ظهور المذيعة المحجبة نهاية لعهد مبارك

هيمن ظهور محجبة في نشرات الاخبار بالتلفيزيون المصري لأول مرة منذ خمسة عقود على اهتمامات الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء، وتنوعت تعليقاتها بين الإشادة واعتبار هذه الخطوة رمز لكسر القيود العلمانية التي كانت تحكم التلفزيون لسنوات طويلة الذي وصلته رياح الثورة متاخرا، والمخاوف من أن تكون تلك بداية لفرض قيود على حريات المرأة.وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن ظهور امرأة ترتدي الحجاب وتقدم نشرة الأخبار أمس الأحد لول مرة منذ عقود كسر القيود العلمانية التي منعت لعقود ظهور محجبة في نشرات الاخبار، وقد ظهرت فاطمة نبيل وهي ترتدي معطفا داكنا وحجاب أبيض، على القناة الأولى المصرية.وأضافت ظهور فاطمة بالحجاب أثار مناقشات حادة عبر الشبكة العنكبوتية حول ما إذا كان ظهورها خطوة من جانب الرئيس محمد مرسي لتشجيع نمو التيار الإسلامي في نشرات الأخبار وفي المجتمع ككل، وأعلن وزير الإعلام الجديد صلاح عبد المقصود ظهورها مذيعة محجبة على القناة الأولى يوم السبت، حينما قال إن السيدة فاطمة نبيل التي ترتدي الحجاب ستنفيذ مبدأ العدالة في مجال وسائل الإعلام وفقا لروح الثورة المصرية.وقال عبد المقصود إن هناك على الأقل ثلاث نساء محجبات أخرى سوف يظهرن قريبا على شاشات التلفزيون، بما في ذلك تقديم نشرات الطقس، وتعتبر هذه الخطوات تحول من المعايير المحددة عندما تأسس التلفزيون الحكومي قبل خمسة عقود.تحت الحكم الاستبدادي العلماني الذي سبق الرئيس مرسي، كان يعمل التلفزيون الحكومي باعتبارها الناطقة باسم الحكومة، وحتى وقت قريب، كانت هناك حملات موجهة ضد الرئيس مرسي.أما صحيفة لوس أنجلوس تايمز فقالت إن ظهر مذيعة ترتدي الحجاب في نشرات التلفزيون الحكومي تعتبر سابق فريدة من نوعها لم تحدث منذ خمسة عقود، غير أنها أثارت المخاوف من أن تكون تلك بداية لفرض قيود على حرية المرأة في ظل أول رئيس إسلامي يصل لسدة الحكم.وأضافت في عهد الرئيس السابق حسني مبارك اشتكت كثير من النساء الذين يريدون الحجاب أن هناك تمييز ضدهم حيث يجري استبعادهم من الظهور على الهواء بالحجاب، رغم أن القنوات الفضائية الممولة من القطاع الخاص في بعض الأحيان كانت تسمح بظهور مذيعات محجبات، وكان ينظر بشكل كبير لغيابها عن التلفزيون الحكومي أنها محاولة لإبعاد الإسلاميين من الحياة العامة في ظل نظام مبارك العلماني.ونقلت الصحيفة سالي زهني الناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة قولها:لكي نكون منصفين .. هناك تمييز ضد المحجبات.. وكانت هناك العديد من النساء المحجبات مع المؤهلات المناسبة ولكن لم يسمح لهم بالظهور على شاشة التلفزيون.وأوضحت الصحيفة أنه رغم أن الكثير من المصريين رحبوا بالقرار كخطوة إيجابية نحو إنهاء السياسات التمييزية، إلا أن البض ينظر لها على أنها خطوة من جانب وسائل الاعلام الرسمية لحشد الدعم لمرسي، ويخشى أنه بهذه القرارت تعكس التغيرات في المجتمع المصري التي قد تؤدي إلى قيود على الحريات الشخصية للنساء غير محجبات.وأوضحت ذهني :إن ما يقلقني الآن هو تنام أراء بين المشاهدين أن هذه هي الطريقة التي ينبغي للمرأة أن تبدو عليها لكي تكون محترمة أو متواضعة .. وهذا أمر مخيف.. أنا ضد التمييز تماما.. ولكن هذا لا يعني أن المجتمع يجب أن يبدأ مضايقة الفتيات غير المحجبات.