قال المفكر السياسي، د. مصطفى الفقي، إن الإرهاب بات طاعون العصر والمرض المزمن الذى يضرب أرجاء العالم ويعاني منه الجميع، مؤكدا أن العالم الإسلامي يدفع ثمن تلك الظاهرة مرتين. وأوضح «الفقي»، في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «العالم ينتفض: متحدون في مواجهة التطرف»، الثلاثاء، والذى تنظمه مكتبة الإسكندرية، أن العالم الإسلامي يدفع ثمن الإرهاب مرة من خلال مواجهته على أرضها، وسقوط عدد كبير من مواطنيه موتى وجرحى، ناهيك عن حجم الدمار الذي يخلفه، ومرة أخرى من سمعة العالم العربي والاسلامى، حيث يعتقد البعض أن الإرهاب بات لصيقًا بمنطقتنا. وأضاف «أنظروا كيف تواجه مصر موجات الإرهاب بشراسة، وتقف وحدها لمحاربة جماعات إرهابية وضالة فى سيناء»، مؤكدا أن العالم بات مقدم على مواجهات أشد وأقصى من الإرهاب، وأن مواجهته أصبحت فرض عين على الجميع من أجل استئصال هذا المرض. وداعا المفكر السياسي، إلى تشكيل تحالف دولة عادل لمواجهة الإرهاب بعيدا عن الاعتبارات السياسية. من جانبه، أكد الكاتب والمفكر اللبناني عبد الوهاب بدرخان، أن الشيئ الوحيد الذي لا نزال نراه في مواجهة الإرهاب هو المواجهة الأمنية للظاهرة، والتي بدأت مع بدايات عملية المواجهة الأمنية للظاهرة. وأضاف أنه لا يمكن معالجة الإرهاب بدون الجانب الأمني والعسكري، إلا أن الجوانب الأخرى تبقى مهمة، مشيرًا إلى أن الإرهاب أصبح نمطا طبيعيا في عدد كبير من المجتماعات العربية، ومن ثم فينبغى البحث عن مواجة الظاهرة بكافة الجوانب الأمنية والدينية والفكرية والسياسية. ولفت إلى أن ما يحدث في حلب السورية وحجم الدمار الذي باتت تعانيه، وتأثير ذلك على الأجيال الحالية والمقبلة. وأوضح أن موضوع التطرف الذي نتحدث عن كيفية مواجهته ومكافحته بأنه حتى الآن لم نقنع بعد بآلية معينة لمكافحة التطرف، سواء في الإعلام أو الممارسات الحكومية أو حتى المؤسسات الدينية التي لم تحسم بعد نقاشتها الطويلة والمضنية لحسم مسألة تجديد الخطاب الديني. بدوره، أكد الباحث البريطاني إدوارد ماركيز، أن الأمن جزء من الحل لكنه ليس الإجابة الحاسمة لهذه الظاهرة، مضيفا «نحن على المستوى الدولى لم نحقق شيئا جماعيا وحاسما ضد هذه الظاهرة بعد». وتابع: «حتى الحلول السياسية فشلت لأنها لم تلمس الجذور الحقيقية للمشكلة»، مضيفا أنه يجب على الجميع إدراك أن الإرهاب ظاهرة عالمية، ومن ثم نحن بحاجة إلى حلول واستراتيجية جماعية على كافة المستويات لمكافحته بجدية».