سلاحه لأحدهم، وهو ما لم نصدقه". كما أشار إلى أنه من أهالى المنطقة، وأنه قبل واقعة اللواء العجوز بساعة تقريبا كان الأهالى يفكرون فى ضبط البلطجية أو أحدهم لأنهم عار على المجتمع، ولكن نظرا لكثرة عددهم ولأن جميعهم تقريبا يحمل السلاح، وعدد الأهالى كان قد بدأ فى العد التنازلى بعد الفجر بعدة ساعات، فلم يستطيعوا مهاجمة هؤلاء البلطجية، وأن العلاقة الوثيقة بينهم وبين الداخلية كانت السبب الأقوى.