بعنوان مدوا الأيادى إلى مرسى، قال المحلل والناشط السياسى اليسارى الإسرائيلى، يوسى بيلين، فى مقال رأى نشرته مجلة فورين بوليسى الأمريكية، إن رئيس مصر الجديد ربما لا يكون معتدلا، لكنه يستحق فرصة لإثبات أنه ليس عدوا.وأضاف أن تفضيلاته وآراءه تختلف عن تلك الخاصة بمرسى، وأنه يمثل حركة تسعى إلى تطبيق أعراف دينية على دولة علمانية، رغم أنه تعهد بتمثيل الشعب بالكامل، بمن فيهم المسيحيون والليبراليون.قال أيضا إنه قد يواجه فى المستقبل القريب صراعات ما بين الحرية وحقوق الإنسان من جهة، والتعاليم الدينية من جهة أخرى. مضيفا: ونحن لا نعلم كيف سيقوم بحلها. متابعا القول إن قيم مرسى بعيدة تماما عن القيم الغربية الليبرالية، وإن ما ذكره مرسى فى أثناء خطابه من ميدان التحرير، بخصوص إطلاق سراح الشيخ عمر عبد الرحمن، قد لا يروق للأمريكيين.بيلين قال إن تصريحات مرسى حول إسرائيل لاذعة جدا. مضيفا: كان دور الفعال الأول فى الجماعة ضمن حركة مضادة للصهيونية، وعارض اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وألمح أنه لن يستمر فى الالتزام بالسلام البارد الذى كان سائدا فى ظل حكم السابق له. مضيفا أنه حتى إذا لم يتحرك مرسى من أجل إجراء استفتاء على اتفاقية كامب ديفيد، وهو ما وصفه بيلين بالفكرة الحمقاء، يبدو أنه سيبذل جهدا كبيرا لتبرير تدهور الاتفاقية.تابع بيلين أن مرسى يشغل الآن المنصب الأكثر أهمية فى الشرق الأوسط، وعلى الرغم من أن الجنرالات قيدوا سلطاته فإنه لا يزال زعيم الدولة العربية الأكبر فى العالم. مضيفا: لديه منبر وعظ مستأسد قوى، وقراراته ستؤثر على مستقبل الشرق الأوسط ومستقبل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، حتى إذا كان الجنرالات لا يفضلون ذلك.وأضاف أن أى محاولة لمعاقبة مرسى أو إقصائه أو محاولة الدفع بناخبى مصر إلى الاقتناع بأن انتخابهم له كان فشلا فادحا، ربما يكون خطأ خطيرا.قال أيضا إنه على العالم احترام وعوده السياسية والمالية لمصر مرسى، وإن قطع المعونة الأمريكية سيزيد من الكراهية المصرية للغرب، وسيقوى أى شخص يحاول إثبات فشل مرسى. مضيفا أن أى محاولة لإفشال مرسى لن تحقق نجاحا للولايات المتحدة أو إسرائيل فى الشرق الأوسط. وأن فشله فى إدارة البلاد لا يعنى أنه فى الانتخابات المقبلة ستقوم حشود المصريين بتغيير صوتهم إلى مرشح أكثر سهولة فى التعامل معه.كما أضاف أن صعود مرسى إلى الرئاسة كان مفاجأة للعالم. وقال: كراهية الإخوان المسلمين لنا عميقة وقاسية، ولا أفترض أن نمنح المصريين عناقا كبيرا عظيما، لأن هذا سيقابل بالرفض على الفور. لكن على الحكومة الإسرائيلية تمهيد الطريق لعلاقات أفضل مع القاهرة.وقال إنه على إسرائيل الحكم على نياته بدلا من الاستماع إلى خطاباته، وستكون هذه خطوة إيجابية. مضيفا أن هذا هو الوقت لمد الأيادى لمرسى وعرض عليه أى مساعدة ممكنة، وإذا ضايقه ذلك، يمكن سحب اليد الممدودة. أخيرا قال إن مصر مهمة جدا الآن للعالم الغربى، أكثر من أى وقت مضى