لا ينكر أحد ان للولايات المتحدةالامريكية مصالح في منطقة الشرق الاوسط وان ضمن هذه المصالح الحفاظ علي امدادات النفط للولايات لمتحدة وحلفاؤها وتامين الخطوط الملاحية التي تمر فيها تلك السفن
وقد احتفظت الولاياتالمتحدة بقوات كبيرة وقواعد بحرية بمنطقة الخليج العربي لتامين هذه المصالح .
واحتفظت بعلاقات استراتيجية مع معظم دول الخليج , واختصت دولة قطر لتكون مقرا متقدما لقيادتها العسكرية ,واستطاعات الولاياتالمتحدة ان تحتفظ بعلاقات خاصة مع الدول السابق ذكرها بالرغم من تحالفها العسكري الوثيق باسرائيل , وضمانها لأمنها ولتفوقها العسكري علي كافة الدول العربية .
ولم تكن الولاياتالمتحدةالامريكية حريصة في يوم من الايام علي الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع شعوب الدول العربية التي ترتبط معها بمصالح خاصة وانما كانت علاقتها متميزة مع حكام وقادة هذه الدول فقط ولم تراعي الولاياتالمتحدة في يوم من الايام شعور هذه الشعوب ومعتقداتها وتاريخها وحضارتها .بل واخذت تبيع الوهم للشعوب العربية واستخفت بعقولها وتدليلا علي ذلك ودون الخوض في التفاصيل : فقد وقفت الولاياتالمتحدة ضد جميع القرارات الدولية التي تدين الاحتلال الصهيوني للاراضي الفلسطنية ,وكذلك القرارات الدولية التي تدين العدوان الصهيوني المستمر علي ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة , واستخدمت حق الفيتو ضد جميع هذه القرارات وضمنها القرار الذي حاول ادانة الصهاينة عندما قتلت اسرائيل أكثر من الف وربعمائة فلسطيني ضمنهم عشرات الاطفال في قطاع غزة .
ولم تنسي ذاكرة الشعوب العربية عندما كان شيمون بيريزرئيس اسرائيل الحالي رئيس للوزراء وامر بقتل ابناء لبنان في منطقة قانا عندما صبت طائرات اسرائيل حممها علي اكثر من مائة مدني لبناني وقتلتهم ووقفت الولاياتالمتحدة في مجلس الامن الدولي لتستخدم حق الفيتو لمنع المجلس من اصدار قرار بإدانت اسرائيل , ناهيك عن موقف الولاياتالمتحدة من غزو لبنان والتي راح ضحيته عشرات الالاف من ابناء لبنان الشقيق فقد وقفت امريكا داعمة لهذا الغزو ومؤيده له ومنعت مجلس الامن من إدانته وتكرر الموقف الامريكي في حرب اسرئيل الاخيرة ضد الجنوب اللبناني عندما دمرت اسرائيل معظم البنية التحتية في لبنان ويمكن القول ان تصرفات الادارات الامريكية المتوالية مع الشعوب العربية لم تنطلق من منطق الحفاظ علي المصالح وتحقيقها
ولكنها ارست مبادي منطق الغوغاء في منطقة الشرق الاوسط والذي يمكن تسميته بمنطق ( رعاة البقر) الذين يستولون بقوة السلاح علي حقوق الاخرين ولا يعترفون بادميتهم وينكرون عليهم الحرية والعدل والمساواة فقد اكدت الاحداث ان الولاياتالمتحدةالامريكية ترتبط بعلاقات وثيقة مع معظم حكام وامراء الدول العربية واكدت الاحداث ايضا بعداء الولاياتالمتحدة الشديد للشعوب العربية
وقد شاهد الجميع ذلك عندما قضت الادارة الامريكية بان العراق لدية اسلحة دمار شامل
وحاصرت الشعب العراقي لعدة سنوات ولم تحترم الاممالمتحدة ولا منظماتها الدولية وامرت قواتها وحلفائها بغزو العراق وخرجت قاذفات القنابل العملاقة تدك الشعب العراقي بعد ان جوعتة ودمرت بنيته التحتية ودمرت معظم التراث الحضاري للشعب العراقي وهدمت اثار الخلافة العباسية وقتلت مئات الالاف من ابناء الشعب العراقي ضمنهم المئات من النساء والاطفال ,ان المتتبع للاحداث ليس امامه من سبيل الا ان يقطع بان تصرفات الادارارات الامريكية مع الدول العربية بعيدة كل البعد عن تصرفات ادارة ترتبط بمصالح مع هذه الدول فماذا فعلت السودان حتي تاخذ امريكا علي عاتقها عبئ تقسيمها وتتبني فكرة تقسيم ماتم تقسيمه في شمال السودان وتسعي جاهدة الي عزل دارفوروماذا فعلت الصومال حتي تتامر امريكا عليها وتساعد في تدميرها ومن ثم يجب ان نقف مليا امام الاحداث التي تدور في سوريا الشقيقة دولة الخلافة الاموية وجناح مصر الايمن الذي وقف شامخا ضد اسرائيل في حرب 1973
العمق الاستراتيجي المصري . الذي اصبح الان علي اعتاب الحلقة قبل الاخيرة من حلقات العدوان الامريكي علي منطقة الشرق الاوسط
والذي اصبح امام ذات الحوار التي كانت تطلقه امريكا قبل عدوانها علي العراق عندما قالت :
1- ان العراق لدية اسلحه دمار شامل
2- ان هذه الاسلحة تهدد المصالح الامريكية والامن القومي الامريكي
3- ان العراق يهدد المصالح الامريكية في الشرق الاوسط
واليوم تقول امريكا
1- ان القيادة السورية استخدمت ضد شعبها الاسلحة الكيماوية وقتلت 1400 سوري
2- ان اخلاق الولاياتالمتحدة لا تسمح بان تستخدم دولة اسلحة كميائيه وتقتل شعبها
وبنفس المنطق تابي الولاياتالمتحدة اللجوء الي مجلس الامن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية في هذا الموضوع وهي الان في طريقها الي القضاء باستخدام القوة ضد الدولة السورية حتي تحقق هي بنفسها العدل الدولي وتحمي القيم الانسانية !!!
وحيث انني اكتب هذه السطور ونحن قاب قوسين او ادني من العدوان الامريكي علي الدولة السورية ويجب ان تعلم القيادة الامريكية ان هذه الخطوة ان حدثت ستكون بداية النهاية للسيطرة الصهوينة علي القرار الامريكي وبداية النهاية للقيادة الامريكية الحالية لان الشعب الامريكي هو سواء بسواء بالشعوب العربية يعلم جيدا ان الولاياتالمتحدةالامريكية لا جمل لها ولا ناقة لدي الدولة السورية وانما هي فقط الاجندة الصهوينية في منقطة الشرق الاوسط وبمعني ادق هي المصالح الاسرائلية وليست المصالح الامريكية فالثابت ان سوريا لا يمكنها ان توقف امدادات النفط في الشرق الاوسط فهي ليست من الدول التي تطل علي الخليج العربي وهي دولة بعيدة كل البعد عن ممرات السفن التي تنقل البترول الي امريكا وحلفائها وان سوريا ليس لها اي حدود مع الولاياتالمتحدةالامريكية ولكن حدودها فقط مع اسرائيل اذن فالمشكلة من اجل اسرئيل الذي قال احد قادتها (بن جوريون) ان المشكلة ليست في قدرة اسرائيل العسكرية ولكن المشكلة هي تفتيت سوريا ومصر والعراق وحيث ان القيادة الامريكة تعلم جيدا ان الشعوب العربية والاسلامية ترتبط بعلاقات حسنة مع الشعب الامريكي وتحترمه وتقدره ولا يوجد عداء بين هذه الشعوب مع الشعب الامريكي
ولكن الذي يبين هذه الشعوب والقيادات الامريكية المتتالية هي فلسطينفالولاياتالمتحدة تعهدت بجعل اسرئيل اكبر قوة في الشرق الاوسط ومساعدتها في العدوان علي الشعوب العربية واستخدمت حق الفيتو في مجلس الامن ومنعتة من ادانه اسرائيل في كافة اشكال عدوانها علي الشعوب العربية – وساعدت اسرائيل في اقامة مستوطنات علي الاراضي الفلسطينةالمحتلة وحالت امريكا بين الاممالمتحدة وبين استرداد الحقوق الفلسطينة ومنعت امريكا انشاء دولة فلسطينية علي الاراضي الفلسطنية المحتلة بعد عام 1967.ثم اعلنت امريكا حربها علي الارهاب لمنع العرب من استرداد فلسطين ومساعدة اسرائيل في الطغيان علي الشعوب العربية
فكانت فلسطين هي التي بين العرب وبين القيادات الامريكية المتواليةوكانت اسرائيل والصهيونية العالمية هي المحرك الاساسي لكافة حروب الولاياتالمتحدةالامريكية في منطقة الشرق الاوسط ومن اجلها دمرت العراق وقسمت السودان ودمرت الصومال وخلقت من الفتن في كل الدول العربية, واستعدادها الان لغزو سوريا انها المصالح الصهيوينية فكافة شعوب الارض تعلم ان الولاياتالمتحدةالامريكية انتهكت كل القيم الانسانية عندما قامت بغزو افغناستان وقتلت مئات الالاف من النساء والاطفال والمدنين وانتهكت كل القيم في حربها علي العراق وفي اطلاقها الصواريح علي السودان ولا يحق لها ان تدعي انها ستقوم بغزو سوريا حماية للقيم الانسانية ففاقد الشي لا يعطية , ولا يحق لها ان تدعي ان حيازة سوريا للاسلحة الكيماوية يضر بمصالح امريكا فكل ما لدي سورية لا قيمة له بما تملكه اسرائيل وما تحتفظ به امريكا وحلفائها في ترسانتهم العسكرية سوريا لم تضرب هيروشيما ونجازاكي بالاسلحة النووية ولم تعتدي علي اي دولة ملاصقة لها ولم توقف الملاحة في الخليج العربي ولم تعطل امدادات النفط المتجه الي امريكا وحلفائها وحيث ان الشعب الامريكي يعلم جيدا ما تعلمه الشعوب العربية من ان قيادته وهي في سبيلها للعدوان علي سوريا انما تحقق فقط المصلحة الصهيونية ولا تحقق اي مصلحة لامريكا وان جميع التصرفات الامريكية للحفاظ علي هذة المصالح قد كلفت الشعب الامريكي عشرات الالاف من القتلي والمعاقين والاف الملاين من الدولارات
وان الحرب القادمة علي سوريا يمكن ان تؤدي الي انهيار الاقتصاد الامريكي بل ويمكن القول ان تتحقق الكارثة العظمي عند الامريكان وتتفكك امريكا كما تفكك الاتحاد السوفيتي ومن اجل ذلك تستدرج روسياالولاياتالمتحدةالامريكية لهذه الحرب فهي تنتظرها بعد ان استدرجتها امريكا في افغانستان وانهيار الاتحاد السوفيتي ويمكن القول بان الحرب علي سوريا ستلحق الدمار بالجميع وان كان
ذلك من قبيل التوقعات الا ان هذه التوقعات تدعمها المؤشرات الاتية:-
اولا:- ان روسيا تتمني هذه الحرب لتؤكد قدرتها علي مساعدة حلفائها والحفاظ عليهم وهي راغبة في استنزاف الولاياتالمتحدة وتدمير اقتصادها لترد لها ما فعتله في حرب افغانستان عندما فتحت امريكا الباب علي مصراعية للمقاتلين العرب لدخول افغانستان وامدتهم المخابرات الامريكية بكافة انواع الاسلحة وانهكت الاتحاد السوفيتي وترتب علي ذلك انهيارة اقتصاديا وتفكيكه
ثانيا :- ان الجيش السوري لازال لديه قوات وعتاد يمكنه توجيه ضربات قاسية الي اسرائيل والولاياتالمتحدة ويمكنه الحاق الاذي بالقوات الامريكية وان امريكا لم تعتاد الحرب مع اي دولة لديها اي قدر من القوة – فقد حاربت العراق بعد ان انهكها الحصار وبعد ان فقدت قواتها في حرب الكويت
وحاربت امريكا افغانستان والصومال وهي دول معدمه ليس لديها اي قدر من القوة وبالرغم من ذلك فقد فقدت الاف من ابنائها بين قتيل وجريح وخسرت الحرب
ثالثا:-ان حزب الله وهو الحليف الاستراتيجي لسوريا لن يترك امريكا تعتدي عليها ولن يقف مكتوف الايدي وسيلحق الدمار بشمال اسرائيل وقد يحرر اجزاء منها ويهدد نصف سكانها ولن يسمح بكشف ظهرة ولن يسمح بهزيمة سوريا
رابعا : ان ايران لن تقف موقف المتفرج وستعرض للخطر كل المصالح الامريكية في الخليج العربي ولن تتخلي عن سوريا
خامسا : - لن تسمح روسيا بزوال موطئ قدمها الوحيد في البحر الابيض في ميناء طرطوس السوري ولن تسمح لاحد بان يقضي علي حلفائها ولن تسمح بعجلة الزمن ان تعود الي الوراء . قد تشهد الايام القادمة بداية الحرب ولكن لن تشهد الايام القليله القادمة نهايتها ولن تستطيع امريكا ان تحقق لاسرائيل هذه المرة ما تتنمي بل ويمكن القول بان امريكا ربما لاتجد اسرائيل *محامي بالنقض- مدينة السويس