ما من شك فى أن العالم ما قبل 24 فبراير 2022– بداية الغزو الروسى لأوكرانيا– ليس هو العالم قبل هذا التاريخ، وما من شك أيضًا فى أنه سيكون ل "السوشيال ميديا" نصيبها من هذا التغير والتحول. لقد عانى العالم لأكثر من ثلاثة عقود من الهيمنة والتدخل الخشن بسلاح العقوبات وبالنيران الكثيفة التى طالت البشر والحجر فى أفغانستان وأحرقت نخل العراق وقسمت ليبيا. وعندما صارت تكلفة النار فوق طاقتهم اخترعوا التغير باللاعنف.. تخلصوا من أنظمة وقسموا دولًا وكان للعرب النصيب الأكبر فبدلًا من المطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم وبلدهم المسروق أصبح هناك لاجئون من بلاد أخرى كسوريا وليبيا وغيرهما. دوامة من الإنهاك والإهلاك على مدى ثلاثة عقود لا تتوقف وبينما تجاهد بلادنا لتخرج من عنق الزجاجة التى سئمت وجودها فيها وجدنا أن هناك من يسد عنق الزجاجة بغطاء محكم من البارود والسموم. اقرأ أيضاً * مستشار النمسا يبحث فى برلين غدا تداعيات الحرب الروسية بأوكرانيا وإمدادات الطاقة * السفير يوسف الشرقاوي: الحرب الروسية الأوكرانية كشفت عجز مجلس الأمن وعدم احترام القانون الدولي * اتفاق بين بايدن والأوروبيين على «مواصلة زيادة تكاليف» الحرب الروسية في أوكرانيا * اليابان: الحرب الروسية غير المقبولة على أوكرانيا أعادت الحاجة لإصلاح مجلس الأمن * أوكرانيا: ارتفاع عدد الضحايا من الأطفال ل139 قتيلا منذ بداية الحرب الروسية * بلينكن: الحرب الروسية على أوكرانيا تتسبب فى أزمة غذاء عالمية * الحرب الروسية الأوكرانية.. بايدن: يجب أن نستعد لصراع طويل الأمد * التربية الخاصة والتخاطب في زمن السوشيال ميديا والكورونا * الرئيس الأوكراني يحث على احتجاجات عالمية ضد الحرب الروسية * حامد محمود: الحرب الروسية الأوكرانية نقطة فاصلة في النظام العالمي الجديد * ذا هيل الأمريكية: واشنطن تجابه حشدًا من التحديات الداخلية بينما تشتد الحرب الروسية الأوكرانية * عمرو موسى: الحرب الروسية في أوكرانيا هزت النظام الدولى وأظهرت عجز مجلس الأمن حتى السوشيال ميديا التى كان الزعم بأن غرضها تواصل اجتماعى انحرفت عن مسارها وصار لها إدارات فى أجهزة الاستخبارات.. فى الإمبراطورية وفى حليفتها أو ربيبتها.. تحولت لأدوات لإحكام السيطرة وفرض نمط حياة جديدة بقيم جديدة قاومها البعض لكن صوتهم ظل خافتًا. ولا شك أن الأمر لن يستمر هكذا، ستظهر مع القوى الجديدة وسائلها الجديدة ستبدو أكثر رحمة وأقل عنفًا.. وسوف تميل إلى أن يكون لها مبادئ أفضل والأفضل لنا ولغيرنا من بلاد العرب أن تدرس وتتأمل وتصنع أدواتها.. العولمة انكشفت عورتها.. وظهرت أدواتها للهيمنة والسيطرة... وأصبح الخيار واضحًا فإما أن تحافظ على هويتك أو تتركها فريسة لوحوش الغابة وتماسيح البحر. قد يكون من الصعب أن نختار لأبنائنا ملابسهم أو نوعية طعامهم لكن ليس من الصعب أن نختار ما يصلح عقولهم ويهذب سلوكهم.. ينقلهم من التقليد للتجديد وفق رؤية شاملة يجرى وضعها من أهل الذكر والعمل على وضعها موضع التنفيذ، فلسنا فى عصر الوحى أو الإلهام، بل عصر العلم والعمل لينجو من جد واجتهد ويهلك من تخاذل وابتعد عن هويته وصار مجرد تابع لا حول له ولا قوة.. لقد آن الأوان لإدارة رشيدة للسوشيال ميديا وغيرها بما يجعلها سلاحًا لنا لا سلاحًا علينا فى المرحلة القادمة.