أطلق الامين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى يوم الاربعاء برنامجه الانتخابي لرئاسة مصر من ضاحية فقيرة بالقاهرة في محاولة لكسب الناخبين بعد يوم من استبعاد عشرة مرشحين من السباق الرئاسي.واختار موسى لاعلان برنامجه الذي يقع في 80 صفحة عزبة الهجانة وهي احدى المناطق الاشد فقرا في القاهرة قاصدا كسب المزيد من الشعبية بين محدودي الدخل في البلاد الذين يقدر عددهم بالملايين.وجاء اطلاق البرنامج في وقت قلت فيه اختيارات الناخبين باستبعاد عشرة أشخاص من بين 23 تقدموا بأوراق الترشح. كما جاء قبل أسابيع من انطلاق العملية الانتخابية وبعد 14 شهرا من إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية مطلع العام الماضي.ويتمتع موسى الذي شغل منصب وزير الخارجية لمدة عشر سنوات في عهد مبارك قبل اختياره أمينا عاما للجامعة العربية بشهرة واسعة. وتحسنت فرصه باستبعاد السياسيين البارزين عمر سليمان مدير المخابرات السابق والقيادي الاخواني خيرت الشاطر والقيادي السلفي حازم أبو اسماعيل.ويوجد مؤيدو موسى بين المصريين القلقين من صعود الاسلاميين اللافت للنظر بعد الانتفاضة ويبدو الان ضمن حفنة من المرشحين لهم فرصة معقولة للفوز في الانتخابات المقرر اجراؤها في مايو ايار. ويعتقد بعض المحللين أن أمامه فرصة للاعادة في يونيو حزيران مع احد المرشحين الاسلاميين.لكن يبدو أن موسى الذي يصف نفسه بأنه ليبرالي لا يزال في حاجة لاقناع ناخبين كثيرين يعتقدون أنه غير مؤهل لادخال إصلاحات بسبب سنه البالغ 75 عاما وما يعتبرونه صلات بعهد مبارك.وفي مسعى لاظهار قدرته على إحداث تغيير قال موسى في حشد من أنصاره في طريق موحل ضيق بعزبة الهجانة انه يتعهد بالقضاء على الامية وجذب المساعدات الدولية التي تحتاج اليها مصر.وقال ان لديه خطة للمئة يوم الاولى في المنصب وقدم تصورا لمكافحة الفقر ومضاعفة الناتج المحلي الاجمالي في عشر سنوات. لكنه يقول انه سيكتفي بفترة رئاسة واحدة مدتها أربع سنوات.وقال نحن لا نتحدث في نطاق المستحيل. لا نتحدث في نطاق الخيال. نحن نتحدث في إطار الممكن.وهتف طلاب يرتدون قمصانا عليها عبارات تأييد له موسى.. عايزين موسى.وعلى مدى عام من القلق السياسي والتراجع الاقتصادي زادت متاعب كثيرين من الفقراء في مصر التي يعيش خمس سكانها على دولارين في اليوم للفرد.ويقول ناخبون كثيرون انهم يريدون رئيسا ذا خبرة لاستعادة الاستقرار ودفع الاقتصاد للامام.وقال موسى الفقر هو عدو مصر الاول. مصر ليست دولة فقيرة. مصر لديها الكثير من الخير والكثير من الموارد التي لم تستثمر.وأكثر من ثلث مناطق مصر فقيرة وعشوائية كعزبة الهجانة وفقا لتقرير للامم المتحدة عن التنمية عام 2008.وينافس موسى الان رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي والعضو القيادي سابقا في الجماعة عبد المنعم أبو الفتوح الذي طردته الجماعة من عصويتها لاعلانه اعتزامه الترشح وقت أن كان الاخوان يقولون انهم لن يقدموا مرشحا.وقال موسى في خطاب استغرق ساعة وترجم الى لغة الاشارة للصم ان على المصريين أن يعملوا معا لبناء دولة حديثة واقتصاد خالق للوظائف للجميع ويعتني بالمهمشين والضعفاء.وقال مشيرا الى الفترة الانتقالية الصعبة من الادارة العسكرية للحكم المدني لا فرق بين مسلم وقبطي وليبرالي ومحافظ ويساري. ان الوطن في خطر وثورته أيضا في خطر وعلى الرئيس (الجديد) أن يقود تحالفا وطنيا كبيرا لانقاذ الوطن.ووعد بأن يرفع فورا حالة الطواريء في المئة يوم الاولى من حكمه وأن يتخذ إجراءات سريعة لدفع السياحة المتعثرة بسبب الاضطراب قدما للامام. ووعد على سبيل المثال باعفاءات ضريبية للمنشآت السياحية.وبينما هلل له أنصاره وقف آخرون غير مصدقين ما يعد به. وقال صبحي سيد أحمد (39 عاما) ويعمل حارسا المفروض نسمع وأننا لا نصفق. هو يقول كلاما معقولا وهو سياسي من الطراز الاول لكن يجب ألا ننسى أنه كان في حكومة مبارك.وأضاف مبارك أيضا كان يقول كلاما معقولا. لعبوا بنا وخدعونا وأهملونا طول السنوات الثلاثين الماضية. أطلقوا اسم مبارك على البلد كله واحنا أخذنا أيه.. ليس من السهل تصديق الوعود