وها قد تحققت رؤيتي وبرهن هذا الشعب عن مدي قوته وعظمته واستعادة كرامته بين الشعوب، ومن الملفت أن تقوم هذه الثورة علي أيدي شباب أنقياء طاهرين قرروا وخرجوا ليقولوا لا للظلم لا للفساد، لا لأي نظام يريد تخريب وتدمير هذا البلد الغالي انطلقت هؤلاء الشباب والشابات بروح محبة وطيبة تدافع عن حقها وكرامتها التي هدرت واستطاعت هذه العقول الشابة والقلوب الشجاعة، أن تهز عروشا وتقتلع نظاما هيمن واستبد عقودا أعدة جموع الشباب أن تفعل ما عجز عن فعله أجيال ورجال من زمن الثورات فأقول لكل من كان يجادلني، ويغلط رؤيتي، بهذا الشعب أقول للجميع وأنا في قمة السعادة هل عرفتم وأدركتم من هو شعب مصر، وأنكم كنتم علي خطأ كبير، وأن رؤيتي هي الحقيقة والصحيحة وها قد قام بثورة عظيمة وقدم كوكبة من الشهداء وأسقط الطاغية الذي تربع علي عرش مصر ثلاثين عاما وفسد وأفسد أجيالا ونظام دولة بأكمله ولكن بعد هذا الانجاز العظيم الذي قام به هذا الشعب صانع التاريخ، قد عاد إلي بيته ساكنا وكأن كل ما كان يتوجب عليه هو إسقاط مبارك رأس الهرم وترك الجسد يتحرك أي ترك آفة السرطان تشري في الجسد وتعشعش وأبوابا مفتوحة علي مصراعيها لكل من هب ودب من متسلقين وأصحاب أطماع بالحكم والمناصب، وأيدي خارجية قذرة تلوث هذه الأرض العربية، المقدسة التي روتها دماء الشهداء ندروا أنفسهم للوطن وحيرته وقدسيته، فبعد انتهاء المولد امتدت الأيدي لتتقاسم كعكة العيد، فبدأت تضرب بعضها البعض وتتصارع علي تقسيم الحصص محاولاً كل طرف أن يحصل علي الحصة الأكبر من الغنيمة والثوار الحقيقيون جالسون في منازلهم ينتظرون تحقيق أحلامهم وأحلامنا.ونحن أيضا ننتظر معهم حصاد ثمار الثورة وثمن دماء الثوار الأحرار فمضت الأيام وتلتها الشهور ونحن والثوار نترقب وعلي انتظار مر ومضن نريد أن نري بصيص نور يجعلنا نتلمس الطريق، الذي يقودنا إلي أمل مشرق وحياة أمضينا عقودا نراها ولكن بعد عام من هذه الثورة العظيمة لم يتغير شيء ولم نحصد سوي خيبة الأمل ونبكي علي الحلم الضائع، الذي حفينا خلفه بل علي العكس، فالطريق أصبح وعرا والرؤية ضبابية ومعدومة والمستقبل مجهولاً لا أحد يستطيع التنبوء به.مصر كل يوم تعود إلي الوراء وتقترب من الهاوية، بعد هذه الأيدي الخارجية التي تلعب بها وتسعي إلي تدميرها وتمزيق وحدة شعبها واللحمة الوطنية لقد ابتدأت هذه الثورة بيضاء براقة وانتهت بعش دبابير، تخرب كل ما فيها وتشوه اسم الثورة والثوار وتلصق بهم اسم البلطجية والمخربين.شيء مضحك أن يحول اسم الثوار إلي بلطجية والبلطجية إلي حماة البلد وهنا يسأل المتابع يا تري من الغلطان وعلي من يقع اللوم فيرد نفس المتابع والسائل قائلاً: كل ما يحدث لا نبرئ الثوار من انغماسهم في الغلط والغلط الكبير حين فتحوا بطن المريض، لإجراء عملية جراحية خطيرة، وتركوا البطن مفتوحة ونأوا بعيداً تاركين الأيدي المجرثمة تغوص بها لذا سوف تكلفنا ضريبتها سنين كثيرة من الخسائر والانتظار المر وندفع ثمنا من الأمن والأمان وانهيار اقتصاد وتبعية إلي أمريكا وأعوانها. ولن تستطيع مصر استرداد حريتها واستقلالها السياسي والاقتصادي بسهولة من قبضة وهيمنة أمريكا وإسرائيل لذا كانت غلطة الثوار كبيرة جداً، عندما قصروا في لاختيار رئيس دولة فيه كل صفات ومواصفات رجل الدولة، من حبه لبلده وعروبيته ورغبته في بناء والنهوض بالبلد وله تاريخ مشرف بالنضال السياسي يتسلم الحكم فور سقوط مبارك ليضبط الأمور الأمنية ويحاسب الفاسدين من هذه العصابة، ويحاكمهم محاكمة ثورية وعسكرية ويشكل مجلس شعب ويضع دستورا عادلا لكل فئات الشعب، ومن ثمة إذا كانت عقدة الانتخاب مازالت تحكمهم فيجري انتخاب جديد بعد عامين ويرشح نفسه مع المرشحين، هذا ما كان يجب أن يفعل، ويحدث لكن رغم كل شيء مازال الأمل يداعب قلوبنا لمستقبل مشرق وتعود مصر إلي قوتها وإلي احضان أشقائها وموقعها الفعال في المنطقة العربية كما كانت في السابق.