ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني، مساء الجمعة (15/2)، مجزرة مروعة عندما قصفت منزلاً مكوناً من طابقين يعود لأحد قادة "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وذلك في مخيم البريج (وسط قطاع غزة). وأعلن الدكتور معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد ضحايا الغارة الصهيونية ارتفع إلى ثمانية شهداء و60 جريحاً على الأقل، 10 منهم حالتهم الصحية خطرة. و قد استهدف القصف الصهيوني، الذي نفّذ بطائرة من طراز "اف 16" الأمريكية الصنع، منزل القيادي في سرايا القدس أيمن الفايد، وأضاف أن القصف حوّل المنزل إلى ركام وسواه بالارض، حيث تم تدميره بشكل كامل فوق ساكنيه، إضافة إلى تدمير عدد من المنازل في الحي السكني المكتظ. وأفادت مصادر ميدانية أن من بين الشهداء القائد الفايد (42 عاماً) وزوجته "مروة عزام" وابنيهما "ايوب وبسمة فايد" والشهيد "طلال ابو عون" والشهيد "عطا الله السميري"، وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفال، حيث وصفت إصابات بعضهم بأنها بالغة الخطورة. من جهة أخرى؛ فقد أكدت مصادر طبية أن مستشفى شهداء الأقصى في المحافظة الوسطى لم يستطع استقبال كافة الجرحى والمصابين، موضحة أنه تم نقل العديد من الجرحى والمصابين إلى مستشفى ناصر والشفاء. وكان صوت الانفجار الشديد الذي نتج عن قصف الاحتلال للمنزل المذكور قد هز أرجاء المحافظة الوسطى من قطاع غزة، فيما تصاعدت ألسنة الدخان من مكان الحدث. وأعاد مشهد قصف منزل فايد إلى الأذهان قصف منزل القائد العام لكتائب القسام الشيخ صلاح شحادة قبل خمسة أعوام حيث استشهد 15 فلسطينياً معظمهم من الأطفال. فيما قال سكان محليون إن حي كامل تم تدميره جراء الغارة الصهيونية وأن عشرات المنازل تدمرت وتضررت. وقد عبر المواطنون والأهالي عن سخطهم الشديد جراء ارتكاب الاحتلال لهذه المجزرة المروعة، مطالبين الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية بالرد بكل قوة على هذه المجازر الصهيونية المتكررة. الجهاد وحماس تتوعدان في هذه الأثناء توعد أبو أحمد المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بالرد على هذه لمجزرة الصهيونية. وأضاف "سنضرب العدو في كل مكان". وقال المتحدث إن "الاحتلال الإسرائيلي فقد بوصلته وقصف منزلا مدنيا وسط حي سكني، وهو يضرب الأطفال والنساء في دليل على فشله في التصدي للمقاومة ووقف صواريخها, وعليه أن ينتظر الرد". من جهته قال خالد البطش القيادي بحركة الجهاد إن إسرائيل وراء تفجير المنزل، وربط بينه وبين اغتيال القائد العسكري بحزب الله عماد مغنية الذي نفت إسرائيل مسؤوليتها عنه أيضا.. واعتبر البطش في تصريح لرويترز أن هذا التصعيد لن يجلب الأمن للمستوطنين، مشيرا إلى أن هذا التصعيد ستتم مواجهته بمزيد من المقاومة والجهاد. من جهتها أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الاحتلال الصهيوني "سيدفع الثمن غالياً"، ردا على هذه المجزرة الكبيرة، وقال الناطق باسم الحركة الدكتور سامي أبو زهري في تصريح صحفي له، إن "حركة حماس تنظر بعين الخطورة لهذا التطور الخطير باستهداف الاحتلال أحد البيوت السكنية بقذائف طائرات "اف 16" الحربية. وأكد أبو زهري أن هذه الجريمة "تفتح باب الصراع مع الاحتلال على مصراعيه، وأن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي إزاء هذه الجريمة ، وسيدفع الاحتلال ثمنها باهظاً"، حسب تعبيره. وقال "نزفّ إلى شعبنا الشهيد البطل القائد أيمن الفايد وأفراد أسرته وجميع الشهداء ونتقدم بالتهنئة لإخواننا في حركة الجهاد الإسلامي، ونؤكد أن هذا الشلال المتدفق من الدم وهذه المجازر سترتد على نحر الصهاينة". وأضاف أبو زهري "أن حركة حماس تؤكد أن هذه الجريمة لن تخيف الشعب الفلسطيني، ولن تدفعه للفرار من أرضه وبيوته، بل سنبقى ثابتون صامدون، ولن نفر من بيوتنا كما يفعل جبناء مغتصبة سديروت وغيرها من المغتصبات الصهيونية"، مشدداً على أن "الحرب سجال، ولن تذهب دماء شعبنا هدراً".