• محمد الغيطى: غزو المسلسلات بدأته الCIA وتخلى الدولة فتح الباب للدراما التركية • ماجدة موريس: الدراما تأثيرها خطير، بعض الزوجات قتلن أزواجهن بسبب مسلسل نور ضمن فعاليات اليوم الأول للمعرض قدم مخيم الفنون برنامجا حافلا بالأنشطة وناقش قضية من القضايا الفنية الملحة وهى قضية غزو الدراما التركية للبيوت المصرية والعربية. فتحت عنوان"انتشارالدراما التركية وأثرها على الدراما العربية" شارك فيها الناقدة ماجدة موريس والسيناريست والكاتب الصحفى محمد الغيطى وأدارها الناقد عبد الغنى داود الذى بدأ بتحية الحضور ووجه تحية لكل الحاضرين وأشار إلى أن الدراما التركية انتشرت بشكل غريب فى السنوات القليلة الماضية وشهد آخر عامين غزو حقيقى من قبل تركيا للدراما العربية بلجوئها إلى دبلجة المسلسلات بالعربية"السورية" و"اللبنانية" وتقديم هذه المسلسلات فى شكل جديد على المشاهد المصرى وتساءل فما سر هذا الغزو؟. بعدها تحدث السيناريست محمد الغيطى الذى أوضح أن الدراما فى مصر مثل كل شىء قد تغيرت، فالدراما المصرية كانت رائدة لسنوات طويلة فى المنطقة العربية وكانالمسلسل المصرىيعنى المسلسل العربى ولم يوجد مسلسل سورى أو لبنانى أو حتى تركى وعلى استحياء كانت بعض من المحطات العربية تعرض مسلسل مدبلج من إنتاج أمريكىمن حين لآخر وقال الغيطى: بعد نكسة 67 انتقلت حركة الإنتاج إلى لبنان وكانت المسلسلات المصرية مستمرة وكانت تنفذ فى الشارقة وعجمان ولم تتأثر بالنكسة العسكرية، لكنها عرفت النكسة بعد دخول رؤوس أموال مريبة اتجهتلإنتاج مسلسلات غير مصرية بهدف الربح. وفى عام 89بعد سقوط الاتحاد السوفيتى بدأت تظهر فكرة عولمة الدراما وكنا فى هذا التوقيت أسرى المسلسل الأمريكى وبعد النجاح المذهل للنموذج لهذا النموذج ظهرت صيحات لاستنساخه فى المنطقة العربية وجميع المسلسلات التى تذاع الآن وتجذب المشاهد مستنسخة جميعا بما يطلق عليى "مسلسلات الصابون" وأضاف: أكثر ما لفت نظرى فى الفترة الأخيرةما قرأتهفى كتاب "الثقافة الشعبية" لناقدة أمريكية فقد قالت من خلاله أشياء فى غاية الخطورة مشيرة إلى أن المخابرات الأمريكية رأت أن الفيلم الأمريكى فقط لن يؤثر وحده على المتلقى بل المسلسلات ضرورية أيضا..وإن كان لها دور أكبر، وبعد إحصائيات عدة أثبتت مدى تأثير هذه النوعية من المسلسلات فتم افتتاح شركات للإنتاج مثل فوكس وجولدن مير لإنتاج الأفلام والمسلسلات بمواصفات أمريكية بلغات مختلفة وفى مقدمتها اللغة العربية.. ويحمل المسلسل الأمريكى مواصفات منها لا أنه يعتمد على لغة واحدة ولا يقدم معتقد معين بل يدعو دائما لفكرة العولمة وضرب الهويات الإقليمية فنراه يتكلم عن الزواج المدنى, وزنا المحارم.. وغيرها. والمسلسل التركى الذى يصدر لنا الآن قريب من المسلسل الأمريكى وهناك معلومة مؤكدة أن كثير من المسلسلات التى تنتشر فى العالم تحت إشراف الإدارة الأمريكية.. فى مقابل هذا شهد الإنتاج العربى والمصرى تدهورا شديدا خصوصا بعد تخلى الدولة عن الإنتاج السينمائى والتليفزيونى وتركتالإنتاج إلى القطاع الخاص الذى يهدفبالأساسإلى الربح وتتلخص عناصر العمل بالنسبة له فى النجم الذى يتم اختياره بمعايير تجارية ولا يهتم بباقى عناصر العمل من قصة وإخراج وهذه هى كارثة الدراما المصرية فى السنوات الأخيرة، بالمقابل تأتينا إلى بيوتنا مسلسلات قوية الإنتاج وتحظى باهتمام شديد بكل عناصر العمل فلا نستطيع المنافسة. ويؤكد الغيطى أن وجود الدراما المصرية أصبح على المحك وكل ما نتمناهالآن المحافظة على وجودنا أساسا بعدما يتعرض له الفن والفنانون من حصار الحكام الجدد. ويشير الغيطى إلى مواجهة ضعف الإمكانيات المادية من خلالإنتاج مسلسلات ذات قيمة فنية عالية دون اللجوء للنجم الأوحد التجارى الذى يستنفذ الميزانية فلا تحظى العناصر الأخرى بالاهتمام ويضري مثلابتجربة طرف ثالث التى جمعت أبطال شباب دون الاعتماد على نجم كبير وقد نجح المسلسل ولقى صدى مع الجمهور ولا أعرف سببا حقيقيا لتمسك المنتجين بتنفيذ مسلسلات تخسر هل هو سوء تقدير أم غسيل أموال!!!. ويرى الغيطى أن المسلسل التركى يمتلك عناصر جذب ومنها الصورة فترى الجبال والمناظر الطبيعية الرائعة وبيوتا مرتبة ونظيفة ونجوم على قدر كبير من الجمال وكل هذه العناصر تنتج صورة تجذب المشاهد. وعن سؤال أحد الحضور لماذا نصر أن نظهر صورة مصر سيئة فى الأعمال بحجة أن هذه هى الحقيقة أو الواقعية؟.. قال الغيطى هذهالتهمة تلاحق الفن المصرى منذ زمن، فعندما قدم الراحل يوسف شاهين فيلما قصيرا عن مشاكل مصر كالمرور وطابور العيش والزبالة والعشوائيات اتهمه البعض بالخيانة وتشويه سمعة مصر،لكن اليوم هذه الصور موجودة ويستطيع أحد إنسان تصوير مثل هذه المشاهد وعرضها على النتويشاهدهاأناس من كل أنحاء العالم. ونموذج يوسف شاهين كما قال الغيطى كان يقابله نموذجا عكسيا فعندما قدم المخرج محمد كريم الريف المصرى كان"يحمّى الجاموسة" قبل التصوير وعمل على إظهار الريف المصرى بشكل منمق إلى أن جاء كمال سليم بعده بفكرة الواقعية فى التصوير الدرامى للحياة ونظرية"الجمال الفنى للقبح" ويمكننا تقديم كل المشاكل فى إطار جيد فلا يشعر المتلقى بقبحها، ولى تجربة شاهدة فعندما قدمت مسلسل "صرخة أنثى" الذى يتكلم عن التحول الجنسى راعيت فى تقديمهألا يحتوى على مشهد او لفظ يخدش إحساس المشاهد. وعن سؤال حول مسلسل حريم السلطان قال الغيطى أنه تم حذف مشاهد عديدة من النسخة المقدمة للسوق المصرى، خاصة بعلاقة السلطان مع جواريهواحتسائهالخمر حتى لا يتم تشويه صورة السلطان وقامت فرقة متطرفة من البرمان التركى برفع دعوى بوقف عرض المسلسل إلا أن المحكمة أوقفت إنتاج أجزاء جديدة من المسلسل لحين دراسته. والتقطت طرف الحديث الناقدة ماجدة موريس قائلة: مسلسل حريم السلطان أسهم فى زيادة إيرادات السياحة فى تركيا بمعدل 20 مليار دولار وهو ما يؤكد أن صناعة الدراما يمكن أن تأتى بثمار جيدة لكن للأسف فى مصر هذا المفهوم غائب، فقد حظى حريم السلطان باهتمام إنتاجى عالىوتم توفير كل الإمكانيات ليظهر بهذا الشكل المبهر الذى ظهر به، إضافة بالطبع لحسن اختيار طاقم العمل وأعتقد أننا نستطيع اكتشاف العديد من الأشياء فى هذا المسلسل حتى لو لم تقال بشكل مباشر. إضافة لذلك فإن المسلسلات التى تتناول هذه الفترة التاريخية تحظى بقبول جماهيرى حيث تقدم تفاصيل تجذب المشاهدمع ملاحظة ضرورة منح الحرية للمبدع، لتقديم بعض الجوانب الشخصية عن الملك أو السلطان، فمثلا فى مسلسل محفوظ عبد الرحمن بوابة الحلاونى ركز فى تقديم شخصية الخديوى إسماعيل على جانب القصر وبعد عن حياته الخاصة بعدها جاء مسلسل الملك فاروق بمساحات أكبر من الحرية ساهم فى جذب المشاهد. بمعنى أن المسلسل التركى يمتلك قصة جذابة وإنتاج متميز وحرية فى الطرح وهو ما يؤدى لنجاحه على عكس الكثير من المسلسلات العربية. وترى ماجدة أن التأثير الأكبر للمسلسلات التركية بدأمن سنة 2006 مع مسلسل نور الذى لاقى نجاحا كبيرا وحازأبطالة شعبية كبيرة فى الوطن العربى وهذا هو التأثير الأكبر وأقصد هنا التأثير الاجتماعىفعقب ذلك حدثت العديد من حالات الطلاق ووصل بعضها إلى أن تقتل الزوجة زوجهابعد متابعتها للمسلسلات التركية حيث رأت أن زوجها لا يحسن معاملتها ولا يجيد التواصل معها وباتت تتهمه بالوحشية فى التعامل معها ومن ناحية أخرى يرى الزوج أن زوجته قبيحة قياسا بالجمال التركى. وتشير د. ماجدة موريس أن ضعف الدراما عندنا جعلنا نتعرض لغزو الدراما الأجنبية فقد عرفنا طريقنا الى المسلسلات المدبلجة مع المسلسل المكسيكى ثم وصلنا إلى التركى الذى أحدث تأثيرا مضاعفا على المجتمع المصرى لما يقدمه من حياة مختلفة أثارت تساؤلات حول الحريات التى يتمتع بها الآخر واستطاع النموذج التركى إزالة الحائط مع المجتمع المصرى بحجة أنه بلد إسلامى مثلنا وتقاليدنا متقاربة إلى حد ما فأزال وجود فكرة الحواجز بين المسلسلات التركية والمجتمع المصرى ولم يتوقفوا عند هذا الحد ففى العاميين الماضيين جاءناأفواج من رجال الأعمال الأتراك إلى مصر للاتفاق على مشاريع كبيرة وهذا غزوا حقيقيا. وتؤكد د. ماجدة أنه لا يمكن فصل الفن عن السياسة فكلاهما وجهان لعملة واحدة ويمكن مواجهة المسلسل التركى بتقديم أفكار جديدة غير مستهلكة كما حدث فى رمضان الماضى مع مسلسل الخواجة عبد القادر الذى قدم لغة جديدة تمام فى الدراما من خلال شخصية الخواجة الانجليزى ورحلته مع الأحداث السياسية بداية من الحرب العالمية مرورا بذهابه إلى السودان واكتشافه مجتمعات لديها إيمانبعقيدتها نهايةبإعلانإسلامه بعد أن رأى معنى الإسلام فى سلوكيات وليس مجرد كلام وهذا نموذج فى منتهى الروعة لخلق أفكار جديدة على المشاهد. وقالت ماجدة مضيفة على جرار دعوة معرض الكتاب هذا العام لحوار بلا صدام تنتهج تركيا هذا فى التعامل معنا وعلينا ان لا نقلق من غزو الفن التركى لاننا سنصل لحالة من الاشباع والملل وسنتركة مثلما حدث من قبل مع المسلسلات المكسيكية والامريكية. وتابع الناقد عبد الغنى داود صناع الدراما التركية ورائهم إمبراطورية حقيقية كل هدفها توصيل المنهج التركى كما تريد ويجب علينا الانتباه لما يصدروه لنا من عادات وتقاليد خاصة بثقافة مختلفة عن ثقافتنارغم أنهم دولة إسلامية . وتخللت الندوة تساؤلات من الحضور حول فكرة تقليدنا للدراما الغربية وعن سر تفوقها على الدراما العربية وحول ذلك قالت د. ماجدة موريس علينا حتى لا نقلد أن نتعلم كيفية الطرح والبناء الدرامى الصحيح للقصة وأن نراعى جماليات الصورة وعن سر تفوق الدراما التركية قالت أنهم يمتلكون خلطة سحرية للسيطرة على المشاهد لدس الأفكار بعقول المتلقى فبعد نجاح مسلسلاتها بلغة السورية تدرس الآن فكرة دبلجة المسلسلات باللهجة المصرية لكى يحدث تفاعل أكبر وتلاحم ما بين المجتمع المصرى والدراما التركية. وترى د. ماجدة أن بداية مواجهة الدراما التركية يكون بمعرفة ما هى الاحتياجات التى تقدمها للمشاهد وتشبع احتياجاتهونفتقدها فى الدراما عندناهل هى الرومانسية أم فكرة البطل الحكيم, هل الذوقيات والطبيعة الخلابة؟أم العلاقات الإنسانية والسلوكيات التى نفتقدها؟!!.. كلها أسئلة ينبغى الإجابة عليها لنعرف أسباب تفوق هذه الدراما.. وتقول لو نجحنا فى تلبية احتياجات المشاهد واستطعنا تطوير الدراما المصرية فلن تقلقنا الدراما الأمريكية أو التركية. الشرقية للفنون واختتم مخيم الفنون فعاليات اليوم الأول بفقرة فنية قدمتها فرقة الشرقية للفنون الشعبية التى قدمت عددا من اللوحات الفنية الفلكلورية مثل الزفة المصرية والسقا على أغنيات من التراث الشعبى وأغنيات للفرقة من أداء المطرب علاء يسرى وقد شهد العرض إقبال كبير من الجمهور. وكان مخيم الفنون قد بدأ نشاطه بفيلم تسجيلى عن الفنان الكبير الراحل سيد درويش فبالتعاون مع المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية جرى عرض فيلم "فنان الشعب" سيد درويش الذى يستعرض مشوار هذا الفنان العظيم ابن الإسكندرية الذى نتغنى بأغانيه إلى يومنا هذا وترتبط العديد من أغانية بذكريات وطنية عديدة.. فما زلنا نردد أغنيته "قوم يا مصرى" مع كل أزمة يمر بها الوطن.. فقد كان درويش مطرب الثورة الحق وتغنى الثوار على مدار العصور بأغانيه التى تشعل الحماس. وتحت عنوان سينما الشباب (الموجة الجديدة) جرى عرض فيلم "الثلاثة يشتغلونها" بطولة ياسمين عبد العزيز, ولطفى لبيب, وصلاح عبدالله, وهالة فاخر, ورجاء الجداوى وعدد من الوجوه الشابة..والفيلم من تأليف:يوسف معاطى وإخراج:على إدريس. تدور قصة الفيلم فى إطار كوميدى بتلميحات سياسية فهناك من يقول أن ياسمين عبد العزيز تمثل مصر التى تخوض صراعات وأزمات وسرعان ما تعود لقوتها. تقدم ياسمين فى الفيلم شخصية طالبة لديها طموح علمى كبير وبمجرد التحاقها بالجامعة تقع فى ثلاثة شباب يستغلونها لتحقيق مصالحهم الخاصة من خلال نموذج الشاب الثرى والمتدين والثورى وتستمر الأحداث إلى أن تستطيع التخلص من استغلالهم والعودة مرة أخرى لتحقيق حلمها بمساعدة أسرتها . قدم يوسف معاطى كوميديا راقية تتسم بالسهل الممتنع والعمق وتبعة على ادريس بمعالجة ساحرة وخفيفة ومبهرة.