مشهد من مسلسل نور بعد الغزو التركي لشاشتنا الفضائية وتحول الدراما التركية الي عامل جذب لبعض المنتجين المصريين لتطعيم مسلسلاتنا بالنجوم الاتراك وهو ما قد يسحب البساط من النجوم العرب، وكان مهند وفاطمة علي رأس قائمة الاتراك المطلوبين فهل تصبح مشاركة نجوم تركيا في الدراما المصرية أمرا واقعا وهل يمكن ان يكون سببها الخوف من احلال الدراما التركية محل المصرية، ام استثمارا لنجاح الاتراك. واذا كان مهند ينتظر ظهوره مع ليلي علوي، وتنتظر فاطمة الظهور من خلال بطولة جماعية، فإن سميرة أحمد سوف يظهر في مسلسلها مزيج من المصريين والاتراك.. فكيف يري أهل الدراما هذه الظاهرة. محاولات فاشلة الناقدة ماجدة موريس تري ان ما يحدث ما هو الا محاولات فاشلة لاسباب كثيرة اهمها كيف يتم حل مشكلة الحوار، وهل مسألة الدبلجية الفردية قاسية، فالأعمال الهجين لا تصلح- في رأيي- وعندنا كثير من التجارب التي اثبتت فشلها، فالمسلسل ان لم يتم الحوار فيه بأسلوب متناسق يفقد جاذبيته. وتضيف كيف تقتنص ممثلة نجاحها لم يأت لانها فاطمة أو بيرين سات مثلا أو مهند بل لان العمل يشتمل علي عناصر نجاح كثيرة مثل الديكورات والقصة والسيناريو ومناقشة بعض القضايا بحرية فكلها عوامل نجاح وليس اسم النجم نفسه. وتضيف اتفهم ان يكون هناك تعاون في القصص تناسب المجتمع المصري والتركي فتكون هناك ترجمة علي ال»Nnewsbar« أو دبلجة للمسلسل باللهجة المصرية وبالتالي فإن وجود نجم تركي في عمل مصري لا يحقق نجاحا بمفرده قد يحقق فضولا فقط عند المشاهدين. كما انه لابد ان يكون هناك مبرر من وجود النجم التركي داخل العمل المصري فأنا اراه مثل الفرنسي والامريكي لغة مختلفة ومجتمع مختلف الا اذا كان سيمثل باللهجة المصرية مثلما يفعل عمرو واكد وخالد النبوي وغيرهما في الافلام العالمية التي يشاركان فيها. وتختتم ماجدة موريس كلامها قائلة عموما بعض المنتجين اعتقدوا ان الاتراك هم روشتة النجاح ولكنه اعتقاد خاطئ، فقط ممكن ان يجذب المشاهد بعض الحلقات، لكن اذا لم تتوافر عناصر النجاح للعمل من تأليف واخراج وغيره سينصرف عنه المشاهدون. صفقة تجارية المخرج تيسير عبود يري ان الظاهرة ذات أبعاد تجارية بحتة، وصفقة علي مستوي شخصي جدا فالموضوع لا علاقة له بنجاح الدراما التركية من عدمه فهي تشبه الي حد كبير صفقات افلام زمان حينما كانت تصور في لبنان مثلا ويشارك فيها نجوم من هناك ويتم اقتسام التكلفة أو المشاركة بنسب ما وبالتالي فإن الامر في رأيي بعيد تماما عن استثمار نجاح نجوم تركيا أو غيره. وعن احتمالات ان يقلل ذلك من فرص مشاركة النجوم العرب قال هذه المسألة تبني علي حسب الموضوع نفسه فهل البطولة للتركي أم للمصري، وهل الطرف التركي بارز بشكل يصل الي البطولة بحيث ان تكون هناك احتمالات ان يطغي علي المصري أم لا وننظر للظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها كثير من البلدان العربية وليست مصر وحدها فإن الجميع يجري الان وراء الارخص فمثلما ان المحطات الفضائية تعاني الان من ازمة سيولة وتلجأ للدراما التركية لانها الارخص بمراحل فإن الحال بالنسبة لنجومها سواء كانوا سوبر ستارز مثل مهند ونور وفاطمة أو ممثلين صف ثان. موضة وتعدي المنتج هشام شعبان يري أن الدراما التركية بشكل عام سوف تأخذ وقتها وتنتهي خاصة ان رونقها لدي المشاهد بدأ يختفي تدريجيا فالدراما التركية الان ليست هي نفسها مثلما كانت منذ ثلاثة اشهر مثلا فاصبحت تعيد نفس القصص والاشكال باستثناء بعض المسلسلات مثل »حريم السلطان وفاطمة« فبعد ان اصبحت كل قناة تعرض مسلسلين أو ثلاثة اصبح الامر مملا. نفس الامر ينطبق علي نجومها فحتي لو شاركوا في عملين أو ثلاثة أو اكثر فإنها لن تتعدي كونها موضة وسوف تنتهي لا محال مثل السوري سواء دراما أو نجوما وكم كنا ننبهر باللوكيشن والكادر السوري ثم انتقل الانبهار الي التركي وهو نتيجة الملل من المناظر القديمة والمكررة في مصر كل هذا ساعد علي رواج النموذج التركي. وعن امكانية ان يعصف الاتراك بالمشاركات العربية في الدراما المصرية قال لا اعتقد خاصة مع فرق اللغة والصعوبة في تداركها سواء بالدبلجة أو الترجمة. وهو ما يستحيل معه استمرارها فهي مجرد شكل جديد ويعدي، فأساس انبهارنا بالتركي هو الدبلجة خاصة ان المصري عاشق للكنة السورية، كما ان العنصر العربي لم يعد وجوده اختياريا اذ اصبح جزءا اساسيا من الصناعة في مصر حيث يتواجد بنسبة 06٪ علي الاقل ما بين مخرجين وممثلين وفنيين وغيره.