تحت قنابل الغاز التى بعثتها الداخلية لتفريق المتظاهرين أثناء إحيائهم ذكرى أحداث محمد محمود، وقف عمرو الكابتن بين المتظاهرين يتضامن معهم، ليس بالرسم على الجدران ولا بقذف الشرطة بالحجارة بل بإرسال رسالة مفادها أن كل إنسان له شبيه فى مملكة الحيوان، فحيواناته المحنطة ببراعة وتنم عن مهارة صاحبها، تراقب الموقف من قلب الحدث الذى شهد فى نفس اليوم من العام الماضى سقوط العديد من الشهداء والمصابين.جيت عشان أقول رأيى فى الثورة بطريقة متحضرة.. يقولها الرجل الثلاثينى القابع فى أحد زوايا شارع الشهداء، والذى أصيب أثناء المعركة ولم يلق الاهتمام الكافى من الدولة فقرر أن يجسد الثورة بطريقته الخاصة: كل حيوان من دول ليه شبيه فى حياتنا، عندك مثلاً الفيران اللى بطالب بمحاكمتها بعدالة، قالوا علينا جبناء وهمَّ اللى طلعوا كده، حطيت الفيران وهى حية وبتلعب فى القفص عشان أوصل رسالة للى بيفهم وأقول له إن الراجل اللى مستموت فى مستشفى طرة زى الفل.بسبب تصريح وزير الداخلية السابق منصور العيسوى بأنه لا يوجد من يطلق الرصاص على الثوار، رغم أن عمرو واحد من الذين أصيبوا بطلقات خرطوش فى جميع أنحاء جسده، قرر عمرو أن يشبهه بالتعلب المكار، الذى يقول إن مفيش خرطوش لكن الحقيقة فيه خرطوش.موقعة العباسية وقيام المجلس العسكرى بفض الاعتصامات بالقوة باستخدام الآلة العسكرية، عبّر عنه عمرو بالأفعى القادرة على بث السم وقتل الإنسان فى 10 دقائق، ويقول: المجلس العسكرى قتلنا فى 10 ثوانى، معنى كده إنه أخطر من الكوبرا اللى محنطها.الديب جبان لما بيطلع من القطيع، عامل زى العسكر والإخوان، كانت مالياهم الشراسة وهمَّ متحدين، ودلوقتى الجبن ماليهم.. يعبّر عمرو عن فلسفته فى الحياة بهذا القول، مؤكداً أن أحب الحيوانات التى قام بتحنيطها هو الأسد الذى تتفق صفاته مع صفات الثوار العظام الذين يجاهدون وما زالوا لينالوا الحرية والعيش والعدالة الاجتماعية.