أكد السفيرصالح عبد الله البوعينين مندوب قطر الدائم لدى الجامعة العربية حرص بلاده على تعزيز القضية الفلسطينية ودعمها بكل الامكانيات لافتا الى أهمية انعقاد المؤتمر الدولي حول القدس والذي من المتوقع انعقاده في العاصمة القطرية الدوحة خلال الربع الأول من العام 2011 من أجل بحث الآليات المطلوبة لحماية المقدسات الدينية في المدينة المقدسة والتصدي للمخططات الاسرائيلية لتهويد المدينة المقدسة وأعرب عن أمله في أن يفتتح هذا المؤتمر الذي ستشارك فيه جهات دولية ، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر.وقال السفير البوعينين في تصريحات صحفية في ختام الاجتماع التحضيري لمؤتمر الدوحة الدولي حول القدس والذي ترأس أعماله اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية : اننا نأمل أن يخرج المؤتمر المرتقب بالدوحة بنتائج ايجابية تخدم قضية القدس .وأضاف انه حتى الآن لم يتم الاتفاق على الموعد المحدد لانعقاد المؤتمر لكن سيتم ذلك بالتعاون بين الجانب القطري والجامعة العربية وسيتم التشاور في هذا الاطار لاستكمال التحضيرات الخاصة بالمؤتمر .وعن مدى استعداد الجانب القطري لاستضافة المؤتمر والترتيبات التي سيتم اتخاذها قال السفير البوعينين ان قطر لا تألو جهدا لدعم العمل العربي المشترك كما انها لن تتخلى ابدا عن القضية الفلسطينية وقضية القدس ، كما أن مساهماتها رائدة وسابقة في هذا الموضوع ، كما أن الدول العربية جميعها تساند القدس وستواصل دعمها لها في المستقبل ، ونرجو أن يكلل مؤتمر الدوحة الدولي حول القدس بالنجاح وان يخرج بنتائج طيبة وايجابية تخدم هذه القضية .وحول ما اذا كان هذا المؤتمر سيكون خطوة في مواجهة المخططات الاسرائيلية الرامية الى تهويد القدس قال سعادة السفير البوعينين : ان موضوع القدس ليس سهلا بل متشعبا وبع العديد من القنوات لكن نأمل التصدي لما يحدث في القدس ووقفه ، فالقدس هي لب وجوهر القضية الفلسطينية وهي مدينة عزيزة في قلب كل مسلم ومسيحي ، كما أنها قضية دولية تهم الكثير من اقطار العالم وهناك تعاطف وتفاهم من قبل دول العالم مع قضية القدس ومن الضروري تسليط الضوء على هذه القضية لنكشف ونفضح الانتهاكات التي تستبيحها اسرائيل في هذه الارض العربية .وفي رده على سؤال حول عدم وفاء الدول العربية بالدعم المالي للقدس والذي اقرته القمة العربية الاخيرة في سرت وقدره 500 مليون دولار قال السفير البوعينين : ان الدول العربية لا تتخلف عن دعم القضية الفلسطينية وانها قدمت الكثير في السابق لدعمها وسوف تقدم المزيد في المستقبل باعتبار ان القضية الفلسطينية هي القضية الاساسية للأمة العربية ، لكن القضايا المالية لها هياكلها المخصصة وظروفها ، لكن قرار الدعم هو قرار سيادي للدول العربية ولا يمكن التدخل فيه ، وبشكل عام نرجو أن الدول العربية ستقدم المزيد من الدعم للقدس .وفيما يتعلق بموعد انعقاد المؤتمر المرتقب في الدوحة أعرب السفير البوعينين عن امله في ان يعقد خلال الربع الأول من العام 2011 لافتا الى انه نظرا لازدحام الاجندة السياسية العربية خلال الفترة المقبلة بالفعاليات والاجتماعات كالقمة العربية الاستثنائية في ليبيا والقمة الاقتصادية في مصر والقمة العربية في دورتها الثالثة والعشرين والمقررة في العراق ولذا سنعمل على عقد مؤتمر الدوحة في وقت مناسب خلال الربع الاول من العام المقبل بحيث تكون قبل القمة العربية المزمعة بالعراق ، لأن المؤتمر جاء بقرار من قمة سرت ولذلك لابد من تفعيل كافة القرارات التي تتخذها القمم العربية لترى الشعوب العربية ان هناك جدية في طرح التوصيات التي يتفق عليها القادة في القمم العربية وقد وضعت دولة قطر ذلك في الاعتبار .وأضاف السفير البوعينين ان اجتماع اليوم ناقش الجانب التنسيقي لمؤتمر الدوحة وتم تداول الافكار من قبل كافة الدول المشاركة للاتفاق على الجوانب الاساسية للمؤتمر ، لافتا الى انه في اطار الحرص القطري على انجاح المؤتمر تم تشكيل لجنة من الجانب القطري والجامعة العربية ستجتمع خلال الفترة المقبلة لبحث النقاط التي تم الاتفاق عليها اليوم ، كما ستواصل اللجنة التحضيرية للمؤتمر التنسيق في هذا الاطار خلال الفترة المقبلة .من جانبه أكد السفير بركات الفرا مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية أهمية هذا الاجتماع والتحضير الجيد له لافتا الى أن الاجتماع أوصى بأن تعد فلسطين ورقة متخصصة حول واقع القدس واحتياجات المدينة لتقديمها للمؤتمر المقرر في الدوحة.وعبر السفير الفرا عن رضاه عما دار في هذا الاجتماع، موضحا أنه قدم ورقة عمل باسم وزارة الخارجية للاجتماع تتعلق بمحاور المؤتمر، مع إبرازها للوضع الحالي المؤلم للغاية لمدينة القدس، وكذلك احتياجات المدينة ومؤسساتها في ظل ما تعانيه تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي الغاشم .وأضاف : ان فلسطين لديها مراكز علمية متخصصة، ولدينا جامعة القدس وغيرها من المؤسسات التي سنتستعين بها لرفد المؤتمر بالأبحاث والدراسات التي تخدم القدس.وأشار السفير الفرا إلى انه تقرر عقد اجتماع آخر استكمالي يجمع اللجنة الاستشارية للمؤتمر مع اللجنة القطرية المكلفة بالتنسيق مع الأمانة العامة للجامعة العربية بخصوص تنظيم هذا المؤتمر.وأوضح أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع في دولة قطر قبل نهاية شهر سبتمبر المقبل لوضع الترتيبات النهائية لعقد هذا المؤتمر الهام، وللاتفاق على شعار المؤتمر.ولفت الى ضرورة حشد الجهود لجعل هذا المؤتمر يصب في خدمة المدينة المقدسة وتعزيز صمود أهلها، مضيفا: انه سيتم إشراك خبراء في القانون الدولي، ومختلف المؤسسات الدولية والحقوقية والشخصيات العامة، ومؤسسات المجتمع المدني في هذا المؤتمر المهم .واشار الى أن الأمانة العامة للجامعة العربية تقدمت باقتراح ليتضمن المؤتمر أربعة محاور مهمة، والاجتماع طالب بإعادة النظر فيها، بحيث تعطي المؤتمر المزيد من العمق في تناول مختلف المسائل.وشدد السفير الفرا على أن هذا المؤتمر يعد أحد الخطوات التي يتم من خلالها تطبيق خطة إنقاذ القدس التي اقرتها القمة العربية في سرت قمة دعم صمود القدس.وقال: ان مؤسسات القدس وقطاعات الصحة والتعليم والإسكان، بالإضافة إلى النوادي الاجتماعية وقطاع الشباب بحاجة للدعم العربي.واعتبر أن أهمية مؤتمر القدس الدولي تكمن في المشاركة الدولية البارزة فيه من قبل مؤرخين وقانونيين وخبراء وشخصيات دولية فاعلة .