الدكتور جابر عصفور : عين وزيرا للثقافة في الحكومة المصرية الجديدة وأستقال بعد عشرة أيام من توليه المنصب في 9 فبراير 2011 بسبب عدم رغبته في المشاركه في وزارة ذات وجوه وزاريه من العهد البائد ، وتعدي بعض الوزارء بوصف شباب ثورة الغضب بانهم بلطجيه رغم وقوفهم على روح شهداء الثورة دقيقه حداد حدث هذا في أول اجتماع لمجلس الوزارء برئاسه الفريق احمد شفيق وقال د.جابر عصفور هذا في برنامج الحياه اليوم بتاريخ 13-2-2011ويدور حوار اليوم عما يحدث في الشارع المصري ، ومانشاهده في محاكمة مبارك ، والتمهيد لإنتخابات رئاسة الجمهوريه ، لمعرفة رؤيته ورأيه فيما يجري ... ويدير الحوار مذيع برنامج الحياة اليوم شريفبداية سؤل : قلت أن مبارك عندما تجلس معه يأسرك كإنسان فهل هذا صحيح ؟فقال الدكتور عصفور نعم فأنا أعتقد أنه عندما تجلس مع مبارك فإنه ربما يأسرك بإنسانيته ، لكنه كرئيس لم يكن مؤهلاً للحكم ، ومن حوله هم من كانوا يحكمون ، وكانوا أكثر تأثيراً في الوضع المصري .وعن بيت الشعر الذي ذكره مبارك في جلسة المحكمه اليوم بلدي وإن ضاقت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام ... كيف تري إستعانته بمثل هذا البيت ؟وصف عصفور هذا بأن مبارك ربما يعاني من حالة إنكار للواقع وهو يعتبر مرض نفسي ، فهو يشعر أن هذا الشعب لا يحفظ جميله هو ومن معه ، بعد هذه السنوات التي مضوها في حكم مصر ، أذكر أنه قال لنا في أحد اللقاءات أنه لا يقرأ جرائد المعارضه وبالتالي كيف يحكم وهو مبتعد تماماً عن نبض الشارع وقضايا المجتمع .سأل المحاور : رجل كحسني مبارك ... إلي متي سيظل حاضراً في أذهاننا ؟فرد عصفور بأنه إذا جائنا رئيس محترم ومتميز وقادر علي قيادة مصر وقام بدور جيد ، فسينسي مبارك وزمنه تماماَ ، وإن ذكر فلن يذكر إلا بما عانيناه في عهده .وبسؤاله عن الرئيس التوافقي وهل تضامن الحرية والعدالة مع المجلس العسمري يمكنه أن يدعم رئيساً ويصل به للمنصب ؟فقال الدكتور جابر عصفور أن التيار الديني والمجلس العسكري يمكنهم ضمان نصف عدد المصوتين المصريين لصالح من سيدعمونه في إنتخابات الرئاسه ، ورغم أن شرعية التحرير سيكون لها تأثير في إنتخابات الرئاسة إلا أنها لت تكون قادرة علي حسمها .ويؤكد أن هذا حدث بالفعل في الإنتخابات البرلمانيه ، فكانت المخالفه في قواعد الدعاية الإنتخابية بمثابة توجيه للناخبين ، ومع إرتفاع نسبة الأمية ، ويري أنه لا يوجد إنتخابات ديموقراطية نزيهه في بلد بها نسبة أمية 40% .وسؤل : إذا عرض عليك منصب وزارة الثقافة أتقبل ؟فأجاب عصفور ، أنه إذا كانت الظروف مهيئه تماما ً فسيقبل ، وحتي إن كان رئيس الوزراء من الحرية والعدالة ، فأنا لدي رؤية وتصور معين ولن يحول أحد بيني وبين تطبيق هذا التصور ، فلم يقف أحد بيني ويبن تصوري حتي أيام فاروق حسني نفسه.وأضاف أنه علينا أن نعطي الفرصة للإخوان وللتيارات الدينية لمعرفة رؤيتهم وبرامجهم ، وإن حققوا نجاحاً فأهلا وسهلاً بهم .وأكد أنه يؤمن بالدولة المدنيه وأن الإنسان لابد أن يتمتع في العالم المعاصر بالحرية الكاملة للفكر والإبداع ،ولذلك لا أظن أن الحريه العدالة سيقبلون برؤيتي وبرنامجي .وقال أنه إذا أوصلنا الإخوان المسلمين لما وصلت إلية تركيا فأهلا وسهلاً ، لكن ما يحدث لا يبشر أمثالي بالخير ، فمثلاً هناك ما يحدث في مجلس الشعب من إستئثار كامل باللجان فمثلاً لجان التعليم أنا أري أنه لا يمكن أن تقيم تعليماً متميزا دون أن يرتكز علي أساس مدني .ويري عصفور أن الإنتخابات البرلمانية التي حدثت كانت موجهه ، وإن كانت نزيهه ، ونحن النخبه المثقفه أخطأنا خطأ جزري وهو أننا لم ننزل إلي الشارع ولم نترك تأثيراً حقيقياً في الشارع ، فالمثقفين لم ينزلوا للناس في الشارع كما فعل الأبنودي بشعره وأسامه أنور عكاشه بمسلسلاته التليفزيونية .وسأل المحاور : ماهو السؤال الذي لا تجد له إجابه ؟فرد الدكتور جابر عصفور أن السؤال الذي يشغله هو إلي أين نذهب ؟ .. وأضاف قائلاً دائماً أقول من باب الدعابه أنا متشائل وهي كلمه تجمع بين التشائم والتفاؤل ، وأظن أننا علي الطريق لكن لا أعرف إلي أين سنصل .ويري عصفورأننا عدنا لنقطة الصفر ، ولو لم يتواجد المجلس العسكري لكنا عبرنا هذه الفترة بشكل أسرعأنت ممن خدمت مع الفريق أحمد شفيق فهل تؤيده في ترشحه للرئاسة ؟قال عصفور أنه يعتبره شخصية حازمه ، وحاسمه ، ولكنه لا يظن أنه لديه الجوانب الكافيه التي تؤهله إلي أن يصبح رئيساً لمصر .هل هناك شخصيات مطروحه علي الساحه لديها مؤهلات الرئاسة ؟قال عصفور بالفعل هناك ممن هو مطروح ما يمكنه أن يكون رئيساً لمصر ، ولديه خبره دبلوماسيه ، وعلي إتصال بالشارع المصري ، ولديه رؤيا وتصور واضح ، وهو لابد أن يكون واضحا مع القوات المسلحه . و أضاف أن حمدين الصباحي والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح هما الأفضل سناً ، والأفضل من حيث المؤهلات ، ورغم أني أشجع عمرو موسي لكنه فوق السبعين سنه ومصر تحتاج إلي شخصيات نشيطة وشابه .هل تري أننا حققنا أهداف الثورة ؟فأجاب قائلاً نحن علي طريق أهداف الثوره لكنها لم تحقق كل أهدافها ، ونجحت الثورة في إسقاط مبارك رأس النظام لكن النظام نفسه لا زال موجوداً ، وسيأخذ وقتاً في إزالته ، نحن حتي الآن نعاني من بطء إتخاذ القرار ، والشباب المصري صاحب الثورة غير ممثل في الحياه السياسية الآن .