كشف أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ، أن المنظمة نجحت بشكل كبير في وضع ظاهرة ما يعرف بالإسلاموفوبيا تحت المجهر الأوروبي عبر إقناع العديد من المؤسسات الغربية بوجود الظاهرة وتعاظمها.. لافتا إلى اعتراف العديد من المؤسسات الغربية بوجود مشكلة حقيقية تواجه الجاليات المسلمة في القارة الأوروبية خلال اجتماع طاولة مستديرة عقدته المنظمة في ريو دا جانيرو بالبرازيل على هامش المؤتمر الثالث لتحالف الحضارات.وصرح أوغلو بأن ظاهرة الإسلاموفوبيا قد دخلت حقبة جديدة، مع اعتراف الغرب بوجودها ودعمه لجهود المنظمة في مكافحتها.وفي كلمته أمام جلسة الطاولة المستديرة، أكد إحسان أوغلو أن (المسلمين في أوروبا ليسوا كائنات فضائية) مشددا على ضرورة أن يعي الأوروبيون ذلك.يذكر أن ظاهرة الإسلاموفوبيا تتزايد بشكل أكبر في أوروبا مقارنة بالولاياتالمتحدة التي تراجعت فيها الظاهرة بعد أن احتدمت في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر.وكانت منظمة المؤتمر الإسلامي قد عقدت في اليوم الأول لمؤتمر تحالف الحضارات الذي عقد على مدى اليومين الماضيين جلسة طاولة مستديرة خاصة لمناقشة (ظاهرة الإسلاموفوبيا وكيفية إتاحة الفرص من أجل ردم هذه الظاهرة وتجاوزها). وبدا لافتا الاعتراف الجلي من قبل مؤسسات أوروبية عديدة بوجود موجة من معاداة المسلمين في أوروبا، جاء أبرزها ما قاله جورج سمبايو الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى تحالف الحضارات، بأن مواجهة الظاهرة يجب ألا يتم حصرها في أوروبا أو الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشددا على ضرورة مجابهة الظاهرة عالميا. أما مايك هاردي من المجلس الثقافي البريطاني فقد حث على ضرورة بث الوعي لدى الأوروبيين، لافتا إلى برنامج ثقافي أطلقه المجلس من أجل تسليط الضوء على المساهمات الكبيرة التي قدمها المسلمون في أوروبا في الماضي والحاضر وما يمكن أن يحققوه في المستقبل من خلال التعايش والإندماج الإيجابي لملايين المسلمين المنتشرين في دول أوروبية وغربية عديدة.وبدورها أكدت إرينا بوكوفا، مدير عام اليونيسكو أن المنظمة الدولية وبالتعاون مع (المؤتمر الإسلامي) تعمل حاليا على اعداد برنامج من أجل نشر الثقافة الإسلامية.من جهة ثانية، أكد إحسان أوغلو أهمية الحوار بين الأطراف المختلفة، وضرورة أن يعي الأوروبيون وجود مشكلة حقيقية تطال الجاليات المسلمة في الغرب، لافتا إلى أن منظمة المؤتمر الإسلامي ومنذ أربع سنوات تعمل على تسليط الضوء على الظاهرة، عبر وسائل عديدة يأتي أبرزها إنشاء مرصد الإسلاموفوبيا عام 2007 والذي يصدر تقريرا سنويا يكشف الملابسات والانتهاكات الفردية والجماعية ضد الجاليات المسلمة ورموز الدين الإسلامي في أكثر من بلد غربي.ورفعت المنظمة تقريرها السنوي الثالث حول الإسلاموفوبيا إلى اجتماع وزراء الخارجية بالدول الأعضاء في المنظمة في العاصمة الطاجيكية (دوشنبيه)، 20 مايو الجاري، حيث كشفت في التقرير عن أن جملة الحوادث التي تستهدف المسلمين والرموز الدينية في أوروبا قد ارتفعت بنسبة مائة في المائة، فيما تزايدت نسبة الحملات السياسية المنظمة ضد الإسلام بنسبة خمسمائة في المائة.ولفت التقرير إلى خطورة تحول ظاهرة الإسلاموفوبيا من مجرد اعتداءات فردية ضد مسلمين ورموز دينية إلى حملات سياسية وفكرية ممنهجة تستهدف الثقافة الإسلامية، وتعمل على رفض الوجود الإسلامي في الغرب.