مسلسل غزو الدراما التركية مازال مستمراً منذ أكثر من 4 سنوات، فكل مسلسل تركى جديد يثير اهتمام وإعجاب المشاهدين مثل «حريم السلطان وأرض العثمانيين ونساء حائرات وبائعة الورد وفاطمة وغيرها»... غير أنها أثرت بالسلب على الدراما العربية والمصرية لدرجة أن قنوات الدراما المتخصصة قررت أن تستبدل عرض الدراما المصرية بالدراما التركية ولهذا حاولنا رصد عوامل نجاح الأعمال الدرامية التركية، وأسباب تحول القنوات الفضائية إليها. فى البداية تقول الناقدة ماجدة موريس إن المسلسلات التركية استطاعت أن تلفت الأنظار إليها من حيث الأبطال والمناظر الطبيعية والتقارب بين المجتمعات التركية والعربية من حيث العادات والتقاليد وبالتالى جاء الإقبال عليها بشدة وأيضاً التاريخ المشترك بين العرب وتركيا كالحكم العثمانى وذلك كان سبباً فى نجاح مسلسلى «أرض العثمانيين وحريم السلطان». وترى أن أساس نجاح أى مسلسل هو فكرة وموضوع المسلسل فهو أساس نجاح أى عمل درامى حتى لو كانت حلقات المسلسل طويلة فلا يمل منها المشاهد إذا كانت تحمل موضوعا مهماً وأضافت أن كثرة المسلسلات التركية وتهافت القنوات الفضائية عليها يرجع إلى حب الجمهور لمشاهدة هذه النوعية والتى تعتبر أعمالاً هادفة خاصة أن الدراما المصرية توقفت عن تقديم الموضوعات الجديدة وأصبحت لا تقدم إلا أعمالاً متشابهة فى القضايا والأحداث مثل فساد رجال الأعمال والتملق للسلطة أو مثاليات الأبطال فى أعمالهم المبالغ فيها من عدم الجرأة فى تناول الموضوعات الشائعة والموجودة بالطبع داخل المجتمع المصرى مع الأخذ فى الاعتبار طريقة التناول الشيقة والناعمة فى نفس الوقت والتى لا تؤذى مشاعر المشاهد خاصة أن التليفزيون يدخل جميع البيوت بالوطن العربى ومعظم المسلسلات التركية تقدم الجديد للمشاهد المصرى ليس من خلال الموضوعات الممنوعة رقابياً فقط مثل مسلسل «العشق الممنوع» والذى يتحدث عن علاقة الشاب بزوجة عمه ومسلسل «فاطمة» الذى يتحدث عن حادث اغتصاب لفتاة من الريف بجرأة ونعومة ومسلسل «حريم السلطان» الذى تناول قصة السلطان القانونى من أشهر سلاطين الدولة العثمانية وعلاقته مع الجوارى والحريم وتناول الجزء الخاص بقصره لكن بشكل أسطورى من خلال الديكور والإكسسوارات والملابس مما أحدث حالة انبهار للمشاهد. وعن وجود موسم للدراما التركية فى الفترة الحالية تقول ماجدة موريس أن القنوات دائماً تبحث عن المضمون وهم بالطبع أدركوا أن هذه النوعية من الدراما تجذب قطاعاً كبيراً من المشاهدين. بينما يقول الناقد طارق الشناوى إن انتشار المسلسلات التركية وعرض أكثر من مسلسل على القناة الواحدة يرجع إلى حالة الارتباك فى السوق الدرامى المصرى والناتجة عن عدم استقرار البلاد، والمنتجون يبحثون عن الربح المضمون وهى عرض المسلسلات التركية التى تلقى قبولاً لدى المشاهدين والأهم هى حصولها على نصيب وافر من نسبة الاعلانات لأن المعلنين يذهبون بإعلاناتهم لعرضها فى المسلسلات التركية وهنا لا ننكر أن هذه النوعية الطويلة من الدراما جذبت قطاعاً كبيراً من المشاهدين واستطاعت التأثير فيهم مثل «نور ومهند وفاطمة والعشق الممنوع وحريم السلطان وأرض العثمانيين». ويضيف أن خوف المنتجين هو السبب وراء وجود موسم درامى تركى وأن طبيعة رأس المال جبان وخاصة مع الظروف غير المستقرة للبلاد مما يؤثر سلباً على عملية الإنتاج الدرامى فوجد المعلنون الإقبال الكبير من جانب الجمهور على المسلسلات التركية ويجب الأخذ فى الاعتبار أن قطاعات الإنتاج الحكومية أو الخاصة لا تنتج أعمالا كثيرة بسبب الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد. أما الناقد محمود قاسم فيقول: إن المشاهد دائما يبحث عن موضوعات قريبة منه وفى نفس الوقت شيقة وبها عنصر الجذب الذى يشجعك على مشاهدة الحلقات المتتالية وهذه التركيبة هى ما يجدها فى المسلسلات التركية التى يغلب عليها طابع الميلودراما وهذه النوعية من الدراما لها جمهور كبير يحبها ولها أكبر من جمهور الدراما العادية الميلودراما تعنى وجود خيوط درامية كثيرة ومتشابكة وتجد أكثر من مشكلة أو عائقا يقع أمام الأبطال وكل هذه المشاكل يتم حلها فى نهاية العمل بالإضافة إلى طريقة التصوير المتبعة والمبهرة فى هذه المسلسلات والتى تجعل المشاهد ينجذب إليها لأنه يرى أشياء وثقافات مختلفة ومناظر جديدة لطريقة السكن والشوارع إلى جانب تغليف هذا وسط دراما مشوقة وحميمية قريبة من المشاهد وتخاطب طبيعتنا الشرقية التى تتأثر إذا لعبت على جانب المشاعر والأحاسيس فتجد هذه الأعمال تلقى قبولاً من المشاهدين.