انتقل الى رحمة الله تعالى شاعر العامية الكبير ابو العرب ابو اليزيد.. ليلة الاربعاء28/12/2011م..عن عمر يتجاوز الستين عاما وقد كتب فى رثاء الفقيد عدد من محبية من المثقفين خاصة الأديب خيرى السيد فى المجموعة الادبية على الفيس بوك عطشى لقهوة الصباح كما نشرت المجموعةقراءة في ديوان النقش فوق حبل ليف للشاعر: أبو العرب أبو اليزيدبقلم / محمود الأزهري الشاعر المصرى وجاءت على النحو التالىالنقش فوق حبل ليف هو أحدث دواوين الشاعر المصري أبو العرب أبواليزيد، والديوان صادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، عن إدارة النشر العام في الهيئة بعيدا عن مواجع السلاسل ومراراتها ...!!! وأبو العرب أبو اليزيد أحد شعراء العامية الذين استطاعوا أن يفرضوا أسماءهم بإبداعهم الجاد والمتميز والرصين..، رغم أنه واحد من شعراء أقاليم مصر، فهو واحد ممن لم تغرهم القاهرة بالرحيل إليها أو الخضوع لها والتذلل تحت أعتابها، ومع ذلك فقد استطاع هذا الشاعر المبدع أن يجوب مصر كلها، وأن يصدح بشعره في قراها ونجوعها ومراكزها.. منشدا أحزانها.. حالما معها بساعات النصر وأفراح الولادة منطلقا من سوهاج .!وعنوان الديوان النقش فوق حبل ليف يشي بالكثير من المفاتيح الخاصة بالشاعر، ف النقش دال على روح فنان أصيل حريص على إتقان وتجويد فنه، و فوق دال ثان على عشق الشاعر للحلم والصعود بوطنه إلى أعلى، ودال على سمو منزلة الكتابة، وحبل ليف دال ثالث على انتماء الشاعر لبيئته وعشقه لها، واستخدام مفرداتها في كتاباته..، وليس غريبا أن يختار الشاعر حبل الليف في عنوان الديوان. وحبل الليف منتج مأخوذ من النخلة، والنخلة تعتبر رمزا من أهم الرموز في القصيدة العربية المعاصرة، فما إن تذكر حتى يتذكر الإنسان العربي تاريخه العريق وجذوره الممتدة في الماضي ثم انسحاق هذا الإنسان وهزائمه في الحاضر، وما إن تذكر النخلة حتى يذكر معها السمو والإباء والعزة والرفعة والشمم، وما إن يذكر الإنسان العربي في الحاضر حتى تستدعي الذاكرة معاني الذل والاستسلام والخضوع..إذن فالعنوان يحمل الكثير من هموم الشاعر، والنقش فوق حبل ليف يشكل صورة شعرية غير مكتملة المعنى لذا فهي تحمل قدرا من الإثارة والتشويق، جاذبة القارئ للدخول إلى قلب الديوان وعقله، ويضم الديوان خمسا وأربعين قصيدة وإذا كان الديوان يبدأ بالأمل أو بشبه الأمل - إن أردنا الدقة - فإن الديوان ينتهي بالموت.. إنها رؤية سوداوية قاتمة، ما في ذلك شك، فالديوان يبدأ بالإهداء إلى أولادي ...بسمتي في عالم الأحزان / نسمتي في زمن الهجير.../عكازي في دنيا العجز.... هذا هو الأمل : بسمة في مقابل زمن هجير، عكاز في مقابل دنيا العجز!! إنه أمل يستحق الشفقة، ويستأهل العزاء!!أما نهاية الديوان فقد جاءت هكذا مشط الخيال بمشط العقل القديم / لكن خلاص / الشراعات اتسلتت والجيب وقع / والنور عمي / والصبح مات /الصبح مات / الصبح مااات وهي رؤية لا تحتاج إلى شرح لقتامتها أو إضاءة لسوداويتها، وما بين الأمل والموت تقع قصائد الشاعر أو همومه وأحزانه وأفراحه وآماله التي تتركز وبإتقان شديد في حب مصر وهموم الوطن العربي الكبير، ومحبة عميقة للإنسان، وتشبث بأي طاقة نور تعمل على الارتقاء بالإنسان...، وتعبر قصائد الديوان عن كراهية شديدة للقبح وللظلم ومحاربة قاسية للهزيمة والانكسار.!!!