تواصلت الاشتباكات والعمليات العسكرية والأمنية في سوريا أمس، حاصدة المزيد من الضحايا في أنحاء مختلفة من البلاد مع دخول الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد، شهرها الخامس عشر، وذلك رغم دخول قرار وقف إطلاق النار شهره الثاني، ووجود نحو 200 من المراقبين الدوليين، الذين تعرضوا لثلاثة اعتداءات.وتثير الخروقات اليومية إلى قرار وقف إطلاق النار، كثيرا من القلق لدى المجتمع الدولي من حول الأزمة السورية بين نظام بشار الأسد، والمعارضة إلى حرب أهلية، تهدد استقرار المنطقة بأكملها. وإزاء تواصل أعمال العنف، أشارت فرنسا إلى إخفاق محتمل لمهمة المبعوث الأممي العربي، كوفي عنان، لحل الأزمة سلميا،تساءل وزير الخارجية الفرنسي المنتهية ولايته، آلان جوبيه، في تصريح لإذاعة فرنسا الدولية، قائلا، حيال مشهد الفشل المحتمل لمهمة عنان، هل سنتمكن من حمل الروس على التحرك، لتبني أول قرار ملزم في الأممالمتحدة.وأضاف جوبيه، هل نستطيع أن نطور موقف روسيا، الحليفة المقربة من سوريا، بالقول لها لا يمكننا الاستمرار في إحصاء 20، 30، 40، 50، 60 قتيلا كل يوم في ظروف غير مقبولة حتى إنه يتم الإجهاز على المصابين في المستشفيات.وأوضح جوبيه، ربما نرى في ذلك إمكانية تطور في الأسابيع المقبلة، معربا عن الأسف لإقرار عقوبات فقط على الصعيد الوطني أو الإقليمي حتى الآن، في سياق الضغوط التي تمارس على نظام الأسد لوقف أعمال العنف.وكانت فرنسا طالبت بعثة المراقبين الدوليين بإظهار يقظة أكبر، وجددت التأكيد على ضرورة النشر السريع لعدد أكبر من هؤلاء المراقبين.ميدانيا، واصلت القوات النظامية قصف الرستن، في محافظة حمص، لليوم الثالث على التوالي، ومعه استمرت الاشتباكات العنيفة، حيث يتصدى الجيش الحر لمحاولات متكررة من قبل الجيش السوري لاقتحام المدينة واستعادة سيطرته عليها من المعارضة.وقد أدى القصف، إلى إصابة عشرات الأشخاص بجروح، وقتل خمسة أشخاص في بانياس الساحلية، وقع في أحد الأحياء الجنوبية من المدينة، إلا أنه لم تتضح معالم هذا الانفجار بعد ولا ملابساته. وفي ريف دمشق، قتل سبعة أشخاص، بينهم طفلة قضت في إطلاق نار عشوائي من عناصر الأمن في منطقة شهاب الدين، ورجل برصاص قناصة في دوما، التي تعرضت لحملة مداهمات واعتقالات، وفتى على يد قوات الأمن بعد اعتقاله في منطقة التل وشاب في قدسيا برصاص الأمن.كما قتل رجلان في اشتباكات في داعل بدرعا، التي صد فيها الجيش الحر هجوما لقوات النظام بالمدرعات، وسط قصف مدفعي عنيف، شأنها شأن مدينة الحراك في المحافظة ذاتها.وفي دير الزور، قتل 11 مدنيا في دير الزور برصاص قوات الأمن كانت قد تصدت لتظاهرة احتجاجية حاشدة.وتشهد محافظة دير الزور، تصاعدا في حركة الانشقاقات والاشتباكات، لا سيما في المناطق الشرقية المتاخمة للحدود مع العراق.