قال الكاتب والسيناريست محمد الغيطى ، أن المسلسلات تعد أخر مجال للدفاع عن الدراما المصرية ، ودورها فى الحفاظ على الهوية المصرية ، خاصة بعد ما قيام شركة روتانا ببيع 2000 نيجاتيف فيلم مصرى إلى الملياردير اليهودى الأمريكى ، من أصل ما يزيد عن 4 ألاف نيجاتيف فيلم تمثل تاريخ السينما المصرية منذ بدايتها . وشكك فى وجود مخطط منظم لمحاربة الدراما المصرية ،وسحب البسطاط من تحت أقدامها من خلال تحكم رؤس الأموال الخليجية فى عمليات الإنتاج والتسويق .وأكد الغيطى خلال الندوة التى عقدت فى معرض الكتاب مساء أمس ، بعنوان مستقبل الدراما فى مصر ، وشارك فيها الفنان محمود ياسين وأدارها الشاعر مختار سعد ، على أن ما يحدث يشبه الى حد كبير ما أحدثته شركات الإنتاج الأمريكية فى طريقة إنتاج المسلسلات التركية ، التى تعرضها الفضائيات العربية ، وتسعى من خلالها الى عولمة المسلسلات بشكل يؤثر على هوية وثقافة المجتمعات العربية ، مضيفا أتحدى أن يتضمن أى من هذه المسلسلات التى بينها مسلسل نور ومهند وغيرها ، التى وصفها ب القمامة ، على صوت اذان أو مشهد صلاة .وأضاف قائلا ان المخابرات الامريكية بعد نجاحها فى تسويق أسطورة السوبر مان التى تظهر الولاياتالمتحدة كقوة عالمية ، بدأت فى عمل فروع لشركات الانتاج الامريكية فى كافة انحاء العالم ومن بينها تركيا ، من أجل تسويق صورة ذهنية جيدة عن عبر عولمة المسلسلات ، موضحا أن المخابرات اكتشفت أن المسلسلات تأتى قبل أفلام السينما والاعلانات ، فى قدرتها على التأثير على الشعوب وتغيير توجهاتها .وشدد الغيطى على أهمية أن يكون السيناريست من أدواته ولديه وجهة نظر ثقافية وسياسية ، معبرا عن ضيقه من ممارسات الرقابة الروتينية ، وقيام العاملين بها بتفسير لوائحها حسب أمزجتهم الشخصية . وقال ان الثقافة والاعلام فى العالم الثالث تعد من ضمن أوراق النظام السياسى ، فلا توجد محاسبة ولا شفافية ولا وضوح ، حسب تعبيره .وأشار الى أنه من الاخطار التى تهدد مستقبل الدراما المصرية _ بجانب الرقابة _ الاعلانات ونظام التسويق ، قائلا منذ ثلات سنوات فقط كانت شركات الاعلان تأتى على استحياء من أجل أن يوافق على عرض بعض الاعلانات داخل المسلسل ، أما الان استفحل الاعلان وتوحش . مشيرا الى أن سيطرة النجم على شكل المسلسلات التليفزيونية وكتابة أعمال خاصة به مفصلة له ، وقيامه بالحصول على أعلى اجر فى المسلسل ، يعد اجهاضا للعملية الفنية بكافة عناصرها .ومن جانبه ، قال الفنان محمود ياسين ان الازمة المالية العالمية أثرت على الانتاج السينمائى بشكل كبير حتى فى أمريكا التى تعد السينما المورد الاقتصادى الثانى بها ، موضحا أن الدراما التليفزيونية كانت ظروفها أفضل من السينما والمسرح ، وأن السنة الماضية كان هناك قرابة ال 60 مسلسلا التى أعطت قوة ثقافية فى انتاج الدراما فى العالم العربى .ولفت ياسين الى أن انتاج المسلسلات الدينية والتاريخية ، يحتاج الى أموال ومبالغ كبيرة ، مضيفا ان مصر كانت قبل ذلك تنتج هذه النوعية من المسلسلات وترسلها الى بقية الدول العربية ، وعندما تطالب بثمنها ترفض بحجة أنها فى اطار العلاقات الثقافية ، مما دفع الدولة الى رفع يدها تدريجيا عن الانتاج .