عقدت اليوم أعمال الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة قطر ويمثلها أسامة القرضاوي القائم بالاعمال بالانابة بسفارة قطر بالقاهرة ، وبمشاركة الامين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي ، ووزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني عيسى قراقع وذلك لبحث أوضاع الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي والجهود العربية المطلوبة لانهاء معاناتهم .ويأتي هذا الاجتماع بناء على طلب دولة فلسطين لبحث سبل مواجهة الاجراءات الاسرائيلية العنصرية التي ترتكبها بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال .ويناقش الاجتماع ورقة عمل تتضمن عناصر خطة تحرك عربية على الساحة الدولية لفضح الممارسات الاسرائيلية بحق الاسرى ومدى مخالفتها للقوانين والاتفاقات الدولية المتعلقة بالأسرى الى جانب دعم هؤلاء الاسرى في موقفهم ضد هذه الاجراءات خاصة بعد ان تجاوز اضرابهم عن الطعام اكثر من اسبوعين .وكان قراقع قد التقى مع الامين العام للجامعة العربية قبيل الاجتماع وعبر عن أن الوضع في السجون الإسرائيلية مقلق للغاية، ويستدعي تضافر الجهود بما يضمن دعم مطالب الأسرى الفلسطينيين ومناصرتهم.كما أكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة أهمية وجود تحرك عربي منسق لدعم الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية.وشدد السفير صبيح في تصريح له قبيل انطلاق الاجتماع على أن الجامعة العربية تولي قضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أولوية خاصة في عملها وتحركاتها، لافتا الى أنه سلم أمس الاربعاء رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في القاهرة رسالة تطالب اللجنة بالتحرك العاجل لمناصرة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام.وأشار إلى أن أمين عام الجامعة العربية د.نبيل العربي بعث برسائل عاجلة أيضا لأطراف حقوقية عديدة على مدار الأيام الماضية لحثها على تحمل مسؤولياتها جراء الوضع الصعب في سجون الاحتلال، وللمطالبة بإنهاء معاناة الأسرى الفلسطينيين.وتابع صبيح: من تزجهم إسرائيل في سجونها هم أبطال ومناضلون من أجل الحرية والاستقلال، ونحن نجلهم ولن يهدأ لنا بال وأسير واحد في سجون الاحتلال، ومناصرة الأسرى واجب علينا.ولفت الى أن الجامعة العربية توزع بين الحين والآخر تقارير موثقة على منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي للحديث عن اعتداء إسرائيل على الأسرى الفلسطينيين، ولإظهار طبيعة معاناة هؤلاء المعتقلين، موضحا أن الجامعة ستعرض أمام مجلس الجامعة العربية اليوم مذكرة تفصيلية عن أوضاع الأسرى الذين مضى على إضرابهم 17 يوما.واوضح أن ما دفع الأسرى لخوض معركة الأمعاء الخاوية هو الإهمال الطبي وحرمانهم من أبسط حقوقهم واستخدام الأساليب الوحشية والإجراءات اللا إنسانية القاسية بحقهم من عزل وتعذيب وحشي ومداهمات ليلية وتفتيش عار للأطفال والنساء والمرضى.واضاف أن ما تنفذه سلطات الاحتلال بحق الأسرى هو انتهاك خطير لكرامتهم الإنسانية والتي كفلتها جميع الأعراف والقوانين والاتفاقات الدولية، ومن هنا مطلوب تكاتف الجهود لمؤازرتهم ودعمهم وإلزام الاحتلال على وقف تصعيده الخطير بحقهم.ونبه الى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمعن في انتهاك اتفاقيات جنيف، وأنها تستخف بالكرامة الإنسانية، مدينا مشاركة عدد من الأطباء الإسرائيليين في تعذيب الأسرى والمعتقلينمن جهته طالب د.بركات الفرا مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية وسفيرها في مصر بضرورة الالتزام بتطبيق قرارات القمم والمجالس العربية لخاصة بدعم الأسرى، وفي مقدمتها عقد مؤتمر دولي لدعم حقوقهم، وإظهار طبيعة معاناتهم.وشدد في تصريح له على ان دعم الأسرى يجب ان يكون بالعمل وليس ببيانات الشجب والاستنكار.وأضاف: مطلوب من العرب مجتمعين التحرك سواء على مستوى بعثات ومجالس السفراء العرب في أوربا وغيرها أو في الأممالمتحدة، حتى لو أدى الأمر لرفع قضايا أمام محكمة العدل الدولية من أجل الإفراج عن المعتقلين وحمايتهم وتلبية مطالبهم التي يضربون عن الطعام للمطالبة بتنفيذها الآن.وأوضح أن موضوع إضراب الأسرى والإفراج عنهم هو الشغل الشاغل للقيادة الفلسطينية، لافتا الى أن وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني عيسى قراقع سيقدم عرضا شاملا اليوم لاجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين حول أوضاع الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، وإبراز معاناتهم، وعرض مطالبهم.وأوضح أن هذا الاجتماع يعتقد للتشاور حول كيفية دعم الأسرى والعمل على التخفيف من معاناتهم، مذّكرا بأن القمم والاجتماعات العربية اتخذت قرارات عديدة لدعمهم ولم تنفذ بعد منها عقد مؤتمر دولي لدعم الأسرى.وأشار إلى أن دخول الأسرى أسبوعهم الثالث من إضرابهم عن الطعام يكشف أن حياتهم في خطر، مما يتطلب الضغط على المجتمع الدولي لحثه على التدخل لمناصرة المضربين والزام إسرائيل باحترامهم وفقا لما نص عليه القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.وشدد الفرا على ضرورة تقديم شكوى رسمية ضد إسرائيل بسبب ممارساتها بحق الأسرى، أمام محكمة العدل الدولية باسم الدول الأعضاء في الجامعة العربية، ، وكذلك عرض هذا الموضوع أمام الأممالمتحدة.