• تتطلع أوروبا إلى إفريقيا والولاياتالمتحدة للحصول على النفط الخام، وتعلق روسيا آمالها لتسويق نفطها الخام إلى الهندوالصين • في أبريل 2022، أصبحت روسيا رابع أكبر موردي النفط للهند بعد أن احتلت المركز العاشر في مارس 2022 • قامت الولاياتالمتحدة بإرسال مسؤول بالحكومة الفيدرالية الأمريكية لمحاولة إقناع الهند بخفض مشترياتها من النفط الروسي غيرت الحرب الروسية الأوكرانية اتجاه تدفقات النفط، حيث تتطلع أوروبا إلى استيراد النفط الخام من دول أخرى بديلة لروسيا، فيما تبحث روسيا عن مستوردين للنفط الخام في الشرق. وقد بدأت التغيرات في تدفقات النفط واضحة تمامًا بعد ثلاثة أشهر من غزو روسيا لأوكرانيا. في الوقت الحالي، تستورد أوروبا كميات كبيرة من (النفط الخام الأمريكي) والنفط الخام من (بحر الشمال)، كما تستورد النفط الخام الخفيف من (غرب إفريقيا) في إطار سعي حكومات الدول الأوروبية إلى تقليل اعتمادها على النفط الخام من روسيا والتخلي عنه في أقرب وقت ممكن. علاوة على ذلك، تتجنب الشركات التجارية وشركات التأمين وشركات إعادة التأمين ومالكي الناقلات في (المملكة المتحدة) و(الاتحاد الأوروبي) التعامل مع إمدادات النفط الروسية خوفًا من الامتثال للعقوبات الحالية والمستقبلية على صادرات النفط الروسية. يذكر أن الاتحاد الأوروبي قد استغرق عدة أسابيع للاتفاق على نوع من التسوية بشأن حظر النفط الروسي. وتم الاتفاق في نهاية الأمر على حظر (واردات النفط الروسي المنقولة بحرًا فقط) اعتبارًا من نهاية عام 2022 والسماح باستيراد النفط الخام عبر (خطوط الأنابيب). وهو ما يعكس التحدي الحقيقي الذي تواجهه الدول الأوروبية لتنفيذ سياستها بالاستغناء عن النفط الروسي. وبعد هذا الحظر، تسعى أوروبا إلى الحصول على المزيد من النفط الخام المنقول بحرًا من خارج روسيا، كما سيتعين على روسيا مضاعفة جهودها لبيع المزيد من نفطها الخام إلى آسيا، أو إلى الصينوالهند على وجه التحديد. تتطلع أوروبا بشكل متزايد إلى الحصول على المزيد من إمدادات النفط الخام من (المملكة المتحدة) وخام (بحر الشمال النرويجي)، والمزيد من الإمدادات من (الولاياتالمتحدة) ومن دول (غرب إفريقيا). ووفقًا لبيانات تتبع السفن التي أعلنتها "بلومبرج"، شحنت الولاياتالمتحدةالأمريكية في شهر أبريل 2022 أكبر كمية من النفط الخام إلى أوروبا منذ أن رفعت الولاياتالمتحدة الحظر المفروض على تصدير النفط الخام في عام 2016. وفي شهر مايو 2022، استوردت أوروبا نحو 1.45 مليون برميل يوميًّا من النفط الخام الأمريكي، بزيادة قدرها 15٪ مقارنة بشهر مارس 2022، حسبما أعلنت وكالة "رويترز". كما أوضحت وكالة "رويترز" نقلًا عن شركة "بترو لوجيستكس" لتتبع الناقلات أن أوروبا ترفع وارداتها من النفط الخام بشكل كبير من غرب إفريقيا، حيث تعمل (نيجيريا وأنجولا) على تعزيز صادراتهما من النفط الخام إلى أوروبا، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط الخام النيجيري إلى مستويات قياسية تجاوزت سعر خام برنت. فقد أفاد متعاملون لوكالة "رويترز" أن خامات "Forcados " و"Escravos " النيجيرية عُرضت في الآونة الأخيرة بعلاوة قدرها 8 دولارات للبرميل. هذا، وتأتي الزيادة في صادرات النفط الخام الإفريقي إلى أوروبا على حساب انخفاض صادرات النفط الإفريقية إلى آسيا، حيث تشتري (الهندوالصين) النفط الخام الروسي زهيد الثمن. وفي هذا السياق صرح "مارك جيربر" رئيس "بترو لوجيستيكس" لوكالة "رويترز" بأن واردات الهند -ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم- من النفط الخام من غرب إفريقيا شهدت انخفاضًا إلى النصف تقريبًا خلال شهر أبريل 2022 مقارنة بشهر مارس 2022. تزود روسياالهند بكميات قياسية من النفط الخام الروسي رخيص الثمن. وفي أبريل 2022، أصبحت روسيا رابع أكبر مورد للنفط إلى الهند بعد أن احتلت المركز العاشر في مارس 2022. ووفقًا لبيانات "رفنتيف" والتي نقلتها "رويترز"، فمن المقرر أن تستورد الهند كميات قياسية من النفط الخام الروسي في مايو 2022 ويونيو 2022 تصل إلى 24 مليون برميل و28 مليون برميل على التوالي، مقارنة بنحو 7.2 ملايين برميل في أبريل 2022. هذا، وقد لفتت الزيادة الكبيرة في واردات الهند من النفط الخام الروسي انتباه الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي قامت بإرسال مسؤول بالحكومة الفيدرالية الأمريكية لمحاولة إقناع الهند بخفض مشترياتها من النفط الروسي. تصدر روسيا أيضًا ما يقدر بنحو 400 ألف برميل يوميًّا - معظمها إلى آسيا - عبر عمليات النقل من السفن الصغيرة إلى الناقلات العملاقة في البحر المتوسط، وفقًا لشركة "بترو لوجيستيكس" هذا بخلاف الكميات التى تقوم روسيا بتوريدها للهند. وختامًا، أوضح التقرير أنه من المقرر أن تزداد شحنات النفط الروسية إلى (الهندوالصين) بشكل أكبر في الأشهر المقبلة، ما لم يتدخل الغرب دبلوماسيًّا لإقناع الهند بعدم زيادة وارداتها من النفط الروسي. كما تغيرت تدفقات تجارة النفط الخام إلى الأبد، حيث تتطلع أوروبا إلى إفريقيا والولاياتالمتحدة للحصول على النفط الخام، بينما تعلق روسيا آمالها لتسويق نفطها الخام إلى (الهندوالصين).