رغم موافقة مجلسي الشعب والشورى على قانون تكميم الأفواه والذي يحظر التظاهر في المساجد والمستهدف به منع مؤتمرات حزب العمل الأسبوعية بالجامع الأزهر، استمر الحزب في فعالياته حيث احتشد اليوم المصلون بالجامع الأزهر بعد انتهاء صلاة الجمعة لحضور مؤتمر الحزب الأسبوعي لإعلان استنكارهم الشديد لحملة الإساءة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم التي أعادت الدنمارك شنها على الأمة الإسلامية، ولتجديد بيعتهم لغزة وتأكيد استمرار دعم اهلها بمختلف السبل وللاحتجاج على الأوضاع الداخلية الكارثية المتمثلة في القفزات الجنونية لأسعار السلع والخدمات. وقد تحدث للجماهير هذا اليوم محمد السخاوي أمين تنظيم حزب العمل ولوحظ هذا الأسبوع انتشارًا امنيًا مكثفًا ومراقبة مشددة للمشاركين في المؤتمر. كتب: محمد أبو المجد [email protected] خطبة الجمعة.. والفساد وكان خطيب الجمعة قد تناول في خطبته هذا اليوم التي كانت تحت عنوان "ظهر الفساد في البر والبحر.." موضوع الفساد الذي انتشر في كافة قطاعات البلاد وأسبابه مرجعًا أسبابه إلى معاصي العباد وتركهم لأوامر الله، فسلط الله عليهم الغلاء والبلاء والفساد. النظام الفاسد من صنع السلطة وفي تعليقه على خطبة الجمعة، أكد السخاوي في بداية كلمته أن الجميع يتفق على شيوع الفساد في مختلف أنحاء مصر ولكن الجميع يعرف أن المسئول الأول والأخير عن هذا الفساد هي السلطة الحاكمة في مصر والتي مارست الاستبداد وحمت واحتضنت الفاسدين والمحتكرين الذين ألهبوا ظهور الشعب برفع أسعار السلع والخدمات الأساسية، مضيفًا أن الناس الآن تبحث عن التغيير وتتمناه ولا يوجد أحد من الشعب جاء بوزير أو بغفير ولكن هذا النظام المستبد هو الذي جاء بهم لينفذوا سياساته القائمة على إحداث تفاوت طبقي شديد في مصر واستنزاف ثرواتها بواسطة مجموعة من الأغنياء والمحتكرين، وطالب السخاوي العلماء بعدم تمييع الأمور ووضع الأمور في نصابها الصحيح وتحديد المسئول الحقيقي عن الفساد والغلاء والابتلاء الذي أصاب شعب مصر. هذا هو النظام الدولي وفي موضوع تجدد حملة الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أوضح السخاوي أن النظام الدولي بأكمله يعادي الإسلام والمسلمين ويحاول تشويه صورته لأنه يخشي من عودة الحضارة الإسلامية لتحكم العالم بالسلام والنماء كما كانت من قبل، ولذلك فهم يهاجمون الإسلام فقط ولا يهاجمون أي عقيدة أخرى مثل عقيدة عباد البقر. وأشار السخاوي إلى أن الرئيس الأمريكي بوش وقبل انطلاق حملة الإساءة إلى النبي من الدنمارك صرح إحدى المرات بأنه إذا كان موسى وعيسى قد جاءوا بالسلام والمحبة فإن محمد جاء بالإرهاب والقتل، ورغم هذا يستقبله حكامنا بالأحضان والرقصات ويؤكدون أن علاقة دولهم معه "استراتيجية"!! وأكد السخاوي أن النظام الدولي الآن يعني هيمنة القطب الواحد "أمريكا" على العالم وتحكمها في مصائر شعوبه، ولذلك يحرص جميع الحكام العملاء على المحافظة عليه حفاظًا على مصالح أمريكا، مشيرًا إلى قانون مكافحة الإرهاب الجديد الذي تعده الحكومة المصرية والذي يجرم في إحدى مواده مخالفة النظام الدولي ويعتبر أن من يعادي النظام الدولي فإنما يعادي الأمن القومي لمصر. وتابع: أنا أول من يخالف النظام الدولي الذي يسب النبي ويقتل الأبرياء وأنا ضد هذا القانون الذي أعده مفيد شهاب الذي كان من قبل يعطي محاضرات في الجامعة عن العروبة والإسلام ومواجهة الهيمنة الأمريكية والصهيونية ولكنه الآن يدور مع السلطة حيث دارت ولم يعد يدور مع عقيدته ومبادئه. ..وكامب ديفيد من ثماره وأضاف السخاوي أن النظام الدولي وزعيمته أمريكا هو الذي فرض على مصر اتفاقية كامب ديفيد التي جاءت للالتفاف على النصر الذي حققته مصر في حرب 1973 وكبلتها وفصلتها عن العالم العربي - والتي صدرت من بعدها الوثيقة الصهيونية عام 82 ووثيقة الأمن القومي الأمريكي عام 2003 والتي أشارت بصراحة إلى اعتزام تفتيت الدول العربية إلى دويلات متناحرة وإشاعة الفوضى في المنطقة - وجعلت السيادة المصرية على سيناء سيادة منقوصة كما أورد فقهاء القانون الدولي والتي باسمها يحاصر النظام المصري غزة ويرفض فتح الحدود معها لإنقاذ أهاليها، وهو الذي احتل العراق وهو الذي يحاول إشاعة الحرب الأهلية في لبنان وهو الذي يتآمر على إيران. حصار غزة حصار لمصر وأعاد السخاوي تأكيده على دعم الشعب المصري لأهل غزة، موضحًا أن حصار غزة هو حصار لمصر ولا يقول أحد أنه لا شأن لنا بغزة ولا خطر من الحصار على الأمن القومي المصري، فإذا كانت أمريكا تتدخل بثقلها وتقيم الحروب في مناطق بعيدة عنها في آسيا وأوروبا من أجل الحفاظ على أمنها القومي ومصالحها فكيف يريد البعض أن تنفصل مصر عما يحدث في غزة؟!! وقال موجهًا حديثه للجماهير: أوصيكم بغزة وأهلها ولا تلتفتوا للعملاء والمتصهينين الذين يشوهون صورتهم عندكم لمصالح يعرفها الجميع.
دعوة للجماهير واختتم السخاوي كلامه بدعوة الجماهير إلى وقفة سلمية غدًا أمام جامعة الدول العربية الساعة الواحدة ظهرًا تضامنًا مع غزة والتي ينظمها حزب العمل واللجنة المصرية لفك الحصار عن غزة، وذلك مشاركة من مصر في اليوم العالمي لرفع الحصار عن غزة الذي حددته لجنة رفع الحصار الفلسطينية داخل غزة وهو غدًا السبت 23 فبراير، حيث ستقام مظاهرات في أكثر من ثلاثين دولة حتى الآن في نفس هذا التوقيت استجابة لمطالب أهل غزة.