(رويترز) - تلتقي المعارضة الليبية بالدول الغربية الداعمة في تركيا يوم الخميس لضمان الحصول على أموال واعداد خطط للمستقبل بدون الزعيم معمر القذافي بعد أن أعلنت عن مكافأة قيمتها أكثر من مليون دولار لاعتقاله.وبعد يومين من سيطرة قوات المعارضة على باب العزيزية مقر اقامة القذافي في طرابلس وازالة رموز حكمه الذي استمر أكثر من 40 عاما ما زالت فلول من القوات الموالية له تواصل المقاومة بينما تبحث المعارضة عن القذافي وأبنائه. كما تحدث أيضا مقاتلو المعارضة عن قتال جرى في الصحراء وعن مواجهة حول سرت مسقط رأس القذافي.وفي طرابلس أدى اطلاق الصواريخ والنيران الى بقاء المواطنين داخل منازلهم وترددت أصداء الاسلحة النارية في وسط المدينة. وكان أغلبهم قلقين ولكن كان يحدوهم الامل في أن تنتهي الحرب قريبا. والى جانب هذا يوجد نقص في الغذاء والماء والامدادات الطبية سواء لمئات من الجرحى أو للمرضى.وقال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي عرض العفو عن أي شخص من بطانة القذافي يقتله ان النهاية ستأتي عندما يعتقل حيا أو ميتا. وأعلن عن مكافأة قيمتها أكثر من مليون دولار لاعتقاله.وقال عبد الجليل يوم الاحد ان قوات المعارضة ستوقف هجومها اذا أعلن القذافي رحيله عن البلاد وستمنحه هو وأبناءه ممرا امنا للخروج من البلاد.وليس هناك مؤشر واضح على مكان القذافي لكن معارضيه يتكهنون أنه ما زال داخل طرابلس أو في محيطها. ووصف القذافي الانسحاب من باب العزيزية قبل السيطرة عليه يوم الثلاثاء بأنه انسحاب تكتيكي.لكن زعماء الغرب والمعارضة الليبية لم يضيعوا وقتا وسارعوا بالاعداد لتسليم الاصول الكبيرة لليبيا الموجودة في الخارج. وسيكون مطلوبا تقديم أموال لاغاثة البلدات التي عانت من الحرب وتكوين احتياطات من النفط يمكن أن تجعل ليبيا ثرية.وبعد محادثات مع حلفاء عرب وغربيين في قطر يوم الاربعاء قال قيادي في المعارضة ان المجلس الوطني الانتقالي سيسعى للحصول على خمسة مليارات دولار من الارصدة المجمدة المفرج عنها لتحفيز اقتصاد البلاد وتقديم الاغاثة المطلوبة للمواطنين. وهذا المبلغ يفوق ما أعلن عنه سابقا وهو 2.5 مليار دولار.وفي الوقت ذاته قدمت الولاياتالمتحدة مشروع قرار الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة للافراج عن 1.5 مليار دولار من الارصدة الليبية. ولم يتم الاقتراع على مشروع القانون أمس لكن دبلوماسيين قالوا ان الاقتراع يمكن أن يتم اليوم الخميس أو غدا الجمعة.ويلتقي دبلوماسيون كبار في مدينة اسطنبول التركية في وقت لاحق لحضور اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا لبحث الخطوات التالية في البلاد. ورغم ثراء ليبيا النفطي حكم القذافي البلاد طوال 40 عاما وكأنها اقطاعيته الخاصة مما أدى الى عدم وجود مؤسسات تذكر تدير البلاد.وبعد أن اجتمع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع محمود جبريل رئيس اللجنة التنفيذية في المجلس الوطني الانتقالي في باريس يوم الاربعاء قال ان باريس ستستضيف قمة أصدقاء ليبيا في الاول من سبتمبر أيلول.وستضم القمة روسيا والصين وكلاهما انتقدتا حملة القصف الجوي التي قام بها حلف شمال الاطلسي وهما قلقتان الان من خسارة صفقات تجارية مع المعارضة.وتحدثت المعارضة عن اعادة العمال لاستئناف العمل في منشات تصدير النفط قريبا.وأكدت المعارضة على رغبتها في التعاون مع أنصار سابقين للقذافي ومسؤولين كانوا يعملون معه وتجنب تطهير البلاد من النخبة كما حدث في العراق بعد الغزو الامريكي للبلاد عام 2003 .لكن المكاسب التي حققتها المعارضة الليبية لا تضمن الامن أو التقدم طالما ان القذافي وبطانته مازالوا هاربين. وقال عبد السلام جلود الذي كان حليفا وثيقا للقذافي والذي انشق في الاسبوع الماضي ان القذافي يعتزم الاختفاء ثم شن حرب عصابات.وقال ان القذافي مريض بالسلطة وانه يعتقد أنه يمكنه أن يجمع أنصاره ويشن هجمات. وأضاف أنه واهم ويعتقد أن بامكانه العودة للسلطة.وهناك مؤشرات على تخلي المزيد من أنصار القذافي عنه بعد سلسلة من الانشقاقات طوال الانتفاضة التي استمرت ستة أشهر. وفي فندق ريكسوس بطرابلس حيث كان مسلحون موالون للقذافي يمنعون نحو 40 أجنبيا أغلبهم صحفيون من مغادرة الفندق تراجع المسلحون عن موقفهم يوم الاربعاء وسمحوا لهم بالرحيل.كما أعلن الرجل الثاني في المخابرات الليبية ووزير الصحة ولاءهما للمعارضة خلال مقابلة عرضت على قناة الجزيرة.وبعد أعنف انتفاضة حتى الان في انتفاضات الربيع العربي التي تجتاح الشرق الاوسط وشمال افريقيا كانت هناك مؤشرات واضحة على وجود مخاطر جديدة. وخطف أربعة صحفيين ايطاليين قرب الزاوية بين طرابلس والحدود التونسية.كما يخشى مسؤولون غربيون من خروج أسلحة بما في ذلك صواريخ مضادة للطائرات ومواد نووية يمكن ان تصنع قنابل قذرة من مخزون السلاح الخاص بالقذافي لتصل الى اطراف معادية.ويمثل فرض النظام ومنع ظهور خصومات لاسباب قبلية أو عرقية أو ايديولوجية بين فصائل المعارضة المتعددة مبعث قلق رئيسيا سواء للمجلس الوطني الانتقالي أو لداعميه من الدول الغربية التي تعمل على تجنب الفوضى واراقة الدماء التي أعقبت الاطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.وفي رسالة صوتية تم بثها يوم الاربعاء حث القذافي (69 عاما) القبائل الليبية على تطهير البلاد من الخونة والكفرة والجرذان.وتحاول المعارضة الليبية التي زحفت الى طرابلس في مطلع الاسبوع موحدة بذلك عدة جبهات وكتل مختلفة ارساء النظام في المدينة لكنها تواجه فلولا للمقاومة وهناك مؤشرات للنهب. وظل قناصة يطلقون النار من مبان مرتفعة بما في ذلك حول مجمع باب العزيزية. وردت قوات المعارضة باطلاق المدافع المضادة للطائرات المثبتة على شاحنات.وقال أحد المقاتلين ما زال هناك الكثير من القناصة في شرق طرابلس.. سنقضي عليهم جميعا لكن سيستغرق هذا وقتا.وقال أيمن وهو مقاتل في قاعدة معيتيقة الجوية في طرابلس ان المقاتلين يحاولون الوصول الى منطقة ابو سليم وهي ليست بعيدة عن باب العزيزية الخاضع لسيطرة المعارضة.وأضاف في مكالمة هاتفية انهم يحيطونه لكن انصار القذافي يحاربون ويطلقون النار من الخارج. ما زلنا نمشط المكان بحثا عن أنصار النظام المخلوع.وقال نوري اشتيوي وهو متحدث باسم المعارضة في طرابلس ان المقاتلين أفرجوا عن عدة مئات من المحتجزين في سجن بأبو سليم. ولم يتسن على الفور التحقق من الرقم.وما زالت سرت مسقط رأس القذافي على الساحل بين طرابلس وبنغازي خارجة عن سيطرة المعارضة التي بعثت بقوات هناك.وأضاف اشتيوي تجري محادثات منذ يومين الان بين المجلس الوطني الانتقالي وزعماء القبائل من سرت لتحرير المدينة وضمان القاء سكانها السلاح والسماح بدخول المباني الادارية.كما تحدثت المعارضة عن حدوث قتال في مدينة سبها الجنوبية.وفي الوقت ذاته تم تجريد المباني الحكومية من أي شيء له قيمة.وفي باب العزيزية خرج مقاتلون ببنادق وذخيرة تقاسموها فيما بينهم.لكن الامدادات الطبية التي كان بها نقص أصلا بلغت مراحل حرجة في الكثير من الاماكن في الوقت الذي يعالج فيه المئات من الجرحى من القتال. كما أن اطلاق النار في الشوارع جعل بعض المسعفين يحجمون عن العمل.وقال جوناثان ويتال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في ليبيا المستشفيات التي زرتها مليئة بجرحى من الطلقات النارية.وأضاف في منشأة طبية زرتها كانوا قد حولوا بعض المنازل المجاورة للمركز الطبي الى ما يشبه المستشفى. لكن نظرا لنقص العاملين وعدم وجود ممرضات يرعى المرضى أنفسهم بأنفسهم.