أكد السيد حسن نصر الله السبت أن حزب الله الذي يرأسه لديه "أشلاء عدد كبير" من الجنود الصهاينة جمعت خلال حربه مع الكيان الصهيوني صيف العام 2006. وفي شأن الأزمة الداخلية انتقد بطريقة ضمنية ما اعتبره انحيازاً عربيا للأكثرية مستنكراً جولة الرئيس الأمريكي جورج بوش الأخيرة في المنطقة ومشدداً على أن إيران التي تدعم حزبه ليست "عدو" العرب. وقال نصر الله في خطاب ألقاه عبر شاشة عملاقة في نهاية مسيرة عاشوراء في ضاحية بيروت "لا أتحدث عن اشلاء عادية ، الجيش الصهيوني ترك أشلاءاً لعدد كبير من جنوده" خلال الحرب التي استمرت 33 يوما. وأضاف أمام عشرات الآلاف من أنصاره "لدينا رؤوس وأيد وأرجل ولدينا جثة شبه مكتملة الرأس وحتى وسط البدن" مضيفاً "ماذا قال الجيش لعائلة هذا الجندي". وتوجه إلى الصهاينة بقوله "أيها الصهاينة جيشكم يكذب عليكم ويقول أنه لا يترك وراءه أجساد قتلاه، أقول لكم ترك جيشكم أشلاء جنوده في قرانا وحقولنا". وما زال لدى حزب الله جنديان صهيونيان أسرهما صيف عام 2006 تجري المفاوضات لمبادلتهما بالأسرى اللبنانيين لدى الكيان الصهيوني. من ناحية أخرى اعتبر نصر الله أن العرب منحازين للأكثرية مجدداً التمسك بثوابت المعارضة وأبرزها "الشراكة الحقيقة" أي الثلث المعطل في الحكومة المقبلة. وقال "استغرب كيف يتحدث المسئولون العرب عن الأكثرية والأقلية الشعبية والديموقراطية" في لبنان، مضيفا "أنظمتهم لا تعرف لا الأكثرية ولا الأقلية ولا الديموقراطية". واعتبر أن مقياس جدية الوساطة العربية يكون بعملها "ليل نهار لإنجاز تسوية داخلية حقيقية تقوم على الشراكة وليس على أساس الضغط على فريق من أجل أن يستسلم ويعترف باستئثار فريق آخر لإدارة البلاد". ويقوم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بجولة ثانية من المشاورات لتنفيذ المبادرة العربية الجماعية التي تنص على حكومة لا يتمتع فيها أي طرف بقدرة الاستئثار أو التعطيل التي تصبح حصرا بيد رئيس الجمهورية. بالمقابل جدد نصر الله ترحيبه بالمبادرة العربية وقال "رحبنا بها وأجدد الترحيب" معرباً عن أمله " أن تصل إلى النتائج المطلوبة". وتتبادل الأكثرية والأقلية الاتهامات بتعطيل المبادرة التي تشاور موسى السبت مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق بشأن تنفيذها. واتهم نصر الله الأكثرية بالسعي لتدويل الأزمة وذكرها بالقرار 1559 الذي صدر عام 2004 وما زال حبراً على ورق خصوصا بالنسبة للبند الذي ينص على نزع سلاح الميليشيات اللبنانية (حزب الله) وغير اللبنانية (الفلسطينيون). وقال "اذا كنتم تراهنون على ضعف المعارضة أو تراجعها أو تخليها عن حقها وأهدافها أنتم واهمون، من يريد أن يدفع بالأزمة إلى التدويل فليرى مصير القرار 1559". كما دعا نصر الله الحكام العرب وشعوب المنطقة إلى الرد على جولة بوش الأخيرة في المنطقة و" إملاءاته وشروطه".
ورأى بأن الرد يكون "بالتمسك بخيار المقاومة ودعمها سياسيا وإعلاميا وماليا وعسكريا وبمزيد من التمسك بالأرض ورفض التهجير وبالتالي التوطين وبمعرفة الصديق الحقيقي من العدو الحقيقي" في إشارة إلى حملة بوش على إيران التي تدعم حزب الله. وقال "بوش يريد إقناع الحكام العرب والشعوب بأن إيران عدو يمثل الخطر والتهديد وإسرائيل اخ صديق حبيب، هل من تضليل أكبر"، مضيفا "يجب أن ترفض الحكومات والشعوب العربية الانجرار معه لأن ذلك يخدم فقط مصالحه ومصالح كيانه السرطاني ويؤدي إلى قتل شعوبنا من خلال حروب عبثية". وطالب العرب "أن يقفوا إلى جانب قطاع غزة المحاصر الذي يتعرض لمذبحة وإبادة جماعية". وهدد بالرد على اختطاف صهاينة مدنيين من جنوب لبنان والتحقيق معهم لساعات قبل الإفراج عنهم وآخرهم الجمعة. وقال "الخروقات الإسرائيلية غير الجوية مثل اختطاف مواطنين لساعات ثم إطلاق سراحهم كادت تتحول عادية"، مضيفاً "نحذرهم. الاعتداء على المدنيين إذلال للوطن والشعب ولا يجوز السكوت". وقلل نصر الله من أهمية ما يتردد عن تهديدات صهيونية بحرب جديدة على لبنان. وقال "لا أعتقد أنهم حاضراً يملكون قيادات سياسية وعسكرية أو جيشاً مؤهلا"، مضيفا "مع ذلك لا نترك بابا للمفاجأة". وجدد التاكيد على "جهوزية" المقاومة للرد على الكيان الصهيوني. وقال "لو شنت الكيان الصهيوني حربا جديدة على لبنان نعدهم بحرب تغير مسار المعركة ومصير المنطقة باكملها". وكان نصر الله قد فاجىء السبت عشرات الألوف من مناصريه بحضوره شخصياً للمشاركة معهم فترة من الوقت. ومنذ الحرب التي شنها الكيان الصهيوني عام 2006 حضر نصر الله مرة واحدة احتفالا شعبيا مكشوفاً في الضاحية سبتمبر من العام نفسه. ومنذ ذلك الحين امتنع نصر الله، الذي يهدد الكيان الصهيوني باغتياله، عن المشاركة شخصيا في إحياء عاشوراء أو مناسبات دينية وسياسية أخرى واكتفى باطلالات على مناصريه من خلال شاشة عملاقة لكنه قام مرة واحدة بتوزيع شهادات داخل قاعة مقفلة في ضاحية بيروتالجنوبية.